إيران تفاوض الدول الست في ت1 انطلاقاً من انتخاباتها
أثمرت رزمة المقترحات الإيرانية المقدمة الى الدول الست، امس، إعلاناً عن اجتماع رسمي بين الجانبين في الاول من تشرين الاول المقبل. تعهدت طهران بأن ترد في اللقاء على «كل الأسئلة»، وأن تتعامل معه «بجدية»، منطلقة من موقع قوة داخلي هذه المرة، يستند الى المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، رغم كل الجدل الذي أثير حولها. أما واشنطن، فرأت فيه «خطوة اولى مهمة»، بينما طلب الاتحاد الأوروبي ان يسبقه التركيز على المفاوضات مع إيران، وليس على تشديد العقوبات المفروضة عليها.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، ان أمين عام مجلس الامن القومي سعيد جليلي، تلقى اتصالاً هاتفياً من منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا، قال خلاله المسؤول الإيراني إن طهران «مستعدة للحوار في تشرين الاول بجدية وبدوافع مضاعفة لمزيد من التعاون والتعاطي استناداً الى المشاركة الشعبية المنقطعة النظير في الانتخابات الاخيرة والتي بلغت 85 في المئة».
وردّ سولانا، بحسب وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، قائلاً إن «دراسة جميع زوايا وجوانب المقترحات الإيرانية بإمعان، بحاجة الى إجراء حوار بين الجانبين». ولفت المسؤول الأوروبي «الى التطورات الحاصلة في المنطقة والعالم»، معرباً عن أمله بأن «يفضي الحوار حول رزمة المقترحات الى نتائج مثمرة».
وفي بروكسل، أكدت متحدثة باسم سولانا، أن منسق السياسة الخارجية الاوروبية اتصل بجليلي، وأنهما اتفقا على الاجتماع في الأول من تشرين الاول، وهو ما رأى فيه وزير الطاقة الاميركي ستيفن تشو «خطوة اولى مهمة.. ونحن نأمل في الأفضل»، بينما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي، ان مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية وليام بيرنز، سيمثل الولايات المتحدة في المحادثات، مشيراً الى ان «الهدف من التحدث الى الإيرانيين وجهاً لوجه، هو إبلاغهم بالخيارات المتاحة أمامهم».
وقال رئيس الوكالة الذرية الإيرانية، علي اكبر صالحي، ان ايران تأمل بأن يفتح اللقاء المرتقب «الطريق امام المستقبل». وأوضح على هامش المؤتمر العام للدول الـ150 الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا «قلنا على الدوام إننا مع الحوار ولكن بالتأكيد مع حوار من دون شروط مسبقة».
ورأى صالحي انه «يبدو ان الأجواء مناسبة لبحث هذه المسألة، وكما قال سعيد جليلي، نأمل بأن يفتح هذا الحوار مطلع الشهر المقبل الطريق امام المستقبل». واعتبر رداً على سؤال حول ما اذا كانت طهران توافق على الدخول في مفاوضات حول إبطاء او وقف عمليات تخصيب اليورانيوم كما يطالب مجلس الامن الدولي، انه «ما دام الحق (بالتخصيب) قائماً لا توجد اي مشكلة»، مؤكداً ان طهران مستعدة للرد على كل الأسئلة.
وشدد مدير الوكالة الذرية الإيرانية على أن إيران لا تنوي التخلي عن حقها باستخدام الطاقة النووية. وقال «نعتبر ان التكنولوجيا النووية وحلقة الوقود النووي والطاقة النووية هي جزء من حقوقنا السيادية. ولن يكون هناك اي تفاوض حول هذه الأمور». لكن «هذا لا يعني انه في إطار اكبر يناقش القضايا النووية ونزع السلاح والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وحظر الانتشار، فهذه القضايا مبعث قلق لكل شخص في العالم».
وطلب المسؤول الإيراني من الوكالة الذرية إقرار قانون يحظر مهاجمة المنشآت النووية لدولة عضو فيها، وقال إن طهران «تتعرض لتهديدات بضرب منشآتها النووية». وأضاف «إن امتنا اليقظة، وفيما تتعامل مع كل تهديد بجدية، فإنها في الوقت ذاته واثقة من قدرتها على الدفاع عن نفسها»، متهماً الولايات المتحدة «بنشر التخويف والأسلحة في الخليج». وأكد أن «تهديد الشعب الإيراني الذي تصدى لجميع المصاعب، ليس له نتيجة غير تعزيز وحدته».
ويسبق اللقاء الذي لم يحدد مكانه بعد، اجتماع في نيويورك في الأسبوع المقبل على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة لوزراء خارجية الدول الست، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو، إن هذا الاجتماع سيعقد «على مستوى المدراء السياسيين» للدول الست، مشيراً الى انه من المرجح ان يحضره ايضاً سولانا وجليلي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد