إسرائيل سرقت في التسعينيات كتـب توراة قديمة من دمشـق
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية النقاب أمس، عن عملية «جيمس بوندية» نفذتها اسرائيل لتهريب كتب توراة تاريخية تسمى «تيجان دمشق» من سوريا. وقالت الصحيفة إن هذه العملية بدأت في سوريا وتواصلت في أميركا وانتهت في إسرائيل مرورا بقارات مختلفة وبالعديد من المشاركين. ومن المقرر أن تنشر «يديعوت» القصة الكاملة في ملحقها الأسبوعي بعد غد الجمعة .
و«تيجان دمشق» هي التسمية لـ11 سفر توراة، بعضها يعود لأف عام، كتبها كهان من أرجاء العالم وصلوا في فترات مختلفة إلى العاصمة السورية. وتفاخر اليهود على الدوام بهذه الأسفار التي حافظوا عليها رغم كل التغييرات والتقلبات والأحداث. وتعتبر «تيجان دمشق» أقدم أسفار التوراة في العالم بعد سفر «تاج أرام تسوبا» الذي يعتبر مقارنة بـ«تيجان دمشق» ممزقا ومهترئا.
وبحسب «يديعوت» فإن حكومة اسحق رابين قررت في العام 1995 جلب الكتب إلى إسرائيل. وأدخلت في هذه العملية المؤسسة الأمنية، وكذلك منظمات حكومية ومهاجرين يهودا من سوريا. ويقول ألياهو حسون، رئيس جمعية المهاجرين من دمشق والذي خدم في الماضي مديرا عاما لوزارة المواصلات، ان «الحديث يدور عن إحدى أهم العمليات التي شاركنا أبدا فيها». كما أن متقاعدة كندية باسم بيلد كار قدمت مساعدات ليهود سوريا امتدحت العملية التي شاركت فيها وقالت «من كل ما فعلت في حياتي، أعتبر هذه العملية الأشد بريقا».
وتوقفت أسفار التوراة هذه بين دمشق وتل أبيب في نيويورك، حيث وصلت هذه الأسفار إلى اسرائيل عبر حاوية بريئة، من دون أن يعرف أحد أن ما تحويه لا يقدر بثمن. وشاع الغموض حول «تيجان دمشق»
وعملية إيصالها إلى إسرائيل حتى اليوم في حين لا تزال الرقابة العسكرية الإسرائيلية تحظر نشر بعض الأمور. وتقول بيلد كار انها لا تستطيع كشف النقاب عن طريقة إخراج الأسفار من سوريا. وقالت «إنني عندما أخذت الأسفار إلى حاخام مشهور لفحصها، وهو من مهاجري تونس، انفجر باكيا وقال: خذي هذا الكتاب من بيتي. أشعر بأنني رأيت الله الآن».
وتشير «يديعوت» إلى أن المشاركين في العملية تحدثوا عن أنها كانت باهظة التكلفة، وبحسب حسون، «كلفت الكثير من المال، الكثير جدا». وأضاف حسون انه بسبب حساسية الأمر عولج وتوبع على أعلى المستويات وإنه «لا ريب عندي في أن رابين كان مطلعا على الأمر، لكنه للأسف لم يكحل عينيه برؤية المهمة تكتمل جراء اغتياله».
ومنذ وصول الكتب إلى إسرائيل وضعت في المكتبة القومية في القدس المحتلة. ومن المقرر أن يتم تدشين عرضها للمرة الأولى أمام الجمهور اليوم بحضور ضيوف أجانب ومسؤولين إسرائيليين.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد