إسرائيل تؤلب أمريكا على مهاجمة إيرن
في الوقت الذي تتبنى فيه الإدارة الأميركية في العلن الوسائل الدبلوماسية من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي، عملت إدارة بوش على زيادة الأنشطة السرية داخل إيران وكثفت من عمليات التخطيط الهادفة إلى الاستعداد لشن هجوم نووي كبير على الدولة الإسلامية.
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون حاليون وسابقون وكذلك مسؤولون في الاستخبارات حاليون وسابقون إن مجموعات التخطيط في سلاح الجو الأميركي آخذة في تحديد قوائم بالأهداف الإيرانية المراد قصفها.
وصدرت الأوامر إلى فرق من القوات القتالية الأميركية بالدخول إلى إيران سرا من أجل جمع معلومات وإقامة علاقات مع الأقليات العرقية المعادية للحكومة هناك.
ويقول هؤلاء المسؤولون إن الرئيس الأميركي جورج بوش مصمم وعازم على منع النظام الإيراني من الحصول على فرصة بدء برنامج مخطط له هذا الصيف يهدف إلى تخصيب اليورانيوم.
وتتفق وكالات الاستخبارات الأوروبية والأميركية وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن إيران مصممة على تطوير القدرات اللازمة لإنتاج أسلحة نووية.
غير أن هناك تقديرات متباينة حول المدة الزمنية التي تحتاجها إيران قبل أن تصل إلى هدفها وحول ما إذا كانت الوسائل الدبلوماسية أم العقوبات أم العمل العسكري هي السبيل الأمثل لمنع إيران من الوصول إلى هذا الهدف.
وهناك اعتقاد متزايد بين أعضاء القيادة العسكرية الأميركية وكذلك داخل المجتمع الدولي على أن الهدف الأكبر لبوش من المواجهة النووية مع إيران يتمثل في تغيير النظام في إيران.
ويرى بوش وآخرون في البيت الأبيض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، على حد قول مسؤول رفيع سابق في الاستخبارات الأميركية، باعتباره »أدولف هتلر جديداً«. ويضيف هذا المسؤول: » هذا هو الاسم الذي يستخدمونه الآن. إنهم يتساءلون: هل ستحصل إيران على سلاح إستراتيجي وتهدد بشن حرب عالمية جديدة؟
لقد قال لي مستشار في الحكومة الأميركية يتمتع بصلات وثيقة بالقيادة المدنية في البنتاغون إن بوش »مقتنع بشكل كامل بأن إيران في طريقها إلى الحصول على قنبلة نووية في حال عدم منعها من ذلك. وأضاف ذلك المستشار لي أن الرئيس يعتقد أنه يتعين عليه فعل« ما لا يجرؤ عليه أي ديمقراطي أو جمهوري يصل إلى البيت الأبيض«.
وقال لي مسؤول عسكري سابق لا يزال يتعامل مع قضايا حساسة خاصة بإدارة بوش إن التخطيط العسكري ضد إيران يقوم على الاعتقاد بأن »حملة قصف متواصلة ضد إيران سوف تتسبب في اهانة القيادة الإيرانية وستدفع الشعب إلى الثورة ضد الحكومة ومن ثم إسقاطها«.
وأضاف الرجل لي: »لقد صُدمت عندما سمعت بهذا الأمر وسألت نفسي: ماذا يدخن هؤلاء الناس؟«.
لقد أُثيرت مسألة الهجوم على إيران ومحاولة منطقته أوائل مارس الماضي من قبل باتريك كلوسون، وهو خبير أميركي في الشؤون الإيرانية وهو أيضا نائب مدير إدارة البحوث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والذي يُعرف بولائه للرئيس بوش بشدة.
وقد أخبر كلوسون، لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أنه »طالما أنه لدى إيران حكومة إسلامية فإنه سيظل لديها برنامج نووي على الأقل سري، من ثم فإن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه في هذا الشأن هو إلى متى سيستمر النظام الإيراني الحالي؟.
وعندما تحدثت إلى كلوسون أكد لي أن »الإدارة الحالية تركز بشكل كبير على الوسائل الدبلوماسية«. غير أن إيران، بحسب قوله، ليس لديها أي خيار سوى الانصياع إلى مطالب أميركا أو مواجهة هجوم عسكري.
وقال كلوسون إنه يخشى أن يكون أحمدي نجاد يرى الغرب في صورة مجموعة من الأشخاص الضعفاء سيخافون في النهاية ولن يقدموا على أي خطوة ضده. نحن يتعين علينا الاستعداد للتعامل مع إيران في حال تصاعد الأزمة.
و قال كلوسن إنه يفضل أن يجري الاعتماد على أعمال التخريب والأنشطة السرية الأخرى. ولكنه قال إنه سيكون من الحكمة الإعداد لحرب أشمل »في ضوء الطريقة التي يتصرف بها الإيرانيون« على حد تعبيره.
أحد المخططين العسكريين قال لي إن الانتقادات التي يوجهها البيت الأبيض لإيران والإيقاع المرتفع للتخطيط للأنشطة السرية ترتقي إلى ما يمكن أن نطلق عليه وصف حملة »تركيع« تستهدف إيران. يقول المسؤول: »يتعين عليك أن تكون جاهزا للذهاب إلى هناك وتنتظر كيف سيردون. يتعين عليك أن تظهر قدرا من التهديد من أجل تركيع أحمدي نجاد«.
وفي الأسابيع الأخيرة بدأ الرئيس الأميركي سلسلة من المباحثات حول الخطط الخاصة بإيران مع عدد قليل من كبار أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس. وضمت تلك المباحثات عضوا ديمقراطيا واحدا على الأقل.
وقال لي عضو كبير في لجنة المخصصات المالية في مجلس النواب لم يشارك في تلك الاجتماعات ولكنه ناقش فحواها مع زملائه ــ قال لي إنه »لم يكن هناك أي إعلان رسمي لفحوى تلك المباحثات لأنهم لا يريدون أن يطلعوا الأقلية. فهم يتعاملون مع مجلس الشيوخ بشكل انتقائي«.
وقال عضو مجلس النواب إن أحدا في تلك الاجتماعات لم يكن »معارضا بشكل حقيقي« لحديث الحرب. فالأشخاص الذين يتم إعلامهم هم أنفسهم هؤلاء الذين قادوا الحملة على العراق. في أغلب التقديرات هناك أسئلة تُطرح بشكل تلقائي: كيف يمكنك ضرب كل المواقع في وقت واحد؟
كيف يمكنك أن تدخل بشكل عميق إلى داخل الأراضي الإيرانية بما يمكنك بشكل كاف من تحقيق هدفك؟ مع العلم بأن إيران تبني منشآj تحت سطح الأرض. ويضيف العضو المذكور ليست هناك أي ضغوط من قبل الكونغرس تعارض العمل العسكري.
والضغط السياسي الوحيد الذي يمارس الآن يأتي من قبل هؤلاء الذين يريدون الحرب. ويضيف العضو أن أكثر الأشياء التي تدعو إلى القلق هو أن هذا الرجل (في إشارة إلى الرئيس الأميركي) له نظرة دينية تجاه الأمر«.
وخلال الشهر الماضي، تم عرض ورقة بحثية أثناء مؤتمر عن الشرق الأوسط عُقد في برلين. صاحب الورقة كان الكولونيل سام غاردنر، وهو محلل عسكري كان يُدرّس في الكلية الوطنية للحرب قبل أن يتقاعد من سلاح الجو في 1987.
وقدمت تلك الورقة تقديرا لما يمكن أن تكون هناك حاجة إليه من أجل تدمير البرنامج النووي الإيراني. وبحسب تقديرات غاردنر فإن هناك 400 هدف إيراني على الأقل ينبغي ضربها من أجل تدمير البرنامج النووي الإيراني. وتقول الورقة البحثية التي قدمها غاردنر:
»لا أتصور أن المخطط الأميركي سوف يتوقف عند تلك الأهداف. فهناك احتمالية كبيرة أن يكون لدى إيران مصنعان للأسلحة الكيميائية. فنحن يمكننا قصف هذين المصنعين أيضا.
وسنحتاج كذلك إلى ضرب الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي تم نقلها أخير إلى موقع قريب من العراق.. نحن بحاجة إلى التخلص من ذلك التهديد. نحن بحاجة إلى التخلص من المنشآت التي يمكن استخدامها لتهديد عمليات الشحن في مياه الخليج.
وهذا يعني مهاجمة الغواصات الإيرانية ومواقع صواريخ كروز.. بعض المنشآت سيكون من الصعوبة بمكان استهدافها حتى عن طريق الأسلحة التي تتمتع بقدرات اختراقية كبيرة. وسيتعين على الولايات المتحدة وقتها استخدام وحدات من القوات الخاصة«.
أحد الأهداف في هذا الصدد هو مصنع وحدات الطرد المركزي في ناتانز، والذي يقع على بعد مائتي ميل جنوب طهران.. فالتخلص من هذه المنشأة سيعني انتكاسة كبيرة للطموحات النووية الإيرانية.
غير أن الأسلحة التقليدية الموجودة في الترسانة الأميركية لا تستطيع أن تضمن تدمير منشآت تقع على مسافة تزيد على 75 قدما تحت سطح الأرض لاسيما إذا كانت تلك المنشأة محمية بالخرسانة.
وهناك سابقة تاريخية لاستهداف مخازن الأسلحة والتحصينات الواقعة تحت سطح الأرض عن طريق الأسلحة النووية. تلك السابقة حدثت أثناء الحرب الباردة.
ففي أوائل عقد الثمانينات من القرن الماضي كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية تراقب الموقف عندما بدأت الحكومة السوفييتية الحفر من أجل إنشاء مجمع ضخم خارج العاصمة موسكو. وخلص المحللون وقتها إلى أن تلك المنشأة النووية تهدف إلى توفير مكان يختبئ فيه أعضاء القيادتين السياسية والعسكرية السوفييتية بعيدا عن تأثيرات الحرب النووية.
تلك المنشأة النووية السوفييتية لازالت موجودة وخطيرة للغاية ولا يزال قدر كبير منها يكتنفه الغموض. وهناك تقارير تفيد بأن الروس ساعدوا الإيرانيين على إقامة منشآت تتمتع بالتصميم ذاته الذي تتمتع به المنشآت السوفيتية لاسيما في أماكن التهوية وهي منشآت لا يمكن تدميرها من دون استخدام الأسلحة النووية.
إن نقص المعلومات التي يمكن الاعتماد عليها بشكل مؤكد فيما يتعلق بمهاجمة إيران- هذا النقص يُمثل أحد العوامل التي تترك المخططين العسكريين الأميركيين بلا خيار سوى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
يقول المسؤول الاستخباري السابق: »الحسم هي كلمة السر التي تعتمد عليها عمليات التخطيط التي يقوم بها سلاح الجو الأميركي. إنه قرار صعب. ولكننا لجأنا إليه في اليابان«.
وقال لي مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية إنه حتى عملية قصف محدودة ضد إيران، من وجهة نظره، ستسمح للولايات المتحدة بــ »المضي إلى هناك بشكل يمكنها من إحداث قدر من الضرر يكفي لإبطاء نمو البنية التحتية النووية لإيران«.
وقال المسؤول العسكري السابق: »الإيرانيون ليس لديهم أصدقاء وبوسعنا أن نقول لهم إذا اقتضت الضرورة إننا سنواصل ضرب بنيتهم التحتية. فالولايات المتحدة ينبغي لها أن تتصرف وكأنها مستعدة لشن الحرب. لا يتعين علينا أن نقوم بقصف كل دفاعاتهم العسكرية.
فطائرات الشبح وصواريخنا يمكنها أن تقوم بالمهمة ويمكننا أن نقصف وندمر ما نريد من أهداف. نحن يمكننا أن نقوم بأشياء على الأرض أيضا ولكن الأمر صعب وخطير للغاية«.ويضيف المسؤول: »المخططون النوويون يخوضون تدريباً مكثفاً ويتعلمون تفصيلات تقنية عن قدر الدمار وما يحدثه من عواقب«.
وقد تسبب الاهتمام بالخيار النووي في إحداث قدر كبير من الهواجس داخل أوساط هيئة الأركان المشتركة، بحسب تعبير المسؤول الذي أضاف أن البعض تحدث عن اللجوء إلى الاستقالة.
و في أواخر الشتاء الحالي حاولت هيئة الأركان المشتركة أن تبعد الخيار النووي عن عملية التخطيط العسكري ضد إيران ولكن بلا أي طائل، على حد قول المسؤول السابق. وقال البيت الأبيض وقتها: »لماذا تحاولون التراجع. هذا الخيار جاء من خلالكم«.
وأكد مستشار البنتاغون لشؤون الحرب على الإرهاب على أن البعض في الإدارة الأميركية يفكرون بجدية في ذلك الخيار الذي ربطه المسؤول بتصاعد الاهتمام بالأسلحة النووية التكتيكية من قبل المسؤولين المدنيين في البنتاغون ومن قبل أطراف في الدوائر السياسية الأميركية.
ووصف المسؤول الأمر بأنه »قوة جامحة يجب وقفها على الفور«. وأكد الرجل أن بعض كبار الضباط والمسؤولين كانوا يفكرون في الاستقالة بسبب الأمر ذاته«.
وقال لي المستشار:
»هناك اعتراض كبير من قبل أعضاء القيادة العسكرية في أميركا ضد استخدام السلاح النووي ضد الدول الأخرى، وتلك المشاعر الاعتراضية تمتد إلى الدوائر السياسية العليا«.
والمسألة يمكن أن تصل مرحلة حاسمة في الفترة المقبلة في ضوء أن قيادة الأركان المشتركة قد وافقت على تقديم توصية رسمية إلى الرئيس بوش تفيد بأنهم يعارضون بشدة اللجوء إلى الخيار النووي ضد إيران. يقول المسؤول: في حال أن يعرب كبار مسؤولي البنتاغون عن معارضتهم لاستخدام أسلحة نووية هجومية ضد إيران فإن الأمر لن يحدث مطلقاً«.
غير أن المستشار أضاف أن فكرة استخدام أسلحة نووية في مثل تلك المواقف قد اكتسب أرضية من مجلس علوم الدفاع، وهو عبارة عن لجنة استشارية يتم اختيار أعضائها من قبل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد. يقول المسؤول الاستخباري: »إنهم يقولون للبنتاغون إننا يمكننا بناء قنبلة بي 61-11 تستطيع إحداث قدر أكبر من الدمار وقدر أقل من الإشعاع«.
ورئيس مجلس علوم الدفاع هو وليام شنايدر، الذي شغل منصب وكيل وزارة الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق ريغان في يناير 2001. وقد أصدرت اللجنة تقريرا يوصي بالتعامل مع الأسلحة النووية التكتيكية باعتبارها جزءا حيويا في الترسانة الأميركية.
وأكد التقرير أن استخدام تلك الأسلحة يكون مناسبا بشكل كبير في المناسبات التي تتطلب تدميرا فوريا لأهداف ذات أولوية بالغة ولا تستطيع الوصول إليها الأسلحة التقليدية.
والموقعون على ذلك التقرير هم الآن أعضاء بارزون في إدارة بوش، منهم ستيفان هادلي مستشار الأمن القومي، وستيفن كامبون، مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات وروبرت جوزيف، مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي والتحكم في الأسلحة.
وقد تساءل مستشار البنتاغون عن جدوى استخدام الهجمات الجوية بالقول: »الإيرانيون قاموا بتوزيع أنشطتهم النووية بشكل منظم وجيد للغاية وليست لدينا أي فكرة عن مكان وجود المنشآت الرئيسية.
فقد تكون تلك الوحدات الرئيسية خارج حدود الدولة«. وحذر المسؤول من أن الهجوم على إيران قد يتسبب في إثارة رد فعل يأخذ صورة هجمات متعاقبة على المنشآت والمواطنين الأميركيين في مختلف أنحاء العالم.
وتساءل الرجل: »كيف سيشعر 1,2 مليار مسلم في العالم في الوقت الذي تتم فيه مهاجمة إيران«.وفي حال اللجوء أو عدم اللجوء إلى الخيار النووي، فإن قائمة الأهداف قد تتسع بشكل حتمي لا مفر منه.
وقد قال لي أحد كبار مسؤولي إدارة بوش تقاعد أخيرا ويعد أحد خبراء التخطيط الحربي في أميركا، إنه يفضل بشدة عدم اللجوء إلى هجوم جوي ضد إيران لأن إيران تعد »هدفا أكثر صعوبة بكثير« من العراق، على حد تعبيره.
ولكنه أضاف: »إذا كنت عازماً على القيام بأي قصف من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، فأنت بوسعك أن تُجمل كذبك أمام العالم عن طريق اللجوء أيضا إلى ضرب معسكرات التدريب وتتخلص من بعض المشكلات الأخرى هناك«.
وقال مستشار البنتاغون إنه في حال حدوث هجوم، فإن سلاح الجو الأميركي قد يقرر ضرب عدة مئات من الأهداف في إيران ولكن »99 % من تلك الأهداف لن تكون لها أي علاقة بالأهداف النووية.
إن هؤلاء أناس يعتقدون أن هذا هو أسلوب العمل« ــ أي أن الإدارة تستطيع تحقيق أهداف سياستها في إيران عن طريق حملة جوية، وهي الفكرة التي يؤيدها المحافظون الجدد.
وفي حال صدور أمر الهجوم، فإن القوات الأميركية العاملة الآن في إيران ستكون في موقع يسمح لها بتحديد الأهداف عن طريق أشعة الليزر وذلك من أجل ضمان دقة إصابة الأهداف ومن أجل تقليص حجم الخسائر البشرية.
ومنذ بداية فصل الشتاء الحالي، أُخبرت من قبل مستشار في الحكومة الأميركية يتمتع بصلات جيدة مع القيادات المدنية في البنتاغون أن عناصر القوات الأميركية الموجودة حاليا في إيران تعمل أيضا مع الأقليات الموجودة هناك مثل الأكراد في الشمال الشرقي والبلوش في الجنوب الشرقي.
وأن تلك القوات »تدرس طبيعة الأرض وآخذة في توزيع الأموال على القبائل هناك وتقوم باستخدام كشافة من بين تلك القبائل ومرشدين وذلك بهدف زراعة عيون في الأراضي الإيرانية.
والمهمة الجديدة لتلك القوات هي نتاج الاهتمام الطويل لرامسفيلد بتوسيع دور القوات في العمليات العسكرية، وهو الاهتمام الذي اتضح في الدراسة التي صدرت من قبل البنتاغون في فبراير الماضي.
وذلك لأنه في حال أن تقوم بتلك المهام عناصر من وكالة الاستخبارات الأميركية فإنه ستكون هناك حاجة إلى نوع من التحقيق الرئاسي، الأمر الذي سيعني أن أعضاء الكونغرس سيعلمون بنوعية تلك العلميات.
وعلى الساحة الأوروبية أعرب مسؤولون أوروبيون عن تشككهم حول فائدة شن حملة قصف أميركية ضد إيران. فقد قال لي مسؤول استخباري أوروبي: »الاقتصاد الإيراني في وضع سييء وأحمدي نجاد في موقف سييء سياسيا، وسوف يستفيد سياسيا من وقوع أي هجوم أميركي على بلاده.
نعم يمكن القيام بالهجوم ولكن النتائج ستكون أسوأ«. وأضاف المسؤول أن الهجوم سيؤدي إلى تحييد الإيرانيين العاديين بمن فيهم هؤلاء الذين يتعاطفون مع أميركا. يقول المسؤول: »إيران لم تعد تعيش في العصر الحجري والشباب هناك الآن يطّلعون على الأفلام والكتب الأميركية ويحبونها«.
أحد الأطراف الأساسية التي لها علاقة كبيرة بالنقاش الدائر حول إيران هو إسرائيل التي حذرت قيادتها منذ أعوام من أنها ترى أن إيران تحاول تخصيب اليورانيوم وأنها وصلت إلى نقطة اللاعودة في هذا الشأن.
وقد قال لي عدة مسؤولين إن اهتمام البيت الأبيض بمنع هجوم إسرائيلي ضد دولة مسلمة كان أحد العوامل التي دفعت البيت الأبيض إلى التفكير الحالي ضد إيران وذلك في ضوء أن الهجوم الإسرائيلي في حال حدوثه يمكن أن يؤدي إلى ردة فعل لا يمكن استيعابها في المنطقة بأكملها.
ففي حديث له في العشرين من مارس الماضي قال الرئيس بوش إنى ارى في كره الرئيس الإيراني لإسرائيل »تهديداً خطيراً« على السلام العالمي، بحسب تعبيره. وأضاف بوش وقتها: »إنني أعلنها واضحة مرة أخرى أننا سنستخدم قوتنا العسكرية من أجل حماية حليفنا إسرائيل«.
وقد قال لي ريتشارد أرميتاج، نائب وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول، إن أي هجوم أميركي على إيران يجب أن يضع في الاعتبار الأسئلة التالية:
»ماذا سيحدث في البلدان الإسلامية الأخرى؟ ما هي القدرة التي تمتلكها إيران للوصول إلينا عالميا ــ وهي قدرة الإرهاب؟ هل ستصعّد سوريا ولبنان الضغط على إسرائيل؟
ماذا يمكن أن يتسبب فيه الهجوم فيما يتعلق بشعبيتنا في العالم، التي هي بالفعل تعاني تدنيا كبيرا؟ وماذا يعني الأمر بالنسبة لروسيا والصين ومجلس الأمن الدولي؟«.
وقال لي دبلوماسي رفيع المستوى في فيينا: »في حال وقوع الهجوم فإن أحمدي نجاد سيكون صدام حسين جديدا يتمتع بمصداقية أكبر وبنفوذ أعلى. وتابع الدبلوماسي: »هناك أناس في واشنطن سيكونون غير سعداء في حال أن توصلنا إلى حل. إنهم لا يزالوا يعولون على العزلة وتغيير النظام. وفرصتهم هي الآن«.
ترجمة: حاتم حسين
نيويوركر
إضافة تعليق جديد