الجعفري يستعيد فصولا من نشأة الأمم المتحدة وتأثيرها على الأزمة في سورية
استعاد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة فصولا من نشأة الأمم المتحدة ودور سورية في تأسيسها وتأثيرها على الأزمة في سورية خلال محاضرة ألقاها في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية اليوم.
المحاضرة التي ألقاها الدكتور الجعفري خلال فعاليات معرض الكتاب الثلاثين بعنوان “الأمم المتحدة والأزمة السورية” رأى فيها أن المعرض يعد مناسبة لإلقاء الضوء على موضوع سورية والأمم المتحدة كمنظمة أممية تأسست سنة 1945 في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية ولا سيما أن سورية كانت من الدول التي شاركت بوضع ميثاقها رغم أنها لم تكن استقلت بعد.
وبين الجعفري أن الوفد السوري المشارك في اجتماع تأسيس الأمم المتحدة ترأسه فارس الخوري رئيس البرلمان في سورية آنذاك والذي شغل خلال الاجتماع رئاسة اجتماع اللجنة القانونية المنبثقة عنه ما سمح له بلعب دور في وضع نص المادة 78 من الميثاق الأممي التي ألغت الاستعمار وسمحت بزيادة عدد الدول الأعضاء بالمنظمة حينها من 51 إلى 93 لذلك يقال إن هذه المادة هي مادة سورية.
وقدم الدكتور الجعفري خلال المحاضرة لمحة تاريخية عن استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن مبينا أن أول استخدام له كان بخصوص سورية في شباط سنة 1946 عندما تقدم المندوب الأمريكي بمشروع قرار ضد طلب الحكومتين السورية واللبنانية بانسحاب قوات الاحتلال الفرنسية من بلديهما فتقدم مندوب الاتحاد السوفييتي حينها بفيتو ضد هذا المشروع الذي كانت لغته ركيكة وغامضة.
ولفت إلى أن تأسيس الأمم المتحدة جاء قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية بشكل يعني بأنها كانت شكلا من أشكال العولمة المبكرة متطرقا إلى هذه المنظمة كمؤسسة للعلاقات الدولية متعددة الأطراف أحدثت لإنهاء حالة الحرب في العالم وإعمال لغة الدبلوماسية والحوار بين الأمم.
ولكن الأمم المتحدة بحسب الدكتور الجعفري لم تتمكن من تحقيق أهدافها لأسباب عديدة مشيرا إلى انتقال التوتر في العلاقات بين الدول إلى المحافل متعددة الأطراف وقال “خير دليل على ذلك الموقفان الروسي والصيني من الأزمة في سورية في المنظمة الأممية وردود الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الثنائية على الاتحاد الروسي والتي سميت بـ /لائحة الكرملين/”.
وأضاف الجعفري “هنالك اعتقاد سائد لدى العديد من الدول أن الأمم المتحدة تستخدم أداة للضغط للسياسي من الدول الكبرى بنسب معينة كما جرى مع سورية” مشيرا إلى أن المنظمة الأممية أضحت عاجزة عن حل النزاعات الدولية بل وأحيانا مولدة لها رغم القرارات العديدة لمجلس الأمن التي لم يكن لها تأثير إيجابي في النزاعات الدولية.
واستعرض مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة ممارسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة بحق المنظمات الدولية لمجرد وقوفها مع القضايا العربية كانسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” لتخصيصها منحا دراسية لفلسطينيين وتجميد مشاركتها في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وعن دور الأمم المتحدة بالأزمة في سورية أوضح الدكتور الجعفري أن مجلس الأمن تبنى على مدار سنوات الأزمة 31 قرارا في مجالات سياسية وإنسانية ومكافحة الإرهاب ومزاعم استخدام السلاح الكيماوي وما يسمى “منظمة الخوذ البيضاء” وقرارات متصلة بعمل قوات الأمم المتحدة في الجولان “الأندوف”.
وقامت روسيا بحسب الدكتور الجعفري خلال سنوات الأزمة باستخدام الفيتو ضد مشاريع قرارات غربية ضد سورية 8 مرات والصين 4 والتي بدورها لم تصوت على الإطلاق لصالح قرار ضد الدولة السورية مبينا أن مجلس الأمن لم يعتمد أي بيان رئاسي بخصوص الأزمة في سورية كما فشل في اعتماد بيانات صحفية بسبب اعتراضات غربية على مضمونها كالمشروع الذي يندد باستهداف الإرهابيين للسفارة الروسية بدمشق بالقذائف.
وأكد الجعفري أنه تم إرسال 800 رسالة باسم حكومة الجمهورية العربية السورية إلى مجلس الأمن والدول الأعضاء توثق ما جرى في سورية وهي محفوظة بأرشيف الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن مستعرضا في الوقت نفسه ما تعرضت له سورية من حملات عداء وتآمر شنتها منظمة الجامعة العربية والتي كانت سورية من المؤسسين لها.
وتحدث الدكتور الجعفري عن فبركة استخدام الأسلحة الكيماوية كأداة إضافية للضغط على الدولة السورية والتلويح بتدويل الأزمة فيها رغم أن جنودا في الجيش العربي السوري استشهدوا جراء استخدامها من تنظيمات إرهابية عام 2013 حيث تأخر الأمين العام للأمم المتحدة وقتها في الاستجابة للطلب السوري للتحقيق بالاعتداء لأكثر من أربعة أشهر وعند إرسال لجنة التحقيق الدولية تم توجيهها بعدم زيارة خان العسل بريف حلب حيث وقعت الجريمة.
وختم الدكتور الجعفري محاضرته بالتأكيد على أن سورية رغم هذا الإرهاب والجبهة العالمية الداعمة له انتصرت بوجه تحالف دولي غير مسبوق.
حضر المحاضرة عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وحشد من الشخصيات الثقافية والفكرية وإعلاميون.
سانا
إضافة تعليق جديد