الجيش يفشل خطط الإرهابيين لتغيير الوضع في «المنزوعة السلاح»
أحبط الجيش العربي السوري أمس، محاولات لمجموعات من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي للتسلل إلى نقاطه من المنطقة «المنزوعة السلاح» بريفي حماة وإدلب، وقضى علي العديد من مسلحيها، على حين اشتبكت وحدات منه مع الإرهابيين في القسم الغربي من مدينة حلب وضواحيها، وسط تصاعد في حال الفلتان الأمني في شمال البلاد.
وواصلت مجموعات من «النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معه، خروقاتها لـ«اتفاق إدلب»، بمحاولات تسلل من المنطقة «المنزوعة السلاح» بريفي حماة وإدلب، باتجاه حواجز الجيش العسكرية، مستغلة الضباب الكثيف والبرد القارس الشديد، للاعتداء عليها.
وتصدّى الجيش لتلك الخروقات وأعاد ضبط الموقف الميداني بمختلف المحاور على إيقاعه، بإفشاله خطط الإرهابيين الذين لم ينجحوا بمسعاهم ولم يحققوا أي إنجاز على الأرض يرفع لهم معنوياتهم المنهارة نتيجة الخسائر التي تكبدوها خلال الفترة الأخيرة والهزائم التي ألحقها بهم الجيش.
وبيَّنَ مصدر إعلامي أن وحدات الجيش العاملة بريف محردة الشمالي رصدت خروقات لما تسمى «فصائل العزة» الإرهابية من محور قرية الزكاة، وتعاملت معها بالأسلحة الرشاشة من مواقعها في قرية شليوط، وأردت العديد من أفرادها وجرحت آخرين، وفرَّ من بقي حياً.
كما استهدفت وحدات الجيش العاملة في المصاصنة، بصليات غزيرة من أسلحتها الرشاشة، لمجموعات من «النصرة»، رشقت النقاط العسكرية المثبتة في المنطقة برشقات كثيفة من رصاصها المتفجر.كما دك الجيش بمدفعيته الثقيلة مواقع مجموعات إرهابية في محيط بلدة السرمانية بسهل الغاب الغربي لخرقها «اتفاق إدلب»، بتسللها نحو نقاطه في المنطقة المذكورة، ما أدى إلى مقتل العديد من أفرادها وتدمير عتاد حربي لها.
وأوضح المصدر، أن الجيش ردَّ على هذه الخروقات بالمثل، واستهدف الإرهابيين في مناطق تمركزهم بالزكاة ومعركبة واللطامنة وكفر زيتا بريف حماة الشمالي، وعلى محور السرمانية والزيارة بريفها الغربي، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
كما دك الجيش بمدفعيته مواقع «النصرة» والميليشيات المتحالفة معه في جرجناز ومحاور شرق وجنوب إدلب وكبده خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وفي داخل مناطق سيطرة «النصرة» والميليشيات المسلحة في محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها، لا يزال الفلتان الأمني سيد الموقف، وأفادت وكالات معارضة أمس، بأن عدداً من مسلحي التنظيم قتلوا بإطلاق نار في بلدة تلعادة شمال إدلب، وسط اتهامات لمليشيا «حركة نور الدين الزنكي» بقتلهم، ونفي الأخيرة لذلك.ونقلت الوكالات عن وسائل إعلام تابعة للتنظيم، أن خمسة من مسلحيه قتلوا نتيجة تعرضهم لإطلاق نار من قبل مجموعة تسللت من جبل دارة عزة غرب حلب، الذي تسيطر عليه ميليشيا «الزنكي» المنضوية في صفوف ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لميليشيا «الجيش الحر».
بدورها نفت «الجبهة»، الاتهامات التي وجهت لها من قبل «النصرة»، وقال الناطق باسم «الجبهة» النقيب الفار ناجي مصطفى في بيان نقلته الوكالات: إن مقتل مسلحي «النصرة» ترافق مع حملة تحريض إعلامية ضد «الزنكي»، معلناً استعدادهم لتشكيل لجنة يرضاها التنظيم وميليشيا «الزنكي» للتحقيق بالحادثة.
جاء ذلك، على حين ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أنه تم العثور على جثة مسلح من جنسية مغاربية مقتولاً ومرمياً عند حافة الطريق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي عند الطريق المؤدي إلى بلدة بداما غرب إدلب، كما شوهدت آثار تعذيب وعدة طعنات بالسكين على جسده.
بموازاة ذلك، وبحسب «المرصد»، دارت اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحي الميليشيات المنضوية في ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» على محاور حي جمعية الزهراء ومنطقة البحوث العلمية ضمن منطقة سريان «اتفاق إدلب» في الأطراف والضواحي الغربية لمدينة حلب، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال، وقصف من قبل قوات الجيش على مواقع تلك الميليشيات في منطقتي ضاحية الراشدين والبحوث العلمية وأماكن في بلدة المنصورة، على حين سقطت قذيفتان على مناطق سيطرة الجيش في حي جمعية الزهراء أطلقتهما الميليشيات، من دون أن يذكر «المرصد» حدوث خسائر بشرية.
ومنذ الإعلان عن «اتفاق إدلب» في 17 أيلول الماضي، لم تلتزم به تلك الميليشيات وواصلت خرقه بشكل يومي، حيث لم تسحب أسلحتها الثقيلة من «المنزوعة السلاح»، كما لم تنسحب من تلك المنطقة التنظيمات الإرهابية.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، أكد «المرصد» أن قوات الجيش استهدفت مواقع الميليشيات المسلحة في جبل الأكراد، التي تواصل خروقاتها لـ«اتفاق إدلب».
الوطن
إضافة تعليق جديد