الأذكياء أقل احتمالا للإيمان

أفادت دراسة جديدة نشرتها ديلي تلغراف أن الأشخاص الأكثر ذكاء أقل احتمالا لأن يؤمنوا بالله.
 فقد قال البروفيسو ريتشارد لين الأستاذ الفخري بجامعة أولستر، إن الكثيرين ممن يسمون "النخبة المثقفة" يعتبرون أنفسهم ملحدين بعكس الشخص العادي.
 وزعم لين أن تدني الوازع الديني خلال القرن الماضي ارتبط مباشرة بارتفاع متوسط الذكاء. لكن النقاد وصفوا النتائج التي توصل إليها بأنها "ساذجة".
 وقال البروفيسور لين، الذي أثار ضجة في الماضي بسبب بحث ربط الذكاء بالعرق والجنس، إن الجامعيين أقل احتمالا للإيمان بالله من أي شخص آخر.
 وكشفت دراسة لزملاء رويال سوسايتي أن 3.3% فقط  يؤمنون بالله - في وقت وصف فيه عموم الشعب البريطاني أنفسهم بأنهم مؤمنون.
 كذلك كشف استطلاع منفصل خلال التسعينيات أن 7% فقط من أعضاء أكاديمية العلوم الوطنية الأميركية يؤمنون بالله.
 وقال البروفيسور لين إن معظم أطفال المرحلة الابتدائية يؤمنون بالله، لكن عندما يصلون إلى البلوغ ويزداد ذكاؤهم، تبدأ الشكوك تساور الكثيرين منهم.
 وقال أيضا إن الاعتقاد الديني تدنى عبر 137 دولة متقدمة في القرن العشرين في نفس الوقت الذي أصبح فيه الناس أكثر ذكاء.
 لكن البروفيسور غوردون لينش مدير مركز الأديان والمجتمعات المعاصرة بكلية بيركبيك في لندن، قال إن الدراسة المشار إليها أخفقت في الأخذ في الاعتبار مجموعة معقدة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية.
 وأضاف أن "ربط الاعتقاد الديني والذكاء بهذه الطريقة يمكن أن يعكس توجها خطيرا، ينمي توصيفا ساذجا للدين بأنه بدائي، الأمر الذي ربما لا يكون له مردود مفيد في حين نحاول التعامل مع قضايا معقدة جدا تتعلق بالتعددية الدينية والثقافية".
 ومن جهته علق الدكتور أليستير مكفادين، محاضر كبير في اللاهوت المسيحي بجامعة ليدز، بأن النتيجة بها "مسحة خفيفة من الإمبريالية الثقافية الغربية وشعور معادٍ للدين".
 وختمت ديلي تلغراف بتعليق للدكتور ديفد هاردمان المحاضر في تطوير المعرفة بجامعة لندن ميتروبوليتان، قال فيه "من الصعب جدا إجراء تجارب حقيقية تشرح العلاقة العابرة بين محصلة الذكاء والاعتقاد الديني. ومع ذلك هناك دليل من مجالات أخرى على أن مستويات الذكاء المرتفعة مرتبطة بقدرة أكبر -أو ربما برغبة- للتشكيك في وإسقاط هيبة المؤسسات الراسخة".

المصدر: الجزيرة