اجتماعات القمة المغلقة تجاهلت الملف اللبناني
بخلاف الكلام الذي قاله الملك السعودي عبد الله عن لبنان في خطابه الافتتاحي، فإن القمة العربية أبقت الملف اللبناني جامداً حيث انتهى إليه الحوار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري. وبخلاف توقعات كثيرين من بينهم قوى 14 آذار، فإن الجلسة المغلقة للقادة العرب لم تأت على ذكر لبنان قط، وقال مصدر عربي شارك في الاجتماع إن الرئيسين إميل لحود وفؤاد السنيورة لم يتحدثا مطلقاً، وإن أياً من القادة الآخرين لم يأت على ذكر الملف في ما يشبه توافقاً على تجاهله وفتح الباب أمام مداولات اخرى، تتركز أساساً على الكوة التي فتحت في جدار العلاقات السورية ــــــ السعودية، حيث أبدت مصادر سورية مطلعة ارتياحها الى نتائج اللقاء بين الرئيس بشار الأسد والملك السعودي اللذين اجتمعا مجدداً ليل أمس.
وأكد المصدر أنه لا موعد محدداً لزيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت، بخلاف ما أشيع سابقا، وأن الجميع في انتظار جولات جديدة من الاتصالات السورية ــــــ السعودية. وقال الرئيس السنيورة لوكالة فرانس برس إن هذا اللقاء «خطوة أولى إيجابية» نحو حلحلة الأزمة السياسية في لبنان.
ودفع الحرص السعودي على تجنب المواجهة الى الأخذ بغالبية ملاحظات الرئيس إميل لحود على مشروع قرار التضامن مع لبنان (نص القرار بعد تعديله في الصفحة 23) ما حال دون حصول انفجار كاد يهدد صورة لبنان داخل القمة وحتى الموقف من القرارات الخاصة بالقمة نفسها. وقد جرى التمهيد للخطوة باجتماعات على هامش القمة شارك فيها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال مصدر مشارك في اللقاءات إن المسؤول السعودي أقنع رئيس الجمهورية بعدم إزالة البند المتعلق بالنقاط السبع لكنه قبل بالتعديل الذي يحذف عبارة تشير إلى تبني القمة. ورأى المصدر أن «انتصاراً رمزياً» حققه لحود في إسقاط كلمة الحكومة عن بعض البنود.
وذكرت مصادر مطلعة أن لحود هدد بكشف تفاصيل الأزمة الحكومية وملابسات العدوان الاسرائيلي في تموز الماضي إذا لم يؤخذ بالتعديلات التي يطلبها الى أن تم الاتفاق عليها خلال اجتماع عقده قبيل افتتاح القمة مع موسى والفيصل. وقالت مصادر الوفد الرئاسي إن التعديلات شملت الفقرات 1 و2 و5 و16 من القرار . ففي الفقرتين الاولى والسادسة عشرة استُبدلت عبارات “دعم الحكومة اللبنانية” بـ“دعم الدولة اللبنانية”. وفي الفقرة الخامسة استُبدلت جملة “دعم وتبنّي” خطة النقاط السبع بعبارة “الترحيب” بالنقاط السبع . أما في ما يخص بند المحكمة ذات الطابع الدولي فأُبقي كما هو لأن لحود وجده منسجماً مع موقفه الداعي الى إقرار مشروع نظام هذه المحكمة “في إطار توافق اللبنانيين” و“وفقاً للأنظمة والأصول الدستورية”.
أما لجهة عدم شطب عبارة الحكومة اللبنانية من بقية البنود التي وردت فيها فلم يكن هناك من داع لذلك لأنها حيث وردت إنما ارتبطت بقرارات ومواقف اتخذتها هذه الحكومة قبل استقالة الوزراء وقبل التاريخ الذي باتت فيه الحكومة في نظر لحود غير دستورية وغير شرعية.
وإلى ذلك أنجزت التحضيرات لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى بيروت التي يصلها مساء اليوم في طائرة قطرية خاصة. ومن مقر إقامته في فندق فينيسيا يتوجه الى سفارة كوريا الجنوبية في بعبدا للمشاركة في لقاء ليلي أعدته السفارة مع عدد من المدعوين. وهو سيلتقي بري قبل ظهر غد، ثم ينتقل الى السرايا الكبيرة للاجتماع مع الرئيس السنيورة بحضور عدد من أركان قوى 14 آذار، ثم يلتقي مع الوزير المستقيل محمد فنيش ممثلاً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وينتقل عصراً الى الجنوب لتفقد القوات الدولية على أن يغادر بيروت صباح السبت
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد