28-06-2006
إذا لم تكن ذئباً
العدالة شيء يطالب به الفقراء والضعفاء، فما هو خير بالنسبة للذئب شر بالنسبة للنعجة، ولكي لا يوحد القهر والجوع أولئك الضعفاء، فإن الأقوياء يقدمون لهم جرعات من العدالة تكفي لتخديرهم إلى حين. وآخر منتجات العدالة اليوم هي الديمقراطية، وأبرع الأقوياء الذين يتاجرون بها الأمريكان، وأسوأ مستثمريها هم العرب، حكاماً وشعوب، فأقوياء العشيرة يأكلون فقراءها، وأقوياء الطائفة كذلك يأكلون ضعفاءها، وأقوياء الحزب، والأمن، والحكومة، وأقوياء السوق، والعائلة، جميعهم يأكلون ضعفاءهم، لذلك، أخي المواطن، من الأفضل أن تنتزع حقوقك بدلاً من تنظيراتك اللغوية في الأخلاق، وإذا اشتعل العالم فمن الأجدى أن تتدفأ به قبل أن تصل النار إلى مؤخرتك: كذلك يقول لنا العراقيون الذين احترقت مؤخراتهم وهم ينتظرون العدالة منذ آلاف السنين...
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد