أميركا تقر بأنها لم تحدد إذا ما كان الجيش السوري من نفذ الهجوم الكيميائي
جددت روسيا تحذيرها للولايات المتحدة الأميركية من شن عدوان على سورية على خلفية المزاعم باستخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، مشددة على أن لديها «التزامات مع الحكومة السورية الشرعية»، على حين أقرت واشنطن بأن الحكومة الأميركية «لم تحدد بشكل حاسم إن كانت قوات الحكومة السورية هي من نفذ الهجوم».
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، وفق وكالة «سانا»، أن المزاعم باستخدام السلاح الكيميائي في دوما مجرد «استفزاز»، معتبراً أنه «من الخطير استخلاص أي استنتاجات من دون الحصول على معلومات كافية»، داعياً في الوقت ذاته إلى «إجراء تحقيق مفصل في هذه الادعاءات».
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين ووزارة الدفاع الروسية سبق أن حذرا من سير التحضيرات للقيام باستفزازات كهذه في المنطقة. وبين بيسكوف، أنه من السابق لأوانه الحديث عن موقف مشترك لدى الدول الضامنة في اجتماعات أستانا (روسيا وإيران وتركيا) بخصوص هذا الموضوع، وقال: «لا يملك أحد الآن معلومات كافية ولم تجر بعد أي تحقيقات ولو كانت أولية ودون ذلك من الخطأ جذرياً التكهن باستنتاجات».
وأعلن بيسكوف أن الرئيس بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بحثا خلالها التطورات في سورية.وقال بيسكوف، أمس «الوضع متوتر حقاً، لقد سمعنا تصريحات بالتهديدات، لا يسعنا إلا أن نأمل في أن تتبع الدول الثلاث نهجاً متوازناً والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في سورية، الوضع هش بالفعل بما فيه الكفاية».وكان مركز المصالحة الروسي في سورية أعلن أن ممثلي المركز زاروا مستشفى في دوما، حيث زُعم حدوث هجوم كيميائي، والتقوا مع الأطباء والموظفين، مؤكداً أن الأطباء السوريين في دوما «نفوا وصول مرضى بأعراض تسمم كيميائي».
بدوره أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الطاجيكي سراج الدين اصلوف في موسكو أمس، وفق «سانا»، إلى أن ما بثته بعض وسائل الإعلام حول مزاعم استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية والصور التي تظهر كيفية علاج مصابين مفترضين من قبل أشخاص غير محميين ولم يصابوا يذكر بلقطات سابقة بثتها ما تسمى جماعة «الخوذ البيضاء».وأكد لافروف أن الهدف مما حدث في الغوطة الشرقية، هو القيام بحملة شاملة تستهدف سورية وكذلك موسكو وطهران، لافتا إلى أن روسيا تدعم إجراء تحقيق جاد حول استخدام الكيميائي بعيداً عن التسييس.
وتساءل لافروف: «كيف استطاع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بهذه السرعة تبادل الأدلة على استخدام السلاح الكيميائي في سورية»، مشيراً إلى أن الخبراء الروس وممثلي الهلال الأحمر العربي السوري لم يجدوا هناك أي أثر لاستخدام الكلور وأي غازات أخرى.وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول التهديد بشن الولايات المتحدة عدوانا على سورية قال لافروف: إن «عسكريينا ردوا على هذه التهديدات بالفعل بأنه لدينا التزامات مع الحكومة السورية الشرعية ونحن موجودون في هذا البلد بطلب من دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة».في المقابل قالت مصادر حكومية أميركية أمس، وفق وكالة «رويترز»: إن التقييم الأولي للحكومة الأميركية يشير إلى استخدام غاز أعصاب في الهجوم الكيمائي بمدينة دوما السورية يوم السبت لكن الأمر يتطلب المزيد من الأدلة لتحديد نوع الغاز.
وذكرت المصادر أيضا، أن الحكومة الأميركية «لم تحدد بشكل حاسم إن كانت قوات الحكومة السورية هي من نفذ الهجوم».إلى ذلك أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها بدأت بالتحقق من التقارير الواردة بشأن هجوم كيميائي مزعوم في دوما، وأفاد بيان صادر عن المنظمة، أمس،: «يراقب مركز عمليات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن كثب الحادث ويجري تحليلاً أولياً لتقارير الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية».
وعلى خلفية المزاعم باستهداف دوما بالكيميائي، عقد رئيس أميركا دونالد ترامب، اجتماعاً، أمس، مع كبار القادة العسكريين والوزراء، وسط توقعات بشن أميركا هجوماً جديداً على سورية،.في الأثناء أكد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أن الولايات المتحدة لا تستبعد تنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الجيش السوري رداً على ما تصفها بالهجوم الكيميائي في مدينة دوما.
إضافة تعليق جديد