الجيش يتهيأ لدخول مدينة منبج وحشوده على أبوابها
مع تصاعد سخونة ملف منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، ترددت أنباء عن استعداد الجيش العربي السوري لدخول المدينة وقطع الطريق على كافة القوى المتربصة بها، بالترافق مع ضبط للأوضاع في شمال غرب البلاد بإحباطه أي محاولة من الإرهابيين لخرق «اتفاق إدلب».
وانتشر مساء أمس مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيه عشرات سيارات الدفع الرباعي وهي تحمل علم الجمهورية العربية السورية وعلى متنها جنود، ورافق الفيديو تسجيل صوتي يوضح أن هذه القوات هي «رتل قوات خاصة يستعد لدخول منبج».
وفي فيديو آخر ظهر الرتل ذاته وقبله مئات الجنود ومن خلفه عدة شاحنات على متنها دبابات للجيش، على حين أوضحت بعض المواقع الإلكترونية أن هذه الحشود تضم أيضاً قوات من الحرس الجمهوري ووحدات أخرى من الجيش انتشرت أمس في القرى والبلدات الواقعة جنوب مدينة منبج.
وأوضحت المصادر، أن الجيش أرسل هذه القوات لتعزيز النقاط العسكرية لوحداته الموجودة بالفعل بمحيط المدينة، وذلك بانتظار أي قرار يقضي بدخول منبج بعمل عسكري أو من خلال اتفاق قد يجري التوصل إليه مع «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
وبدأ انتشار وحدات الجيش في محيط منبج مع إعادة تفعيل مركز المصالحة الروسي في بلدة العريمة بالقرب من منبج أول من أمس، في وقت يستعد به كلاً من الميليشيات المسلحة المدعومة من نظام أردوغان وجيشه لمعركة مرتقبة ضد «قسد» في المنطقة الواقعة شرق الفرات.
بموازاة ذلك، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض استمرار الاستنفار من قبل ميليشيا «جيش الثوار» و«قوات مجلس منبج العسكري» التابعين لـ«قسد» في منطقة منبج، على الرغم من الأوامر التي وصلت إلى الميليشيات الموالية لتركيا، بتأجيل العدوان الذي جرى الاستنفار له أول من أمس الثلاثاء، والتحضر للانطلاق بها، ضد منطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف محافظة حلب.
ولفت «المرصد» إلى أن الدوريات الأميركية استمرت أمس بالتجول في مدينة منبج وريفها، مع ترقب لبدء تسيير دوريات مشتركة تركية – أميركية على خط الساجور، وهو خط التماس بين مناطق سيطرة ميليشيات أردوغان ومناطق سيطرة «مجلس منبج العسكري».في المقابل ذكرت وكالة «فرانس برس» أن ميليشيات أردوغان عززت مواقعها عند خطوط التماس مع «قسد» في محيط مدينة منبج، بعدما واصلت منذ أيام إرسال مسلحين إلى خطوط التماس في محيط منبج.
وأشارت الوكالة إلى أن الهدوء سيطر على المنطقة برغم التعزيزات، لافتة إلى أن معبر مرور المدنيين بين مناطق «قسد» ومناطق سيطرة الميليشيات قرب منبج «لا يزال مفتوحاً». ونقلت عن المتحدث باسم ميليشيا «الجيش الوطني» المدعوم من أردوغان، يوسف حمود قوله: «اتخذنا كافة الترتيبات والتعزيزات اللازمة، وأصبحت قواتنا في جاهزية كاملة من أجل تنفيذ المعركة» في منبج وشرق الفرات. وأضاف: «ننتظر التفاهمات الأميركية – التركية حول آلية الانسحاب»، وتابع «نحن مصرون على أن نكون البديل (عن القوات الأميركية) في المنطقة (…) المعركة محسومة»، على حين قال المتحدث باسم «مجلس منبج العسكري» شرفان درويش للوكالة: إن «دوريات التحالف لا تزال في مكانها ولم يتغير شيء بهذا الصدد»، مؤكداً «نحن جاهزون لصد أي هجوم» تشنه تركيا والميليشيات الموالية لها.
من جهتها نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن الناطق باسم «مكتب منبج العسكري» التابع لـميليشيا «الجيش الحر» أحمد الجادر: أنه لا يوجد تواصل بينهم وبين «قسد»، لكنهم يسعون لتجنيب المدينة معركة.
وأضاف الجادر: إن السلطات التركية تضغط على الجيش الأميركي، بهدف انسحاب «قسد» من المنطقة، وتطبيق اتفاق «خريطة الطريق» الموقع بين الطرفين.
وبالانتقال إلى جبهات غرب البلاد، بيَّن مصدر إعلامي أن مجموعات إرهابية ترفع شارات تنظيمات «جبهة النصرة» و«حراس الدين» و«الجبهة الوطنية للتحرير» الإرهابية، تسللت نحو نقاط الجيش على محاور محردة بريف حماة الشمالي، وغرب جسر الشغور بمنطقة الغاب، فتصدت لها الوحدات العسكرية العاملة في المناطق المذكورة وأرغمتها على الفرار بعدما أردت العديد من أفرادها بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة.
وأوضح المصدر، أن الجيش دك بمدفعيته تحركات ومواقع محصنة لـ«النصرة»، وذلك رداً على خرقها «اتفاق إدلب» في قطاع حماة من المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها الاتفاق، وتحديداً في تل هواش والزكاة وتل عثمان والجنابرة ومعركبة ومورك وعطشان، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي ومنه عربات بيك آب مزودة برشاشات.
كما دك الجيش برمايات من مدفعيته الثقيلة وقذائف الدبابات، مواقع لـ«الحزب الإسلامي التركستاني» و«حراس الدين» و«الجبهة الوطنية للتحرير»، وذلك في قطاع ريف إدلب من المنطقة «المنزوعة السلاح»، وتحديداً في التينة وخطرة والفرجة والكتيبة المهجورة والمشيك وتل واسط وغرب جسر الشغور، محققاً فيها إصابات مباشرة كان من نتيجتها تدمير العديد منها على رؤوس الإرهابيين، إضافة لإصابة آخرين إصابات بالغة.
الوطن
إضافة تعليق جديد