الجنوب على خريطة الانتخابات: مسلّحو «التسويات» ضمن المشهد

26-05-2021

الجنوب على خريطة الانتخابات: مسلّحو «التسويات» ضمن المشهد

يعود الجنوب السوري بغالبية مناطقه إلى خارطة الاستحقاق الانتخابي، من خلال انتشار صناديق انتخابية في المناطق التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها، وسط تهديدات من الفصائل المسلحة التي تحتفظ بتواجد لها في المنطقة بموجب اتفاقات التسوية، بتعطيل العملية الانتخابية. وتُعدّ إقامة الانتخابات الرئاسية في جنوب سوريا، حدثاً استثنائياً، إذ تعتبر المنطقة الجنوبية من أولى المناطق التي خرجت عن سيطرة الدولة، ومنها خرجت أولى التظاهرات، وكذلك أولى أعمال العنف.

وتعيش المنطقة الممتدّة على محافظتي القنيطرة ودرعا، حالة توتر أمني بين الحين والآخر. وصدرت في الأيام الأخيرة، عن عدد من الفصائل المسلّحة التي تنتشر في المنطقة، تهديدات بعرقلة سير العملية الانتخابية في بعض أجزاء المنطقة الجنوبية، ما يضع الدولة السورية أمام تحدّيات أمنية وسياسية، لضمان سير العملية الانتخابية في هذه المناطق. وشهدت المنطقة الجنوبية تفاوتاً واضحاً في التفاعل مع الانتخابات، حيث شهدت درعا المدينة، والصنمين وأزرع واللجاة وخربة غزالة نشاطاً بارزاً، في مقابل نشاط محدود في ريف درعا الغربي وحوض اليرموك المتّصل بالحدود الأردنية.

تحوّلات في القنيطرة

تشهد المحافظة الواقعة على تماس مع الأراضي المحتلة في الجولان، تحضيرات عادية لعملية انتخابية روتينية من حيث التنظيم، إذ سيكون ثقل الانتخابات في مدينة البعث وخان أرنبة، اللتان تعدّان من أكبر التجمعات السكانية في المحافظة، إضافة إلى بلدة حضر ومحيطها. وتقول مصادر إن "صناديق الاقتراع ستكون في معظم البلدات التي كانت تحت سيطرة الفصائل المسلّحة، وسيكون بعضها تحت أنظار وحماية من كان قبل صيف العام 2018، في الطرف الآخر من المعركة ميدانياً وسياسياً في البلاد". بدورها، تؤكد مصادر أهلية "حضور عدد من الشخصيات التي كانت محسوبة على المعارضة إلى تجمّعات داعمة لبرنامج الأسد في ريفي دمشق والقنيطرة". ويؤكد رئيس اللجنة الفرعية للانتخابات في القنيطرة القاضي جورج هيلانة، "مراعاة التوزّع السكاني فقط، دون أي هواجس أخرى، نظراً لحالة الاستقرار النسبي التي تعيشها المنطقة"، مبيناً أن "المراكز الانتخابية الـ130 توزّعت على المحافظة".


درعا الأكثر تعقيداً

يبدو المشهد في درعا أكثر تعقيداً من غيره، في ظلّ تسجيل نشاط لافت للمجموعات المسلحة المنتشرة في المناطق التي انضمت للتسويات في السنوات الماضية، مع تأكيدات حكومية باتخاذ تدابير أمنية مشدّدة تمنع أي عرقلة للانتخابات، وتسمح للمواطنين بالوصول الآمن إلى المراكز الانتخابية. وتتوزّع المراكز الانتخابية في درعا على 200 مركز انتخابي تحتوي على 300 صندوق، وُزّعت على مناطق المحافظة التي تشهد توتراً أمنياً بسبب تهديد عدة فصائل مسلحة للعملية الانتخابية. ورغم تأدية أعضاء اللجان الانتخابية لليمين الدستورية ضمن قاعة المركز الثقافي في مدينة درعا صباح الأحد الفائت، إلا أن اللجنة القضائية الفرعية تحفّظت على خارطة توزع المراكز الانتخابية بسبب هواجس أمنية متعلقة باستغلال التجمعات، وتنفيذ هجمات أو كمائن أو زراعة عبوات ناسفة. وفي هذا السياق، اضطّر فريق إعلامي محلّي للعودة من ريف درعا الغربي، بسبب انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق قبل وصول الفريق إلى مدينة نوى لتغطية تجمّعٍ مؤيّد للاستحقاق الرئاسي، وتزامنت هذه التطوّرات مع تسجيل عبارات وشعارات رافضة للانتخابات، خطّها مجهولون على جدران بعض المراكز الحكومية المحلية. ومع ذلك، تضع الكثير من المصادر الأمنية هذه التصرّفات في سياق محدود، مؤكدة أنها "لن تؤثّر على مجريات العملية الانتخابية، وسط اتخاذ تدابير أمنية توفّر للأهالي أجواء مناسبة للوصول الآمن إلى المراكز الانتخابية".

 

 



جعفر ميا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...