البريطانيون يعانون سوء التغذية
قد يكون واضحاً أن معظم البريطانيين وزنهم زائد، إلا أن الأمر غير الظاهر للعيان هو أن مليونين منهم على الأقل مصابون بسوء التغذية، ومن هؤلاء من هو مصاب بالبدانة المفرطة.
الخبراء يقولون إن الحمية البريطانية فقيرة في قيمتها الغذائية، إذ يغلب عليها الدهون والملح والسعرات، الأمر الذي يعني أنه توجد مشكلة سوء التغذية بالرغم من وفرة الطعام.
والمشكلة، كما يقول الدكتور مارينوس إليا، بروفيسور التغذية السريرية في جامعة ساوثامبتون، هي أنه "لا يمكنك دائماً أن تحدد ما إذا كان الشخص الذي أمامك مصاباً بسوء التغذية."
مضيفاً أن "الناس ربما يأكلون طعاماً كثيراً، لكنهم قد لا يتناولون القدر الكافي من الفواكه والخضراوات،" بحسب وكالة أسوشيتد برس.
أما الدكتور ألاستير ماكينلي، المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي ورئيس مجموعة العمل البريطانية الخاصة بسوء التغذية، فيوضح الأمر قائلاً: "هناك سوء فهم شائع، وهو أنه إذا كنت بديناً فلا يمكنك أن تكون مصاباً بسوء التغذية."
ويعتقد كثير من خبراء التغذية أن عدد البريطانيين المصابين بسوء تغذية يصل إلى 4 ملايين شخص، أي 6 في المئة من عدد السكان، وهذا الرقم يزيد بضعفين عن الرقم الذي تقدره الحكومة.
ومعظم الناس المصابون بسوء التغذية يعانون أمراضاً مزمنة، مثل نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، أو السرطان، أو السل.
وطبقاً لوزارة الصحة، فإن عدد المرضى الذين تم التعرف إلى سوء التغذية لديهم في المستشفيات ارتفع في السنوات الخمس الماضية أكثر من 40 في المئة.
إلا أن بعض الخبراء يُرجعون هذا الارتفاع إلى زيادة معدلات المراقبة الصحية، وليس نتيجة لقفزة نوعية في حالات سوء التغذية.
وطبقاً للإحصاءات الرسمية فإن 75 في المئة من البريطانيين وزنهم زائد، وخُمس البريطانيين يعانون السمنة.
وقد أظهرت المسوحات الأخيرة أن أقل من 20 في المئة من البالغين يأكلون يومياً الحصص الخمس من الفواكه والخضراوات التي ينصح بها.
وفي العادة فإن الناس الذين يعانون نقصاً في الفيتامينات، تظهر لديهم مشاكل في الجلد، ونزيف في اللثة، وتضخم في الغدة الدرقية.
وفي حالات عديدة، قد يعاني المصاب بسوء التغذية من تساقط الشعر، أو ضمور العضلات، أو فقر الدم.
ويوجه الخبراء اللوم في سوء التغذية إلى زيادة إقبال الناس على الأغذية السريعة، فمعظمها تحتوي على قدر قليل من القيمة الغذائية الصحية.
ونتيجة لمشاكل الحمية البريطانية، أوصت وكالة المعايير الغذائية في المملكة المتحدة، مطلع هذا الشهر، بإضافة الفوليك أسيد (الحديد) إلى الدقيق الذي يصنع في داخل البلد، إذ إن النقص في هذه المادة للمرأة الحامل قد يسبب عيوباً في الولادة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد