إيران تواجه العقوبات الجديدة بتسريع البرنامج البالستي

19-01-2016

إيران تواجه العقوبات الجديدة بتسريع البرنامج البالستي

لم تبطئ الممارسات الأميركية الجديدة الاندفاعة الإيرانية، التي أطلقت شرارتها إشارة بدء تنفيذ الاتفاق النووي، بل واجهت العقوبات الأميركية الأخيرة التي استهدفت برنامجها الصاروخي، بالعمل على أكثر من صعيد، مستفيدة من تطبيق الاتفاق، وفي الوقت ذاته مستحضرة تجارب الماضي لتبرهن للغرب أن لا شيء يمكن أن يمنع عنها حقوقها.

الجديد في هذا المجال، كان إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، إمكانية انضمام الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، في إطار فرض العقوبات الجديدة على إيران. فقد صرح بأن الاتحاد الأوروبي سيناقش، هذا الأسبوع، ما إذا كان ينبغي له فرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب التجارب التي أجرتها، أخيراً، على صواريخ بالستية.
ورداً على العقوبات الأميركية الأخيرة، أكد وزير الدفاع حسين دهقان أنه لن يكون للعقوبات الأميركية «أي تأثير بتطوير برنامجنا البالستي»، فيما صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري بأن العقوبات الجديدة «غير مشروعة، لأن برنامج إيران البالستي غير مصمَّم حتى تكون له القدرة على حمل رؤوس نووية». وشدد أنصاري على أن سياسة إيران تقضي بعدم «إجراء أي مباحثات مع الولايات المتحدة» خارج الملف النووي. كذلك حذّر من أنه «مثلما أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحزم في الماضي، فسوف تردّ على هذه الأفعال الدعائية بتسريع برنامجها البالستي القانوني وزيادة قدراتها الدفاعية».
يأتي ذلك فيما أعرب وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن «الإحباط والغضب» لنشر إيران تسجيل فيديو يظهر البحارة الأميركيين العشرة في أثناء احتجازهم. وقال، في تصريح لشبكة «سي ان ان»: «أنا غاضب جداً، محبط وغاضب جداً لنشر الشريط»، مضيفاً أن الجيش الإيراني أو الحرس الثوري هو الذي نشر التسجيل وليس الحكومة». وتابع» «لكنني لا أجد عذراً لذلك، لا يوجد عذر لذلك. لقد دخل بحارتنا للأسف، وبشكل غير مقصود، المياه الإيرانية».
وفي الوقت الذي بدأت فيه إيران تستفيد من مفاعيل تطبيق الاتفاق النووي ــ إن كان من خلال زيادة إنتاجها النفطي أو بتوقيع اتفاقات تبادل تجاري واستثمارات مع دول العالم ــ بعث الرئيس حسن روحاني رسالة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي شرح فيها الإنجازات التي حققتها إيران في المجالات النووية والسياسية والحقوقية والاقتصادية. وأكد أن الحكومة، في إطار تمسكها بتوجيهات القائد، تتابع مدی التزام الطرف الآخر التعهدات، وستعمل علی إحباط أي محاولة يقوم بها الأعداء للاستغلال أو التغلغل. وأعرب روحاني، في رسالته، عن شكره للمرشد الأعلى لما قدمه من توجيهات عزّزت من مواقف الفريق النووي المفاوض، وأدت إلى الحفاظ على كرامة إيران وعزتها.
في غضون ذلك، وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران، حيث التقى روحاني، الذي أكد أن إيران التزمت وستلتزم دائماً تعهداتها الدولية، داعياً الوكالة الذرية إلى أن تلتزم سائر مهماتها ومسؤولياتها القانونية، وأن تتعاطى في هذا الإطار بنحو متساوٍ مع الأعضاء.
أعرب كيري عن «الإحباط والغضب» لنشر إيران فيديو البحارة الأميركيين في أثناء احتجازهم
كذلك التقى أمانو مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، الذي قال: «بحثنا في تعاوننا المقبل في ضوء الأجواء الجديدة، وتم تقريباً رسم خريطة طريق»، بينما أعلن أمانو أن العلاقات بين إيران والوكالة دخلت مرحلة جديدة، وقال: «نحن على استعداد لمواصلة تعاوننا على هذا المنوال».
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، أن أمانو «يأتي بدعوة من إيران»، موضحاً أن «مدة الاتفاق النووي ثماني سنوات، لكننا نريد تقليص هذه الفترة، وهذا ممكن بمساعدة الوكالة». وأوضح كمالوندي أنه في 22 كانون الثاني الحالي، سيُبرَم عقد مع الصين لإعادة تصميم مفاعل «آراك» للمياه الثقيلة»، مضيفاً أن «إيران هي التي تتولى إدارة مشروع إعادة تصميم مفاعل آراك»، ومؤكداً أن «الدول الأعضاء في مجموعة 5+1 تساعدنا في ذلك».
اقتصادياً، أعلن فرع إنتاج الشاحنات في مجموعة «دايملر» الألمانية لصناعة السيارات، توقيع رسائل نيّات مع مجموعتين إيرانيتين. وقال المسؤول عن فرع إنتاج الشاحنات لدى «دايملر» ولفغانغ برنهارد إن «هناك طلباً هائلاً في مجال المركبات التجارية، سنستأنف سريعاً أنشطتنا في هذه السوق»، حيث كانت الشركة ناشطة حتى عام 2010.
وأمس، قررت إيران زيادة إنتاجها النفطي بمعدل نصف مليون برميل يومياً، ما يؤكد عزمها على الإفادة من دون تأخير من دخول الاتفاق النووي حيّز التطبيق، ورفع العقوبات الغربية. ونقل الموقع الإلكتروني لوزارة النفط الإيرانية عن رئيس الهيئة ركن الدين جوادي قوله إن «مشكلة السوق الأساسية هي فائض في الإنتاج يبلغ مليوني برميل في اليوم، ويؤدي إلى انخفاض الأسعار». لكنه أضاف: «إذا لم ترفع إيران إنتاجها، فإن الدول المجاورة قد تزيد إنتاجها بحلول ستة إشهر إلى سنة، وتأخذ حصة إيران من السوق».
وفي هذا الإطار، تعتزم إيران الاستثمار في مصفاة نفطية في جنوب إسبانيا، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإسباني. كذلك أعلن مساعد وزير النفط عباس كاظمي إجراء مفاوضات مع البرازيل لإنشاء مصفاة هناك، بواسطة الاستثمار المشترك للبلدين. ولفت مدير الشؤون الدولية للشركة الوطنية الإيرانية للنفط سيد محسن قمصري، إلى إعلان جنوب أفريقيا استعدادها لاستئناف استيراد النفط الإيراني، بعد إزالة العقوبات.
بدوره، رحّب سفير إيران لدى روسيا مهدي سنائي، برفع الحظر عن بلاده، وقال إن «إيران باتت، اليوم، أقرب للانضمام إلى عضوية منظمة شنغهاي للتعاون، بشكل كامل». وبحسب وكالة «انترفاكس»، دعا سنائي المسؤولين الروس إلى تمهيد الأرضية للتبادل المالي بين إيران وروسيا، على أساس العملة الوطنية للبلدين عبر فتح حساب مصرفي مشترك بين الجانبين. وأكد أنه «مع رفع الحظر الغربي عن إيران، باتت طهران قريبة من التحول من عضو مؤقت في منظمة شنغهاي للتعاون إلى عضو دائم».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...