إيران: موعد لأداء اليمين الرئاسي... ومهلة إضافية لطعون الخاسرين
شددت السلطات الايرانية، امس، قبضتها على التطورات السياسية والامنية التي تلت فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية، وحددت موعدا لأداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، رغم انها مددت مهلة البحث في شكاوى المرشحين الخاسرين، وبينهم مير حسين موسوي، الذي دعته بشكل خاص الى احترام «خيار الشعب».
وفيما جدد القضاء تحذيره من النزول الى الشارع، الذي حافظ على هدوئه في طهران لليوم الثالث على التوالي، كانت المواجهة الكلامية مع الغرب تزداد حدة، لتصل الى حد الصدام السياسي، مع تبادل ايران وبريطانيا طرد دبلوماسيين، بينما حافظ الرئيس الاميركي باراك اوباما على خطابه الحذر، مؤكدا ان ادارته «تحترم سيادة الجمهورية الاسلامية في ايران».
وحدد مكتب مجلس الشورى «فترة 26 تموز الى 19 آب لأداء الرئيس اليمين الدستورية وتقديم الحكومة الجديدة»، علما ان وكالة الأنباء الرسمية «ارنا» لم تذكر محمود احمدي نجاد بالاسم. وقد استبق المتحدث باسم صيانة الدستور عباس علي كدخدائي، إعلان موعد أداء اليمين، باستبعاد إلغاء نتائج الانتخابات. واوضح «لم نشهد لحسن الحظ في الانتخابات اي عمليات تزوير او مخالفات كبرى.. وبالتالي، ليست هناك إمكانية لإلغاء» النتائج.
ورغم ان صحيفة «ايران» الحكومية نقلت عن المتحدث قوله «ان مجلس صيانة الدستور لم يقبل أياً من شكاوى المرشحين»، طلب المجلس من مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، تمديد مهلة تلقي شكاوى مرشحي الرئاسة المهزومين. وذكر المجلس في رسالة «ندعوكم للسماح لنا بتمديد المهلة كي نتلقى مزيدا من الشكاوى لمدة خمسة أيام إضافية»، قبل ان يعلن التلفزيون الرسمي موافقة المرشد.
من جهتها، دعت وزارة الداخلية الايرانية موسوي الى «احترام القانون وخيار الشعب والتصرف بما ينسجم والقانون». واضافت ان «تصرف موسوي يعزز فكرة انه شارك في الانتخابات على أساس انه في حال فاز تكون عندها الانتخابات جيدة، وفي حال هزم تكــون سيئة ويجب إلغاؤها»، معتبرة ان «الرسالة» التي طلب فيها المرشح الخاسر إلغاء الانتخابات «تتضمن تناقضات وتشتمل على عموميات تفتقر الى الأدلة القانونية وإفادات الشهود». وأكدت ان «عبارة: آلاف الشكاوى.. الواردة في رسالته، تشكل تعميما، وفي سائر أنحاء البلاد لم يتم تقديم الا 227 شكوى».
غير ان مكتب الحملة الانتخابية للمرشح الخاسر، اصدر تقريراً جاء فيه انه «تمت طباعة قسائم اقتراع عشية الانتخابات من دون ان تحمل ارقاما تسلسلية، وهو ما لم يسبق حصوله في تاريخ البلاد»، مشدداً ايضا على ان «اعداد الاختام (التي يتم بموجبها التصديق على قسائم الاقتراع) كانت اكثر بمرتين ونصف المرة من عدد مكاتب الاقتراع»، في وقت وجه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، انتقادات الى موقف المجلس من الانتخابات. وقال لصحيفة «جمهوري اسلامي» المحافظة، ان «شريحة كبيرة من الشعب تعتبر ان نتائج الانتخابات مخالفة لما اعلن رسميا»، متهما بعض اعضاء المجلس بـ«دعم» نجاد.
في هذا الوقت، جددت السلطات تأكيدها على نيتها سحب الاحتجاجات من الشارع بأي ثمن. وقال المسؤول القضائي ابراهيم رايسي «سيتم التعامل مع المعتقلين في الأحداث الأخيرة بطريقة تلقنهم درساً».
وحافظت شوارع طهران على هدوئها الحذر، وسط انتشار كثيف للشرطة والباسيج، ورغم تجمع احتجاجي «محظور» امام السفارة البريطانية. غير انه في لفتة ظهرت للمرة الاولى في الثورة الاسلامية، دوّت هتافات «الله اكبر» في أنحاء العاصمة مع حلول الليل، حيث اعتلى محتجون أسطح منازل وراحوا يكبرون. كما ذكر شهود عيان ان مسؤولي الأمن منعوا الأحد الماضي تشييع جنازة ندى آغا سلطان التي قتلت خلال التظاهرات.
وعرض التلفزيون الإيراني أشخاصاً قال إنهم اعتقلوا أثناء أعمال العنف نهاية الأسبوع الماضي. وقال شاب «أعتقد أن شبكات مثل بي بي سي وصوت أميركا حرضتنا على القيام بهذه الأعمال غير الأخلاقية». وقالت امرأة غطي وجهها إنها كانت تحمل «قنبلة يدوية» في حقيبتها. وأضافت أنها «تأثرت ببث إذاعة صوت أميركا باللغة الفارسية وبراديو بي بي سي، لأنهما كانا يقولان أن قوات الأمن هي المسؤولة عن معظم الاشتباكات».
ووسط ارتفاع حدة الاتهامات الايرانية للغرب بالتدخل في شؤونها، اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون طرد دبلوماسيين إيرانيين، رداً على خطوة ايرانية مماثلة.
أما أميركيا، فالتزم اوباما بخطابه المتحفظ حيال التطورات داخل ايران. وقال في مؤتمر صحافي «أدين بشدة الممارسات الظالمة وانضم الى الاميركيين الحزن والبكاء على كل روح بريئة زهقت». لكنه اضاف «لقد قلت بوضوح ان الولايات المتحدة تحترم سيادة الجمهورية الاسلامية في ايران وانه لم يحصل تدخل في الشؤون الداخلية الايرانية».
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس، ان الاحتجاجات في ايران أدت الى «بداية تغيير» في البلاد. لكنه حذر من ان الرئيس الاميركي لن يقر نداءات مطالبة بتنظيم إضراب عام، او يتدخل بشكل او آخر في تحركات محددة داخل ايران.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد