إيران تنتخب اليوم تحت أنظار العالم
لن يكون الإيرانيون وحدهم اليوم الجمعة، داخل مراكز الاقتراع المنتشرة على مساحة البلاد.
العالم، من العواصم الإقليمية، الى أوروبا وواشنطن، يحبس أنفاسه معهم، يراقب وينتظر قرار الغالبية من 46 مليون ناخب، يختارون بين تجديد ولاية محمود أحمدي نجاد، وبين رئاسة اولى للإصلاحي مير حسين موسوي، أو «الليبرالي» مهدي كروبي، او المحافظ محسن رضائِي.
الحملة الانتخابية الحامية التي استمرت لأكثر من أسبوعين، وانتهت امس، رفعت مستوى حماسة الايرانيين، وخاصة الشباب، بشكل غير مسبوق، مما يشير الى احتمال مشاركة كبيرة، في انتخابات خرج فيها «المحرم» الى العلن، واستخدمت فيها كافة مستويات الاسلحة اللغوية التي لم تعهدها البلاد منذ الثورة الاسلامية، من تجريح شخصي، الى اتهامات بالكذب بالفساد، طالت شخصيات محورية في النظام.
شهد الشارع الايراني خلال الأسبوعين الأخيرين، استنفاراً كثيفاً بين المؤيدين للمرشحين البارزين، نجاد وموسوي، خلال تجمعات سادتها أجواء احتفالية، وتصادمية في بعض الأحيان. وكانت الشوارع تشهد في الليل حركة محمومة اذ يجوبها شبان وعائلات مع أطفال في سيارات مزينة بصور المرشحين وملصقات الحملات الانتخابية، بعضهم يرتدي الأخضر بلون حملة موسوي، والبعض الآخر يلوح بالعلم الايراني تأييداً لنجاد.
وعكست هذه التجمعات الشرخ الواضح بين سكان البلدات والقرى المؤيدين بشدة للرئيس الايراني، وشبان المدن الكبرى المتحمسين لموسوي، المدعوم من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، خاصة في ظل مناظرات حامية مباشرة على الهواء، للمرة الاولى في الجمهورية الاسلامية، أظهرت الاختلاف في أسلوب المرشحين وتوجهاتهم. وقال دبلوماسي أجنبي في طهران «ثمة أمر أكيد وهو ان ايـران لن تقيم في المستقبل مناظرات تلفزيونية بين مرشحين للرئاسة.. فهم لم يتعاطوا معها بنضج».
وقبل ساعات من اليوم الانتخابي، لم يحسم المحللون خيارهم حيال أي من المرشحين، على اعتبار ان الانتخابات الرئاسية، تستنسخ بوجهها العام، المعطيات التي حكمت انتخابات مجلس الشورى الاخيرة، حيث يسلم جميع المتابعين، من إصلاحيين ومحافظين، بصعوبة اختراق مزاج الناخب الإيراني.
ويشير المحللون الى احتمال ان تكرر الانتخابات سيناريو العام 2005، حين حقق نجاد، في وقت كان مرشحاً غير معروف نسبياً، نصراً مفاجئاً في الدورة الثانية في مواجهة احد كبار المسؤولين في النظام الايراني، الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، الذي دخل معه مؤخرا في سجال علني غير مسبوق. وفي حال هزم نجاد، فستكون هذه أول مرة يهزم فيها رئيس بعد ولايته الاولى.
وفي آخر ظهور له اختتم به حملته، دافع الرئيس الايراني عن منجزاته وهاجم خصمه الرئيسي موسوي. وقال في كلمة تلفزيونية «لقد حققنا الكثير من الأمور»، عارضاً أرقاماً حول التضخم او البطالة تبدو اقل ارتفاعاً من المعطيات الرسمية. وعدد لائحة من المنجزات التي حققتها حكومته، متسائلا في كل مرة «هل هذا كذب؟»، مشيرا على سبيل المثال الى «بناء المستشفيات» و«زيادة عدد الطلاب بمعدل 70 في المئة» و«بناء الكثير من السدود» او ايضا «التنمية النووية» او «التكنولوجيا لإرسال أقمار اصطناعية».
وقال نجاد، الذي من المقرر ان يزور روسيا، الثلاثاء المقبل، «ان كل الحملة الانتخابية كانت موجهة ضد شخص واحد» اي شخصه، وان انتقادات منافسيه تترجم بان «اداءهم خلال فترة حكمهم كان موضع تشكيك». وهاجم مجددا زوجة موسوي، زهرة رهناورد، التي اتهمها بالحصول بطريقة غير قانونية على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية. وقال «عندما يحصل شخص ما على شهادة من دون إتباع الإجراءات، فهو أمر غير قانوني، وأريد ان يعرف النــاس ذلك». كذلك هاجم نجاد رفسنجــاني من دون أن يســمّيه، متهما إياه خصوصا بتنســيق حملة موسوي.
خارج ايران ايضاً، لا يخفي الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، حماسته للانتخابات. وفيما تتمنى اوروبا ان تتم عملية الاقتراع بطريقة «ديموقراطية»، مفضلة «خسارة» نجاد، وجهت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما رسالتي تهديد الى طهران، من خلال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، قبل ايام، ثم نأت بنفسها عن الحدث الانتخابي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس عشية الانتخابات «سننتــظر لنرى ما الذي سيحصل.. المســألة تتـعلق بكيفية تصرف هذه الحكومة مستقبلا».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد