استقالة الحكومة الهولندية بسبب تجنيس مهاجرة صومالية

استقالت الحكومة الهولندية، أمس، إثر جدل سببته قضية تجنيس البرلمانية السابقة، الصومالية الاصل، ايان هيرسي علي. فقد قدم رئيس الوزراء يان بيتر بالكنيندي رسميا استقالة حكومته الى الملكة بياتريكس، وذلك بعد ان سحب حزب صغير من الوسط، هو «الحزب الديمقراطي 66»، دعمه للائتلاف الحكومي اثر الجدل حول قضية تجنيس هيرسي علي.
وقد جاء الإعلان عن استقالة الحكومة، بعد جلسة عاصفة في البرلمان جرى خلالها بحث الطريقة التي تعاملت بها وزيرة الهجرة ريتا فيردونك مع قضية ايان هيرسي علي. وكانت فيردونك اعلنت في مايو (ايار) الماضي، ان هيرسي علي المعروفة بانتقادها للإسلام، والتي اعترفت علنا بأنها قدمت معلومات غير صحيحة من اجل الحصول على اللجوء السياسي عام 1992، لا يمكنها الاحتفاظ بالجنسية الهولندية. لكن عقب ضغوط سياسية هائلة من البرلمان، غيرت فيردونك المعروفة بلقب «ريتا الحديدية» مواقفها الصارمة حول الهجرة، وأعلنت يوم الثلاثاء الماضي أن بإمكان ايان هيرسي علي الاحتفاظ بالجنسية الهولندية.

وبعد استقالة الحكومة، هناك حاليا ثلاثة احتمالات، الاول هو الدعوة لاجراء انتخابات مبكرة خلال فترة لا تقل عن 40 يوما ولا تزيد عن 80 يوما، والثاني الابقاء على حكومة اقلية يشكلها الحزب الديمقراطي المسيحي الذي يتزعمه بيتر بالكنيندي وحزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية اليميني الذي تنتمي اليه الوزيرة فيردونك ويقوده نائب رئيس الوزراء ووزير المالية خيرت زالم، والاحتمال الثالث هو اختيار شخصية أخرى لتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة البرلمان حتى يتم إجراء انتخابات جديدة في البلاد.

ووصف حزب «الخضر» اليساري، قرار الحكومة بالاستقالة انه سليم. ومن جانبها، حملت بعض الاحزاب، وبينها الحزبان الآخران في الائتلاف الحكومي، «الحزب الديمقراطي 66» الاصلاحي الصغير، مسؤولية ما حدث.

بدورها، عبرت هيرسي علي عن حزنها لسقوط الحكومة بسبب قضيتها، وقالت في حديث لشبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الاميركية «ان الامور لم تكن تستدعي سقوط الحكومة وما كان يجب أن تصل الأمور الى هذا الحد». وأضافت انها تحتفظ الآن بجواز سفرها الهولندي وتريد ان تمضي قدما في ممارسة حياتها العادية. ورفضت من ناحية اخرى كشف ما اذا كانت تعتزم الترشح مجددا في الانتخابات القادمة والعودة للبرلمان او السفر الى الولايات المتحدة مثلما تردد في فترة الحديث عن سحب جنسيتها.

وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات البرلمانية في هولندا في مايو 2007. وتفيد استطلاعات للرأي بأن فوتر بوس، رئيس حزب العمل هو الأوفر حظا بتولي منصب رئيس الوزراء.

يشار الى ان هيرسي علي، 36 سنة، ذاع صيتها بسبب مشاركتها في إعداد فيلم ينتقد وضع المرأة في العالم الاسلامي، قتل مخرجه ثيو فان خوغ اواخر عام 2004 على يد اصولي متطرف. وترك منفذ الجريمة، وهو مغربي يقضي عقوبة سجن حاليا، رسالة فوق جثة فان غوخ تشير الى ان هيرسي علي ستكون الهدف المقبل، مما اضطر السلطات الأمنية الى احاطة البرلمانية الصومالية الاصل بإجراءات أمنية صارمة وإخفاء مكانها.

وجاء اعترافها أخيرا بأنها قدمت معلومات خاطئة خلال تقدمها بطلب اللجوء السياسي في مطلع التسعينات ليضع حدا لنشاطها السياسي. فقد أقرت خلال برنامج تلفزيوني بأنها استخدمت اسما وتاريخ ميلاد زائفين عندما وصلت إلى هولندا عام 1992. وفي إطار تسوية قضيتها، اتفق أعضاء الحكومة بأنه، نظرا لاستخدامها اسم جدها، وهو الأمر المسموح به بموجب القانون الصومالي، فإنه لن توجه إليها تهمة استخدام اسم زائف. وفي قسيمة طلب اللجوء ادعت هيرسي علي أيضا أنها وصلت الى هولندا قادمة من الصومال التي تمزقها الحروب بدلا من أن تقول انها وصلت عبر كينيا وألمانيا. لكنها قالت لاحقاً ان تلك الحقائق أصبحت معلومة عندما اختارها حزبها لتكون مرشحة للبرلمان عام 2002.

المصدر: الشرق الأوسط