الجيش يواصل تقدمه باتجاه الأتارب وعينه على باب الهوى
وسط إصرار متزايد على تطهير كافة الأراضي السورية من الإرهاب والاحتلال، ومع التزامه باتفاق سوتشي، واصل الجيش العربي السوري أمس تقدمه المتسارع في ريف حلب الجنوبي الغربي وأحكم قبضته على قرى جديدة باتجاه بلدة الأتارب الإستراتيجية في طريقه إلى معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا شمال إدلب، معززاً بذلك من تأمينه للطريق الدولية دمشق- حلب المعروفة بـ«M5»، ومكبداً الإرهابيين خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والمعدات.
وبيَّنَ مصدر ميداني أن وحدات الجيش العاملة ما بين الحدود الإدارية لمحافظتي حلب وإدلب، حررت أمس قريتي عرادة والشيخ علي بين الطريق الدولية دمشق – حلب غرباً وطريق إدلب- حلب القديم، من قبضة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه المدعومين من النظام التركي وذلك بعد اشتباكات ضارية بمؤازرة المدفعية والطيران الحربي، قضت خلالها على العديد من الإرهابيين وأصابت آخرين إصابات بالغة ودمرت لهم عتادهم الحربي.
على خط مواز، ووفق المصدر، شن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك غارات مكثفة على مواقع الإرهابيين في محيط مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، محققاً فيها إصابات مباشرة.
وأوضح المصدر، أن الجيش يخوض اليوم مع قطعان الإرهابيين ومشغليهم معارك السيطرة على الطرقات الرئيسة في إدلب، وقال: «بعد سيطرة قواتنا على الطريق الأهم وهي طريق دمشق حلب الدولية وبعد توسيع مسافة الأمان غرب الطريق من المتوقع أن تتجه قواتنا للسيطرة على الطريق الثاني الموازي بالأهمية العسكرية وهو الطريق القديم إدلب- حلب أو ما يسمى «الطريق 60»، والممتدة من مدينة حلب شمالاً، نزولاً إلى خان العسل إلى الشيخ علي ثم كفرحلب مزناز ثم معرة النعسان تفتناز طعوم بنش قلب مدينة إدلب.
وبيّن المصدر، أن الجيش يعمل على تأمين هذا الطريق لجهة الشرق بالسيطرة على الأتارب وأبين ورام حمدان ومعرة مصرين وصولاً لكفريا والفوعة.
وأوضح المصدر، أنه إضافة إلى ذلك، فإن الطريق الآخر المهم أيضاً هو طريق حلب- اللاذقية والمعروفة بـ«m4» والممتدة من حلب جنوباً حتى سراقب، وشرقاً مروراً بالنيرب إلى أريحا، محمبل، جسر الشغور واللاذقية.
ولفت المصدر إلى أن مسافات الأمان على شمال وجنوب هذا الطريق وشرقه وغربه، تتطلب السيطرة على أغلب قرى محافظة إدلب الجنوبية، ليبقى منها المدينة فقط والتي تصبح محاصرة تماماً، مشيراً إلى أنه عند ذلك يتقرر وضعها بالكامل حسب المعطيات، سواء أن يتم استعادتها بعملية عسكرية أو باتفاق.
وأضاف المصدر: بالنسبة للنقاط التركية، فيراهن عليها النظام التركي كموطئ قدم له بالعملية السياسية في الفترات القادمة، لكن لا أهمية عسكرية لها بما أنها محاصرة وغير مدعومة جوياً.
وأكد المصدر، أن الجيش وحلفاءه مصممون على استمرار العمل العسكري حتى التحرير الكامل لمحافظة إدلب وتنظيفها من الإرهابيين شاء من شاء وأبى من أبى ولن يثنيه عن هدفه أي شيء.
في أثناء ذلك، قال مصدر ميداني في ريف حلب الجنوبي الغربي: إن الجيش وبعد سيطرته على بلدات كماري وقناطر وجدرايا وكفرحلب وميزناز جنوب غرب حلب قبل 3 أيام في الجهة الغربية من طريق عام حلب حماة، واصل تقدمه أمس من المحور ذاته ومد نفوذه إلى بلدة أرناز جنوب بلدة الأتارب في طريقه إليها وعلى تخوم الفوج 46، الذي يستخدمه تنظيم «النصرة» لتدريب إرهابييه.
وأضاف المصدر: أمام الجيش خياران بعد السيطرة على الفوج أما الانعطاف غرباً صوب الأتارب فباب الهوى على بعد 5 كيلو مترات منها، أو شرقاً نحو بلدات أورم الصغرى وأورم الكبرى وكفرناها على طريق حلب إدلب القديم للوصول إلى بلدة خان العسل التي أحكم قبضته عليها أول من أمس.
وأشار المصدر إلى أن الجيش وبعد تقدم من كفرحلب نحو بلدتي الشيخ علي وعرادة وسيطرته عليهما، حاصر بذلك ريف المهندسين وبلدة كفرجوم إلى الغرب من الطريق الدولي، الذي أمن ضفته الشرقية منه من حلب وحتى حماة.
ولفت إلى أن تنظيم «النصرة» وبدعم من جيش الاحتلال التركي شن مساء أمس، هجوماً عنيفاً على محور ميزناز كفرحلب وبأعداد غفيرة إلا أن الجيش العربي السوري تصدى للهجوم وخاض اشتباكات عنيفة قتل خلالها أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمر مفخختين قبل وصولها إلى أهدافهما، كما دمر مفخخة ثالثة يقودها انتحاري على محور الشيخ علي، ولقن الإرهابيين ومشغلهم التركي درساً قاسياً.بموازاة ذلك، ذكر موقع «المنار» الإلكتروني، أن الجيش بسط سيطرته على قرية الأربيخ شرق بلدة تفتناز بأقصى ريف إدلب الشرقي بعد معارك مع «جبهة النصرة» الإرهابية والميليشيات المسلحة المرتبطة بها.
وفي وقت لاحق أكد الموقع أن الجيش بسط سيطرته على قرية أبو شليم غرب قرية الكلارية غرب مدينة حلب بعد اشتباكات مع إرهابيي «النصرة».
على صعيد متصل، ذكرت مصادر محلية وفق موقع قناة «سكاي نيوز» عربية، أن محيط نقطة مراقبة تركية في ريف إدلب تعرض لقصف من طائرات حربية، وأوضحت، أن النقطة تعرضت لأضرار مادية كبيرة بسبب الغارات في محيطها، والتي تقع في ريف إدلب الشرقي.
خالد زنكلو - محمد أحمد خبازي
إضافة تعليق جديد