إمام جامع الرفاعي يهاجم الإعلام الرسمي ويتهمه بالإساءة إلى الدين

08-07-2006

إمام جامع الرفاعي يهاجم الإعلام الرسمي ويتهمه بالإساءة إلى الدين

الجمل – خاص: وجه الشيخ أسامة الرفاعي نقداً لاذعاً إلى الإعلام الرسمي السوري، واصفاً إياه بأنه "يسيء إلى دين الأمة وإلى مشاعر عامة المسلمين في سورية"، منبهاً المسؤولين إلى ضرورة الالتفات إلى هذا القطاع الهام والذي يحاول بعض العاملين فيه "إساءة استخدام المجال الممنوح لهم وهامش الحرية المتاح للنيل من المشاعر الدينية للمواطنين جميعاً".
وذلك خلال خطبة الجمعة التي سمعتها "الجمل" في مسجد الشيخ عبد الكريم الرفاعي وسط دمشق، والذي يبعد أمتاراً قليلة عن خبر جريدة الثورة الرسمية التي تناولها الشيخ الرفاعي بالنقد تلميحاً لا تصريحاً، مشيراً إلى موضوع نشرته الصحيفة قبل أيام يتعلق بتخصيص حديقة عامة في حي كفرسوسة للنساء والأطفال منذ عامين، والذي عدّه صاحب المقال انتصاراً للتيار الديني المحافظ في سورية، حيث أشار الشيخ الرفاعي إلى أن هذا يعدّ "تحريضاً على المتدينين" الذين يريدون أن يمارسوا دينهم ويطبقوا تعاليمه بحرية، وأن ما جرى من تخصيص الحديقة للنساء والأطفال كان بعريضة موقعة من معظم سكان الحي، وبموافقة الجهات المعنية في محافظة دمشق بعد عدة مشاكل تعرض لها النساء خلال السنوات السابقة، منبهاً إلى أنه "لا يوجد في سورية تيار ديني سياسي وإنما شعب متدين محافظ يقوم بممارسة نشاطاتٍ اجتماعية عادية" ليقف متسائلاً : "ماذا يريد الإعلام ؟هل يريد أن يؤذي الناس في دينهم؟!!  يريد أن يؤذي الناس في حياتهم ؟ أم ليؤكد أن "هذه ليست رسالة الإعلام بكل تأكيد، وأن هذه التصرفات إنما تصدر عن فئة قليلة داخل هذا القطاع" وهي "تسبب عزوف الناس في سورية عن متابعة الصحافة الرسمية وعدم الاهتمام بها".
الموضوع المذكور كان واحداً من بين مواضيع عدة نشرتها الصحف الرسمية طاولها نقد الشيخ الرفاعي، والذي ختم كلامه كما بدأ، بدعوة المسؤولين إلى "العناية أكثر بهذا القطاع الهام، وبمتابعة شؤونه ومنع الإساءة إلى الدين والمتدينين وإلى الأخلاق والآداب العامة".
وكانت جريدة (الثورة) قد نشرت  في 28 /6/2006 تحقيقاً  حول شكوى تقدم بها مواطن ثم تراجع عنها تتعلق بتحويل حديقة مساحتها 4000متر مربع  في منطقة كفر سوسة للنساء والأطفال  فقط، وذلك بناء على طلب المهندس رضوان سودان عضو المكتب التنفيذي رقم 23474 تاريخ 21/4/2004 بحجة أن هناك مشكلات يومية وإساءات لا أخلاقية من قبل الشباب المستهتر. ويتساءل الشاكي : كيف يدخل نصف العائلة الحديقة ويبقى نصفها الآخر في الخارج؟ ويطالب بإعادة الحديقة عامة للجميع ؟.‏‏‏
وحاولت الصحفية سعاد زاهر التي أجرت التحقيق ألا تدخل في مناقشة منطقية المعايير الأخلاقية لدى المواطنين، أولاً لأن تلك المعايير متنوعة اجتماعيا واقتصاديا وحتى جغرافيا، وثانيا لأن لها طابعا شخصيا، لكنها لفتت  إلى سؤال حول كيف "ينطلق صانعو القرار في محافظة دمشق من تلك "المعايير" لترسيخ معايير أخلاقية في غاية الخصوصية وفرضها على الآخرين؟ بدل التعامل بمعايير قانونية تحتوي ضمناً أخلاق الحق والواجب"!!.‏‏‏ ثم قامت الصحفية بالتحري عن صحة الشائعات المتداولة حول وقع جرائم اغتصاب وأعمال منافية للأخلاق في الحديقة. ومن خلال مراجعة قسم شرطة كفرسوسة تبين أن لا أساس لتلك الشائعات المبالغ فيها، وما يحدث مجرد تحرشات عادية وتحدث في أي مكان آخر. ونقل التحقيق عن مختار كفرسوسة قوله: إن سكان الأبنية المجاورة كانوا يعانون من الإزعاجات وعدم الهدوء أثناء نومهم وجلساتهم بسبب وجود باعة جوالين ودراجات تدخل وتخرج وبعض التحرشات ، فطالبوا بالإشراف عليها، ولكن المحافظة حولتها إلى حديقة للسيدات والأطفال. وهذا أدى إلى معاناة كبيرة، فالرجال من حقهم الدخول ولا سيما أنها الحديقة الوحيدة الموجودة في منطقة تنظيم كفرسوسة، فالمتقاعدون أين سيذهبون؟ وبرأيي أن تكون مفتوحة للعائلات مع متابعة الإشراف عليها ولا سيما أن المشكلات السابقة يمكن السيطرة عليها. فليس من الضروري أن آخذ تكسي كي أذهب وزوجتي إلى حديقة تشرين وأترك الحديقة القريبة مني. ويمكن للقانون أن ينظم الآداب العامة".‏‏‏
 وأبدت الصحفية زاهر خشيتها من يوم تكتسح فيه "- بذريعة الأخلاق - المطاعم والشوارع والساحات وأن تحدد لنا ملابسنا الأخلاقية وطريقة مشيتنا الأخلاقية وتقضي على حرياتنا الشخصية متجاهلة حتى القوانين والأنظمة ومتجاوزة عليها".‏‏‏
وكان لافتاً أن التحقيق تجنب الإشارة إلى الدين والمتدينين. مركزاً على العرف الاجتماعي لا الديني، محذراً من القرار الذي "يفرق بين الذكورة والأنوثة أكثر مما يفرق بين الطفولة والرجولة.. ويعني أكثر أننا نسير بسرعة الضوء بطريقة الخطف خلفاً نحو قروننا الوسطى"
وفي سياق آخر تراجعت وزارة التربية عن خطتها فيما يخص بإلغاء المعاهد الشرعية الدينية، تحت ضغط احتجاج رجال وعلماء دين وصفوا الخطة بالـ" التآمرية"، وبأنها وضعت للقضاء على التعليم الشرعي ودفع الطلاب إلى «بؤر الفساد الأخلاقي» في المدارس المختلطة بين الذكور والإناث، وقد وقع عدد من علماء الدين الإسلامي المعروفين على  رسالة موجهة للرئيس بشار الأسد  قالوا فيها : " يبدو أن هنالك من يحاول إبراز التآمر على أخلاق هذه الناشئة ودينها، في مظهر التدبير لشأنها، والاهتمام بمصالحها، وهي في الحقيقة مؤامرة تحاك خيوطها منذ قرابة عامين".


باسل الرفاعي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...