الجزائر: إدماج أكثر من500 متهم بالإرهاب في سلك الإمامة
عبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبدالله غلام الله في الجزائر عن رفضه تنظيم حلقات أو تجمعات في المساجد دون علم إمام المسجد ودون الحصول على ترخيص من المدير الولائي للشؤون الدينية، و ذلك لدى استضافته الاحد1-10-2006 في برنامج "بكل صراحة" الإذاعي.
وخاض الوزير غلام الله في مسألة سعي الوزارة لاستعادة رقابتها على المساجد البالغ عددها 15 ألف مسجد عبر الوطن، و في هذا السياق قال الوزير ردا على سؤال يخص "اختراق تيارات فكرية لمساجد البلاد خصوصا تيار السلفية بكل تفرعاته "، أن وزارته "ترفض أن يستغل المسجد لغير أداء الصلوات أو قراءة القرآن"، موضحا أن "مناقشة بعض القضايا الدينية في المسجد أمر مرفوض وأن إمام المسجد مسؤول على تطبيق تعليمات الوزارة في هذا الخصوص، كما أنه لا يمكن إلقاء أي دروس دون الحصول على ترخيص مكتوب من المدير الولائي للشؤون الدينية". و لكن على المستوى العملي، لم تعد هناك مظاهر للحلقات ذات البعد السياسي في مساجد الجزائر خلافا لما كان عليه الوضع في سنوات نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات.
ودافع غلام الله عن قناعته بأنه ليس من الممكن وضع حواجز فكرية على من يرغب في تبني تيار ديني معين، في إشارة إلى انتشار أتباع السلفية العلمية في الجزائر، مؤكدا أنه "عمل شخصيا على التقريب بين وجهات النظر وليس مواجهتها ببعضها البعض"، و أكد وزير الشؤون الدينية مسؤوليته على "مضمون الخطب التي تلقى في المساجد و على الأئمة القائمين عليها"، أما ماعدا ذلك فقال أنه خارج عن نطاق سيطرته.
و في سياق ذي صلة، كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن إدماج أكثر من 500 متهم بالإرهاب في سلك الإمامة في الفترة التي سبقت ميثاق السلم والمصالحة بعدما تم التحقق مع الجهات المختصة، ومنها مصالح الأمن، أن هؤلاء لا علاقة لهم بالإرهاب وأنه تم توقيفهم في فترة الأزمة عن طريق الخطأ، و أكد غلام الله من جهة أخرى أن الأشخاص المحكوم عليهم بتهمة الإرهاب لن يتم إدماجهم في سلك الإمامة.
وجاء كلام الوزير غلام الله بعد أيام قليلة من إصداره تعليمات لأئمة المساجد ومؤذنيها يطالبهم فيها بضرورة احترام مواقيت الآذان الخاصة بالإمساك و الإفطار في شهر رمضان الكريم عقب تسجيل "انحرافات" في هذا الشأن على حد تعبير الوزير، فرضت عليه التدخل لوقفها. وقال غلام الله أن "وقت الآذان مقدس و لا يليق معه التلاعب وعليه فإن أي مؤذن يتجاوز الوقت المحدد للآذان فستتم معاقبته".
وإلى جانب هذه المشكلة في الآذان، فقد صام الجزائريون رمضان هذه السنة في يومين مختلفين، فبينما صام عموم الشعب اليوم الأول منه نهار الأحد سبق عدد منهم إلى الصيام يوم السبت، وهو ما أحدث ضجة كبيرة في أوساط الصائمين، الأمر الذي دفع بوزارة الشؤون الدينية للتحرك في وقت لاحق من خلال التهديد بتوقيع عقوبات ومتابعات قضائية في حق القائمين على المساجد في ما يخص الآذان.
المصدر: العربية
إضافة تعليق جديد