الجعفري: دول راعية للإرهاب في سورية دفعت لتشكيل 6 آليات أممية غير حيادية
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس، أن الدول الراعية للإرهاب في سورية، دفعت باتجاه تشكيل ست آليات أممية لفبركة اتهامات ضد سورية، مشيراً إلى أن الممارسة العملية كشفت أن هذه الآليات لم تكن حيادية ولا مستقلة ولا نزيهة ولا موضوعية وكذلك سقطت كلها في الامتحان، ولافتاً إلى أن العملية السياسية في سورية لا تزال هشةً وصعبة بسبب رفض بعض الحكومات التعامل معها على أنها عمليةٌ سوريةٌ يقودها السوريون بأنفسهم.
وفي كلمة ألقاها خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول القرار المتضمن «الميزانية البرامجية للأمم المتحدة للعام 2020» أكد الجعفري، حسب وكالة «سانا»، أن الأمم المتحدة ممثلة بهيئاتها ولجانها الرئيسة تعرضت مرات عدة لامتحانات قاسية تتعلق بالمصداقية والنزاهة وفشلت في هذه الامتحانات بسبب ممارسات الاستقطاب السياسي والمالي التي يفرضها الممولون الرئيسيون للمنظمة من حكومات دولٍ تخلق النزاعات والحروب في أنحاء العالم ثم تأتي إلى الأمم المتحدة لتفرض عليها منهجيات عملٍ لا تؤدي إلى حل النزاعات بل تؤدي إلى استدامتها وإلى منح هذه الحكومات أدوات إضافية للتدخل في شؤون الدول وفرض أجندات ومصالح خاصة عليها.
ولفت الجعفري إلى أن الأمم المتحدة ومنذ تأسيسها لم تكن منظمة خيرية، بل مؤسسةً مسيّسة بامتياز لمصلحة الأقوى.
وشدد على أنه رغم ظروف الحرب الإرهابية، فإنه لدى المؤسسات والأجهزة القانونية والقضائية الوطنية السورية العريقة القدرة والإرادة الحقيقيتان لتحقيق العدالة والمساءلة والمحاسبة والمصالحة وليس عبر كيانٍ شاذ يستقر في جنيف ويجمع ما تسمى «أدلة» دون أي احترامٍ لأي معايير قانونية وإجرائية أممية ولا لأي معايير جنائية دولية ووطنية.
وأشار الجعفري إلى أن العملية السياسية في سورية تمضي قدماً بدعم الأمم المتحدة، غير أن هذه العملية لا تزال هشةً وصعبة بسبب رفض عددٍ معروف من الحكومات التعامل معها على أنها عمليةٌ سوريةٌ يقودها السوريون بأنفسهم دون تدخلاتٍ خارجيةٍ سلبية.
وعدَّ أن هذا الأمر يفرض على الأمم المتحدة وعلى أمينها العام تحدياً حقيقياً يتمثل في المحافظة على الحياد والمصداقية في تيسير هذه العملية وعدم الرضوخ للضغوط السياسية والمالية وممارسات الاستقطاب التي تتبعها حكومات بعض الدول الأعضاء في الترويج لما تسمى (آلية IIIM) في الميزانية العادية للأمم المتحدة.
ورداً على مندوبي الدول الأعضاء قال الجعفري: «تحدث ممثل فنلندا باسم الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعات اللجنة الخامسة وزعم أن هذا الأمر غير مسيّس وفني بحت وأنه يرتبط فقط بدور اللجنة في إقرار الميزانية البرامجية في الأمم المتحدة كل عام وأنا أسأله فقط.. متى تنوون في الاتحاد الأوروبي استعادة إرهابييكم الأجانب الذين عاثوا قتلاً وخراباً في سورية أم أن هذا أمر فني بحت؟!».
وأضاف: «إننا لا نعيش اليوم في ذلك العالم المثالي الذي حاول مندوب فنلندا إقناعكم بأنه يعيش فيه وأقول له أن يتذكر جيداً بأن من وقف وراء إنشاء ما تسمى (آلية IIIM) هي حكومات دول دعمت ومولت تنظيمات إرهابية في سورية وهي مصنفة على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية».
وأشار الجعفري إلى تصريحات رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم التي قال فيها صراحةً أن بلاده لا تعترف بتصنيف الأمم المتحدة لتنظيم «جبهة النصرة» على أنه كيان إرهابي وأقر أيضاً بأن قطر أنفقت مع حكومات أخرى من بينها أميركا والنظامان السعودي والتركي أكثر من 137 مليار دولار لإسقاط الحكومة الشرعية في سورية، كما أن النظام التركي ومشيخة قطر يعدان إلى اليوم الممولين والداعمين الرئيسين لـ«النصرة» في سورية.
ولفت الجعفري إلى أن مندوبة أميركا كشفت خلال اجتماعات اللجنة الخامسة عن النوايا الحقيقية لبلادها ولمن يقف مع بلادها وراء هذه الآلية حين قالت: «إن تمويل (IIIM) من الميزانية العادية سيضمن محاسبة المسؤولين السوريين»، مؤكداً أن هذا اعتراف أميركي ذو وجهين، فمن جهةٍ يعترفون بأنهم أسسوا الآلية لممارسة الضغط السياسي والابتزاز غير القانوني ضد سورية، ومن جهة ثانية يؤكدون من جديد أنهم يؤيدون الإرهاب ويدعمونه وسيسعون ما أمكنهم للتغطية على جرائم المجموعات الإرهابية في سورية.
وأكد الجعفري أن أميركا هي قوة احتلال عسكري وعدوان على سورية وتصرح علناً بأنها ستستمر بنهب الثروات الطبيعية فيها.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي ميزانية تشغيلية لعام 2020 بقيمة 3.07 مليارات دولار تتضمن للمرة الأولى ورغم معارضة روسيا تمويلاً مشتركاً لما يسمى «آلية التحقيق بجرائم حرب في سورية».
إضافة تعليق جديد