إسرائيل تقصف موكباً للصليب الأحمر
أصيب الزميل الأردني محمد نجاوي الذي يعمل مصوراً لحساب التلفزيون الالماني إن 24 وسائقه اللبناني محمد حداد أمس بجروح طفيفة بقصف إسرائيلي على موكب صحافي ضخم كان عائداً من بلدتي يارون ورميش الحدوديتين.
وفي حين تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن ان الجريحين كانا في عداد قافلة للصليب الأحمر تضم خمسين سيارة أجلت عددا من سكان بلدة رميش المعزولة منذ أسبوعين بسبب المعارك وكانت تعمل على نقلهم الى مقر قوة الطوارئ الدولية في الناقورة وان الإصابات وقعت في تبادل لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، إلا أن الزميل بيير باربانسي مراسل صحيفة لومانيتيه الفرنسية، والذي كان في عداد الموكب قال ان الموكب كان إعلامياً تماماً، وكان يضم عشرات السيارت التابعة لمختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية.
وأضاف ان القوات الإسرائيلية قامت بإطلاق النار على الموكب أثناء مروره في عيتا الشعب الحدودية، في الطريق الى الناقورة، على الرغم من اتفاق سابق كان قد تم بين صحافية تعمل في التلفزيون الألماني أر تي أل، وبين القوات الإسرائيلية وافق هؤلاء بموجبه على عدم التعرض للموكب، إذا ما قام الصحافيون بإبلاغ الإسرائيليين بموقعنا كل نصف ساعةحسب قوله.
وروى باربانسي، الذي كان أول من دخل الى مخيم جنين بعد المجزرة التي حصلت هناك، والذي يعرف الجنوب اللبناني جيدا بعد أن غطى الانسحابات الإسرائيلية منه، أن الموكب كان يضم خاصة صحافيين أوروبيين وعربا، بينهم مراسلو القناة الفرنسية الثانية انتين دو وقناة فرانس تروا، وإذاعة فرانس انفو، ووكالة الصحافة الفرنسية، والتلفزيون الألماني أر تي أل وتلفزيون الماني إن 24 الذي أصيب الزميلان العاملان فيه، إضافة الى فريق من قناة الجزيرة ومراسلين لوكالات تصوير عالمية وصحافيين لبنانيين.
وقال انهم بعد أن دخلوا الى قرى يارين ورميش التي تمكنا من إخراج بعض المدنيين العالقين فيها من ذوي الحالات الإنسانية الحرجة وأثناء مرور الموكب في بلدة علما الشعب متجهاً الى الناقورة، سمعنا قصف قذيفتين، لكني غير متأكد من نوع السلاح وان كان الأمر اشتباكا ناريا ام انه رد على قصف او قصف.
وأضاف: وسرعان ما تبين ان سيارة التلفزيون الألماني في المقدمة أصيبت. ولقد نقلتهم سيارة أسعاف تابعة للصليب الاحمر لم يكن غيرها في الموكب الى الناقورة ومقر الطوارئ الدولية. ولقد رجح الزميل الفرنسي ان سبب قصف الموكب أنه كان لدى خروجه من المنطقة مشرذماً بسبب تباري الإعلاميين على الوصول الى وسائلهم لسبق الآخرين وبالتالي الخروج من الموكب الذي لم يبد متماسكاً كما عندما دخلنا، وان السيارة التي أصيبت كانت ترفع العلم الاوروبي.
وفي كلا الروايتين، فالنتيجة واحدة وهي أن الجيش الإسرائيلي لم يتردد في انتهاك أبسط الأعراف الدولية المتعلقة بالمدنيين والمسعفين والصحافيين في زمن الحروب.
وقالت مصادر في الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الألمانية دي بي آي ان الصحافيين أصيبا بجروح طفيفة وعولجا في قاعدة المنظمة الدولية في الناقورة بجنوب لبنان. ولقد تمكنت الوكالة من التحدث الى المصوّر المصاب محمد النجاوي هاتفيا والذي قال لها ان القافلة كانت عائدة من رميش وكانت على بعد 4 كيلومترات فقط من قاعدة قوات يونيفيل في الناقورة وأن سائقه مصاب بجروح طفيفة في عنقه وذراعه وهو في صحة جيدة.
وفي السياق نفسه، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن إصابة مراسل القناة الثانية الفرنسية بول كوايتيه في القصف المدفعي الاسرائيلي على بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل، وقد تم نقله الى مستشفى تبنين الحكومي من دون أية تفاصيل اخرى.
ضحى شمس
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد