استنفار في إسرائيل: فتح الملاجئ واستدعاء الاحتياط
بينما يرخي قرار انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني، الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس ، بظلاله على الموقف في سوريا، إضافة إلى استمرار تفاعلات الاعتداءات الغربية، والاعتداء الأخير الذي نفذته إسرائيل ضدّ قوات إيرانية، والردّ المتوقّع، يَظهر أن منسوب الاستنفار والاستعداد لدى كافة الأطراف قد ارتفع منذ لحظة إعلان ترامب أمس نيته إعلان موقفه من الاتفاق النووي الإيراني مساء اليوم، إلى درجات قصوى واستثنائية.
قد تختلف التحليلات، وتتنوّع السيناريوات المفترضة، في محاولة استشراف طبيعة الظرف الأمني والعسكري الذي تنتظره سوريا، إلا أنه ثمة شبه إجماع على قرب حدوث اشتباك إيراني - إسرائيلي في سوريا، نتيجة الرد الإيراني «المحسوم»، مع الاختلاف في توقع حدوده وطبيعته. وبطبيعة الحال، فإنّ أي مواجهة مرتقبة، لن تكون أي من القوى الموجودة في سوريا بمنأى عنها.
وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، قال في حديث إذاعي، اليوم، إنّ «جميع الأنظمة الهجومية والدفاعية في الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد، وعلى الإيرانيين عدم اختبار قوة إسرائيل»، فيما نقلت قناة «i24» الإسرائيلية عن مصادر خاصة، قولها إنّ «إسرائيل تسعى لخفض التوتّر الأمني مع طهران»، وأضافت نقلاً عن مصادرها: «يدرس الجهاز الأمني الإسرائيلي سيناريو إطلاق الصواريخ والقذائف من سوريا نحو أهداف عسكرية إسرائيلية، ولذلك فقد أعدّ نظام الدفاع الجوي لمثل هذا الوضع». يرتبط سعي إسرائيل لخفض التوتر مع الإيرانيين بطبيعة الرد الإيراني وحجمه وحدوده، بحسب ما يرى مراقبون، إذ إن إسرائيل قد تعمد إلى «هضم» الردّ بحال كان دون الخطوط الحمر التي يضعها الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية لأي رد محتمل، وقد يعتبره «دفعة على الحساب»، في صراعه مع إيران وحلفائها في سوريا.
في سياق متصل، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إيران بـ«نشر أسلحة خطيرة جداً في سوريا في إطار حملة لتهديد إسرائيل». وقال نتانياهو للصحافيين، خلال زيارة لقبرص، إن «إيران تدعو علناً ويومياً لتدمير إسرائيل ومحوها من على وجه الأرض، وتمارس عدواناً لا هوادة فيه ضدّنا». كما أشار إلى أنهّا «الآن تسعى لنشر أسلحة خطيرة جداً في سوريا... لتحقيق غاية محددة، هي تدميرنا».
سلامي: إيران أعدّت نفسها
في المقابل، قال نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية العميد حسين سلامي، في تصريح له، نقلته وكالة تسنيم الإيرانية: «عندما يتم نقل الحرب اليوم إلى مناطق البحر المتوسط، هذا يشير إلى أنّ سيطرة الأعداء قد تراجعت يوماً بعد يوم»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل. وأضاف سلامي أن «إيران اليوم تعتبر قوّة موازنة للتطورات في المنطقة والعالم»، لافتاً إلى أن «أميركا تواجه اليوم فقداناً للإستراتيجية، كما أن عملياتها العسكرية غير قادرة على إحداث تغيير ميداني، حيث شاهدنا المثال على ذلك في الاعتداء الأميركي الأخير على سوريا». كما أكّد أن «العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا، يشير إلى أن أميركا ليس لديها أي خطة أو استراتيجية للحرب، لكن إيران في قلب تطورات المنطقة يمكنها تأمين مصالحها بشكل جيد، وكل ذلك يشير الى أن قدرة أميركا قد تراجعت في المنطقة». وأشار سلامي، إلى التهديدات الإسرائيلية قائلاً: «إن الكيان الصهيوني وأميركا وحلفاءها الإقليميين، عليهم أن يعلموا أنّ إيران اليوم لها اليدُ الطولى في المعادلات، وهي أعدّت نفسها لأخطر سيناريوات التهديد».
على رغم أن الإيرانيين قد حسموا أمرهم بالرد مسبقاً حتى قبل الإعلان الأميركي، إلا أن إعلان الانسحاب، إضافة إلى ظروف إقليمية سياسية وعسكرية حرجة، سيعزّز التوتّر في سوريا، ساحة المواجهة الأولى، حيث شهدت الجبهة هناك تسخيناً استثنائيّاً بين العدو الإسرائيلي من جهة والإيرانيين من جهة أخرى. الليلة، أعلنت وكالة رويترز، أن العدو الاسرائيلي يقول إنه «رصد تحركات عسكرية إيرانية في سوريا ويأمر بتجهيز المخابئ في مرتفعات الجولان المحتلة». كما أوردت القناة العاشرة الإسرائيلية أن «الجيش الاسرائيلي يستدعي جنودَ احتياطٍ ضمن استعدادات قصوى في الجولان». وبعد خطاب ترامب مباشرة، قال نتانياهو تعليقاً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي إنّ «الاتفاق ساعد على تنامي اعتداءات إيران في المنطقة خصوصاً في سوريا»، مضيفاً أنّ «إيران تضع في سوريا سلاحاً فتّاكاً لضرب إسرائيل»، وحذّر من أنّ إسرائيل «ستردّ على أي هجوم إيراني على (أراضيها) بقوة».
الأخبار
إضافة تعليق جديد