البرلمان التركي يصوت على ترشيح عبد الله غول

يبدأ البرلمان التركي الجديد اليوم الاثنين التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد وهو منصب من المنتظر ان يفوز به وزير الخارجية عبد الله جول بعد أربعة أشهر من عرقلة الجيش والنخبة العلمانية محاولة انتخاب الاسلامي السابق رئيسا للبلاد.

وتعززت قبضة حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وينتمي اليه جول بالفوز القوي الذي حققه في الانتخابات العامة المبكرة التي جرت في يوليو تموز لنزع فتيل ازمة شغل منصب الرئيس ويتوقع على نطاق واسع انتخاب جول هذه المرة رغم بعض المعارضة الشديدة.

وتصويت اليوم هو الاول من بين اربع جولات ومن المرجح انتخاب جول في الجولة الثالثة التي تجري يوم 28 اغسطس اب ويحتاج فيها الى اغلبية بسيطة فقط يملكها بالفعل حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه.

ويشغل حزب العدالة والتنمية 341 مقعدا من 550 مقعدا في البرلمان التركي.

وقبل الجولة الثالثة يحتاج جول لثلثي الاصوات للفوز وهو امر غير مرجح بعد اختيار حزب الحركة القومية اليميني لمرشح له هو صباح الدين شكمك اوغلو واشارة الحزب الديمقراطي الاجتماعي المؤيد للاكراد انه لن يصوت لصالح جول.

وقالت وسائل الاعلام المحلية ان حزب اليسار الديمقراطي اختار ايضا مرشحا له هو طايفون ايجلي.

لكن حزب الحركة القومية اليميني جعل انتخاب جول اكثر ترجيحا بمجرد موافقته على المشاركة في التصويت. وتعطل التصويت الاول الذي أجري في ابريل نيسان بعد ان قضت محكمة بضرورة حضور ثلثي اعضاء البرلمان وهو امر كان مستحيلا مع مقاطعة المعارضة.

وقالت صحيفة أقسم التركية تعليقا على موافقة الحركة القومية على المشاركة في تصويت اليوم "الخطوة الاولى في الطريق الى قصر الرئاسة" ونشرت الى جانب التعليق صورة لجول وهو يقف الى جوار العلم التركي.

وأشار الجيش التركي العلماني الذي قوض التصويت في ابريل نيسان باصدار بيان شديد اللهجة ضد الحكومة الى انه قال كل ما ينوي قوله.

ورفض قائد الجيش التركي الجنرال يشار بويوكانيت الرد على اسئلة بشأن الرئاسة اثناء حفل استقبال في انقرة يوم الخميس الماضي. ونقلت قناة تلفزيون ان.تي.في الاخبارية عنه قوله "كل ما يمكن قوله قيل. لن اتحدث اكثر بشأن ذلك."

واطاح الجيش بحكومات كان اخرها في عام 1997 والتي كان جول مشاركا فيها لانه كان ينظر اليها على انها ذات توجهات اسلامية.

اما اسواق المال التركية التي تأثرت بالجدل الذي أعاق انتخاب جول المرة الاولى فقد ركزت هذه المرة على تقلبات الاسواق العالمية على اعتبار ان الانتخابات الرئاسية محسومة هذه المرة.

وفي المعاملات الصباحية ثبت سعر الليرة امام الدولار عند 13405 معززة المكاسب التي حققتها يوم الجمعة الماضي بعد انخفاض بلغ خمسة في المئة يوم الخميس.

وقال جول انه يؤيد العلمانية لكن المعارضة من النخبة العلمانية لازالت قوية مع خشية البعض من انه يريد وضع نهاية للفصل بين الدولة والدين. وترجع المعارضة في جزء منها لارتداء زوجته للحجاب.

وقال الحزب الشعبي الجمهوري المعارض انه سيقاطع حفلات الاستقبال التي يقيمها جول وانه سيغيب مرة اخرى عن تصويت البرلمان.

وانتخاب جول رئيسا سيسهل عمل حكومة اردوغان لانه لن يتعين عليها تمرير القوانين والتعيينات من خلال الرئيس أحمد نجدت سيزر الذي استخدم مرارا حق النقض (الفيتو) ضد تشريعات مثل تشريع لاجراء اصلاحات واسعة النطاق لنظام الضمان الاجتماعي.

وستكون اولى مهام الرئيس الجديد هي الموافقة على تشكيلة حكومة اردوغان بعد ان رفض الرئيس سيزر المنتهية ولايته الاسبوع الماضي النظر فيها.

وصرح جول الذي عاش فترات في السعودية وفي بريطانيا ويتمتع بعلاقات طيبة مع الزعماء الاجانب بأنه سيكون رئيسا محايدا وسيحاول ان يمثل كل الاتراك.

وسيستقيل بعد انتخابه رئيسا من حزب العدالة والتنمية وهو الرجل الثاني فيه لكن المعلقين يقولون انه سيتعين عليه ان يبرهن استقلاليته.

المصدر: رويترز