استراتيجية دول منظمة تعاون شنغهاي في مؤتمرها القادم

الجمل: بدأت تداعيات أزمة الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية وهي تضرب شرقاً، وهذه المرة في أعماق القارة الآسيوية، وفي هذا الخصوص تقول التقارير والمعلومات، بأن العديد من البلدان الآسيوية، قد بدا أكثر اهتماماً بإجراء الترتيبات التي تتيح احتواء العواصف السياسية المتوقعة، والتي أصبحت تنذر البلدان الآسيوية بمواجهة شتاء جديد بدت رياحه ساخنة هذه المرة: ما هي أبرز التطورات والوقائع الجارية في البلدان الآسيوية، وما مدى قدرة القوى السياسية الآسيوية على التعامل مع مخاطر الاحتجاجات السياسية المتوقعة والمعروف سلفاً لنخب هذه البلدان بأنه سوف تحمل الكثير من نذر الشر الجديدة؟

* احتجاجات آسيا الوسطى: كازاخستان ضربة البداية؟
شهدت العاصمة الكازاخستانية ألما آتا يوم أمس اندلاع موجة احتجاجات سياسية كبيرة، وفي هذا الخصوص تحدثت التقارير مشيرة إلى هذه الاحتجاجات وفق النقاط الآتية:
•    سعت الكتل الاحتجاجية لجهة المطالبة بإجراء تعديل دستوري من أجل إسقاط البند الذي يعترف باللغة الروسية لغة ثانية في كازاخستان، بعد اللغة الكازاخية الرسمية الأولى.
•    القوى التي نظمت الاحتجاجات تتكون بشكل أساسي من الإسلاميين والقوميين الاجتماعيين.
•    سعت الأوساط العلمانية والمدنية الكازاخستانية لجهة المطالبة بعدم الاستجابة لهذه الاحتجاجات وذلك لأن 30% من سكان كازاخستان روس، إضافة إلى أن عدد الإثنيات في كازاخستان يبلغ حوالي 110 جماعة عرقية، لا تستطيع أن تتفاهم مع بعضها البعض إلا باللغة الروسية.
تقول المعلومات والتسريبات، بأن الإسلاميين الكازاخستانيين، هم الأكثر تشدداً لجهة المطالبة بإلغاء اللغة الروسية، والتي ينظرون إليها باعتبارها تشكل مصدرا لعمليات استهداف التراث الإسلامي الكازاخستاني، أما القوميين الاجتماعيين فيطالبون بالقضاء على كافة أنواع المظاهر الثقافية غير الكازاخستانية.
هذا، وتقول التسريبات، بأن الواقع الخارجي الأمريكي ـ الإسرائيلي قد لعب دوراً كبيراً في تحريك الفعاليات الاحتجاجية الكازاخستانية، وذلك على أساس الاعتبارات الآتية:
•    الحركات القومية الكازاخستانية، يلعب اليهود الكازاخستانيون دوراً كبيراً في تحريك فعالياتها، وذلك بسبب العداء اليهودي الشديد للثقافة الروسية.
•     الحركات الإسلامية، تلعب الجماعات السلفية الوهابية دوراً كبيراً في تحريك فعالياتها، وذلك بسبب ارتباط هذه الحركات الكبير بالجماعات السلفية الوهابية الناشطة في السعودية وبلدان الخليج.
الجدير بالاهتمام، في ملف الاحتجاجات الكازاخستانية، يتمثل في أن القوى اليهودية الكازاخستانية والقوى السلفية الوهابية، أصبحتا أكثر اهتماماً  بالتعاون من أجل تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في إقصاء الثقافة الروسية، باعتبارها العدو الثقافي الأول، وتشير المعطيات إلى أن تحقيق هذا الهدف معناه تكثيف وتائر العداء ضد روسيا، الأمر الذي سوف يتيح بدوره تعزيز دعم الرأي العام للأحزاب السياسية الموالية لأمريكا  في الانتخابات الكازاخستانية القادمة، وبالتالي تحويل كازاخستان إلى نقطة متقدمة في مخطط تطويق روسيا من الاتجاه الجنوبي.

* اجتماع منظمة تعاون شنغهاي: هل يكون نقطة الرد الوقائي الأولى
تقول المعلومات والتسريبات، بأن منظمة تعاون شنغهاي قد عقدت اجتماعاً هاماً قبل بضعة أيام في مدينة سان بطرس بورغ الروسية، وتحدثت التقارير عن هذا الاجتماع على ضوء النقاط الآتية:
•    شارك في الاجتماع رؤساء الدول الأعضاء: روسيا ـ الصين ـ كازاخستان ـ قرغيزستان ـ أوزبكستان ـ طاجيكستان.
•    ركز جدول أعمال الاجتماع على بنود خطة التعاون المشترك بين الدول الأعضاء، لفترة الأعوام العشرة القادمة.
•    تم تحديد مجالات التعاون المشترك بحيث تشمل: التعاون العسكري في مجالات أمن الحدود ـ التنمية الاقتصادية ـ العلاقات الشعبية.
هذا، وأضافت التقارير، أن بنود جدول أعمال اجتماع منظمة تعاون شنغهاي قد ركز على معالجة هذه البنود وفقاً لمنظور الملفات الآتية:
•    مخاطر الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية.
•    مخاطر الحركات الإرهابية المسلحة.
•    مخاطر حركات التطرف الديني والثقافي.
وتأسيساً على ذلك، أشارت التسريبات إلى أن دول منظمة تعاون شنغهاي، أصبحوا أكثر اهتماماً بالعمل لجهة تحقيق الآتي:
•    إكمال إجراءات انضمام باكستان والهند إلى عضوية المنظمة، إضافة إلى دعم إيران على أمل إكمال انضمامها لعضوية المنظمة لاحقاً، وفي هذا الخصوص  تجدر الإشارة إلى أن الدول الثلاثة: باكستان ـ الهند ـ إيران، تتمتع حالياً بصيغة العضو المراقب في المنظمة.
•    النظر بعين الاعتبار للتطورات الجارية في مسرح العنف السياسي ـ الديني في كل من أفغانستان وباكستان والهند، والتعاون من أجل احتواء تمدد فعاليات هذا العنف إلى دول آسيا الوسطى، وبالذات أوزبكستان، وطاجيكستان وقرغيزستان.
•    النظر بعين الاعتبار لتأثير فعاليات الأطراف الخارجية وعلى وجه الخصوص أمريكا ودول حلف الناتو لجهة محاولات التغلغل إلى بلدان آسيا الوسطى بما يتيح إثارة الكراهية وتحريك الفعاليات السياسية المعادية لروسيا والصين.
تقول المعلومات بأن اجتماع رؤساء وزراء منظمة تعاون شنغهاي سوف يعقبه اجتماع قمة دول هذه المنظمة، والذي سوف يكون على مستوى رؤساء الجمهورية، ومن المتوقع أن ينظر هذا الاجتماع في ملف عضوية الهند وعضوية باكستان، وفي هذا الخصوص من المتوقع أن يؤدي انضمام الهند إلى تخفيف التوترات الهندية ـ الصينية، وأيضاً إلى تعزيز التعاون الهندي ـ الروسي، إضافة إلى تعزيز التعاون الباكستاني ـ الصيني، والتعاون الباكستاني ـ الروسي.
انضمام الهند وباكستان إلى عضوية المنظمة، سوف يجعل من منظمة تعاون شنغهاي تمثل أكبر نادي نووي دولي، وذلك لأن المنظمة سوف تضم في عضويتها أربعة دول نووية هي: روسيا ـ الصين ـ الهند ـ باكستان، ولاحقاً إيران، إضافة إلى احتمالات بأن تسعى المنظمة إلى ضم كوريا الشمالي لعضويتها!

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة