التخنث والـ (Shemale ) تحدي حائر لفصل جائر بين الجنسين
الجمل ـ محمد عيسى: من خلال تصفحي لمواقع الانترنت المختلفة ولا سيما مواقع الدردشة لاحظت أن عدد حالات الشذوذ الجنسي و الانحراف الأخلاقي في تزايد كبير داخل مجتمعاتنا العربية و ابعد من الحد الطبيعي الموجود في أي مجتمع أخر، فهذا الذي يتظاهر بأنه فتاة و يبحث عن علاقة حميمة مع فتاة أو رجل و ذاك الذي يبحث عن شاب "ابيض سمين" يشاركه أهوائه الشاذة و تلك التي تطلب من الشباب- و بكل تهذيب- عدم مخاطبتها لأنها سحاقية أما الجديد فهو وصول ظاهرة الـ (shemale) و هذا المخلوق هو عبارة عن رجل له ثديي امرأة نمت بفعل تناوله العقاقير و الهرمونات التي تساهم أيضا في تخفيف ملامح الرجولة كإزالة الشعر وتنعيم الصوت.......الخ.
كل هذا قادني إلى البحث في أسباب هذا التزايد و مقارنته بحالات أخرى داخل المجتمعات الغربية التي تبدو أكثر تساهلا مع مثل هذا النمط الشاذ من العلاقات الجنسية، و الجواب عبارة عن كلمتين ( الفصل الجنسي) و الذي اعتبره- وكثيرين معي – جريمة ضد المجتمع و الوطن و الإنسانية جمعاء ذلك أنها تساهم في تردي الحالة الأخلاقية و الإنسانية داخل المجتمع و تعرقل مسيرة التطور و النمو الحضاري – وحتى الاقتصادي- لهذا المجتمع .
و اخطر عناصر هذه الجريمة هو التوقيت الذي ترتكب فيه مع بداية دخول الشاب أو الفتاة فترة المراهقة الأولى ( 11-14 سنة) و التي يميل فيها المراهق أصلا إلى الانطواء على نفسه و الشعور بالخجل من التحولات الكبيرة في مظهره الخارجي كما يبدأ- المراهق أو المراهقة- في مرحلة حساسة من اكتشاف الذات الجنسية و التعرف على خصائصها و عناصرها العضوية و الفيزيولوجية و النفسية و التي تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في شخصية المراهق و المراهقة على حد سواء، و الحقيقة أننا من يحولها إلى اضطرابات لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع حالات مماثلة بعيدا عن (الحلال و الحرام) ولا ننظر إليها من الزاوية الأخلاقية و الإنسانية و حتى المرضية.
وهذا الفصل في هذه المرحلة بالذات يؤدي إلى انغماس كبير و خطير في اللذة الفردية و جهل عميق وكبير بالجنس الأخر، و هذا الجهل قد يؤدي –في فترة المراهقة الثانية غالبا ( 15-17 سنة)- إلى لجوء المراهقين إلى أساليب شاذة للتعرف على الجنس الآخر، خصوصا و أنهم في هذه المرحلة ينزعون إلى الاستقلالية و فرض شخصيتهم أمام الآخرين مما يؤدي إلى دخولهم في صدامات عنيفة مع العائلة و المحيط نتيجة رفضهم و اعتراضهم على كل ما يصدر عن هذه العائلة من قرارات أو أوامر ، ومن هنا قد يلجأ هؤلاء إلى طرق غير سوية بهدف التعرف على الجنس الأخر إما عن طريق تقليد آلية العملية الجنسية لدى الجنس الآخر أو اللجوء إلى أبناء و بنات الجنس الواحد إرضاء لغرائز غالبا ما تكون قد بلغت أوجها في هذه المرحلة العمرية و لاننسى طبعا وسائل الإيضاح التي أصبحت متوفرة بكثرة في أيامنا هذه و التي من المؤكد أنها تتحمل جزءا من المسؤولية، فيما يلجأ البعض الآخر إلى اختلاق حالات تماس مباشر مع أفراد عائلته بغرض استشفاف بعض الخصائص الجسدية المميزة لذاك الجسد و هذا هو الحرام بعينه أن ندفع بأبنائنا إلى مثل هذا السلوك.
و بعد انقضاء فترة المراهقة الثانية تبدأ فترة جديدة و تبدأ معها جريمة جديدة، فبعد فصل تعسفي دام سبع أو ثماني سنوات و في أحرج فترات العمر يجمع هؤلاء في حرم جامعي واحد و تكون النتيجة العودة إلى نقطة الصفر لا بل إلى ما وراء الصفر و النتيجة أيضا أننا نزيد من سنين المراهقة لدى شبابنا و شاباتنا لنحصل في النهاية على مجتمع مراهق بغالبية عناصره الشابة و جزء لا بأس به –بالمقارنة مع الحدود الطبيعية في أي مجتمع- يميل إلى المثلية في علاقاته الجنسية و التي تختلف عن مثيلاتها في المجتمعات الغربية بأننا نوجه هؤلاء الشباب إلى مثل هذا السلوك المنحرف دون أن نشعر بينما يندرج في تلك المجتمعات تحت بند الحريات الشخصية و حقوق الإنسان فأوجدت له التشريعات المناسبة و اعترفت به رسميا مما حال دون إعاقة تقدم المجتمع و تطوره، و لما كان هذا الأمر مستحيلا في مجتمعاتنا فلا بد إذا من إيجاد حلول ناجعة و فورية للتكفير عن هذه الجريمة و إلغاء مفاعيلها.
و الأمر المؤكد أن هذا الفصل هو نتيجة تقاليد و أعراف بالية لا علاقة لها بالدين، فالأديان لم تمنع اختلاط الجنسين أو تحرمه و إنما وضعته في اطر أخلاقية و إنسانية سليمة بعيدا عن البهيمية و الغرائزية التي تمارس حتى يومنا هذا و باسم الدين أحيانا.
أما حل هذه المشكلة فلن يكون ما لم تزل حالة الفصل الإجرامي هذه ووضع هذه العلاقة الإنسانية النبيلة في أطرها الصحيحة و تحت رقابة مختصين قادرين على تدارك الأخطاء التي قد يرتكبها المراهقون إضافة إلى انه يجب على الأهل الاطلاع و بشكل كبير و موسع على خصائص و مخاطر سن المراهقة و أن يكونوا قادرين على توجيه أبنائهم إلى المكان الصحيح دون تصادم قد يحرف الأمور عن مسارها بشكل كبير كما أننا يجب أن نقر بضرورة تطوير مفاهيمنا الأخلاقية كالشرف مثلا فليس من المعقول أن يرتبط شرف الرجل و المرأة بغشاء صغير يدعى غشاء البكارة في زمن أصبحت فيه عملية زرع هذا الغشاء من أسهل و ارخص العمليات الجراحية، و حق المرء أن يحلم (فالحلم) سيد الأخلاق.
الجمل
إضافة تعليق جديد