الحاج بوش يبارك إسرائيل ويتعهد بالمشاركة في (عيد تأسيسها)
غادر الرئيس الاميركي جورج بوش اسرائيل امس، متعهدا بالعودة في ايار المقبل للمشاركة في الذكرى الستين لاقامة الدولة العبرية، بعدما زار كـ«حاج» الاماكن الدينية المسيحية بالاضافة الى نصب «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة النازية، فيما تحفظت تل ابيب عن حديثه عن توقيع «معاهدة سلام» نهائية قبيل انتهاء ولايته مطلع العام المقبل، كما نأت السلطة الفلسطينية بنفسها عن تصريحاته حول القدس المحتلة وحق العودة التي رفضتها ايضا حركة حماس.
وقبل مغادرته الى الكويت، قال بوش في المطار، بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس شمعون بيريز، «ثمة فرصة جيدة للسلام واريد ان اساعدكم» معربا عن «شكره الكبير» للرجلين «للدعوة التي وجهتموها إلي للعودة. انا اقبلها الان».
وقبيل توجهه الى الكويت، قال بوش امام اولمرت وبيريز «احمل معي رسالة تفاؤل حول احتمالات انجاز معاهدة سلام» مضيفا «سأشاركهم افكاري حولكما والرئيس عباس، والتصميم للعمل بهدف رؤية ما اذا كان بالامكان انجاز معاهدة سلام، ام لا».
وكان بوش قد زار كفرناحوم في الجليل، شمالي اراضي الـ,48 متتبعا خطى السيد المسيح وفقا لاماكن ذكرتها الاناجيل، وحيث
صنع فيها معجزات من بينها السير على المياه في بحيرة طبريا واطعام اكثر من خمسة الاف شخص من خمسة ارغفة وسمكتين. وزار بوش كنيسة التطويبات، القائمة على مرتفع حيث القى المسيح «عظة الجبل» المكونة من تسع آيات تشكل ملخصا لابرز تعاليمه، وتبدأ بكلمة «طوبى».
وقام بوش، برفقة اثنين من رهبان الفرنسيسكان، بالنزول الى شواطئ بحيرة طبريا، حيث قرآ امامه بعض المقاطع من الاناجيل واطلعاه على بعض الاماكن المقدسة في المنطقة. وقال احد الكاهنين، الاب الياس شكور، انه سأل بوش «هل أتيت الى هنا كسياسي، ام كرئيس دولة، ام كحاج؟» موضحا ان الرئيس الاميركي اجابه «أتيت كحاج».
وقبيل ذلك، زار بوش نصب «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة، برفقة اولمرت وبيريز ورئيس المتحف افنير شاليف. ووضع بوش، معتمرا قلنسوة، باقة زهور حملها عنصران من مشاة البحرية الاميركية (مارينز). وقال الرئيس الاميركي، الذي كتب في كتاب الشرف «فليبارك الرب اسرائيل، جورج بوش»، «آمل ان يأتي الناس من شتى انحاء العالم الى هذا المكان، سيكون ذلك تذكيرا بأن الشر موجود ودعوة لمقاومته حين نجده». وذكر شاليف انه «رأى مرتين دموعا في عينيه».
وسئل المتحدث باسم اولمرت، مارك ريغيف، عما اذا كان رئيس الوزراء مستعدا للتفاوض على «معاهدة سلام» نهائية هذا العام بدلا من «اطار اتفاق» مؤقت، فاجاب «آمل في ان يكون لدينا اتفاق تاريخي، يوجز الاطار والبنية والرؤية لدولة فلسطينية في المستقبل» معتبرا ان اتفاقا مماثلا سيقدم «رؤية للمعتدلين» بين الزعماء الفلسطينيين. وتابع «كل اتفاق سينفذ بحسب خريطة الطريق».
وردا على تصريحات بوش، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «نعتبر ان ما ورد في البيان من نقاط، ان كنا نتفق معها او نختلف مع جزء منها، فهي موقف الرئيس بوش وليس موقفنا» فيما رأى المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حماد، من جهته، ان «الرئيس بوش تحدث عن معاناة اللاجــئين ولكنه طرح صيغة بعيدة عن قرارات الشرعية الدولية، وواضح ان لديه توجها بالتركيز على تسوية قضية اللاجئين بغض النظر عن القرارات الدولية».
في المقابل، قال القيادي في حماس اسماعيل رضوان ان الحركة «ترفض الرؤية الاميركية التي اعلنها بوش للحل وتؤكد ان اي حل غير مقبول الا بعودة الاراضي الفلسطينية وحق اللاجئين بالعودة لديارهم واقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة بعودة القدس التي لم يأت بوش على ذكرها» مشددا على ان «حماس غير ملزمة باي اتفاق يوقعه ابو مازن مع العدو الصهيوني».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد