الخروف والمستهلك في المسلخ
انخفاض سعر الخراف في بادية حماة، بحوالي ألف ليرة للخروف الواحد... لكن انخفاض سعر الخروف الحي من 150 ل.س للكغ الى 120 كغ وبنسبة 20% لم تؤثر على سعر مبيع اللحمة وبقيت الأسعار في حماة ومناطقها تتراوح بين 350 الى 400 ل.س.
إن هذا الخبر مؤلم للغاية وخاصة بالنسبة لمربي الأغنام الذين يضطرون لبيع أعداد متزايدة من ذكور الأغنام وربما من إناثها تهرباً من تكاليف تغذيتها في ظروف الصقيع التي سادت البادية والمناطق الداخلية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ومؤلم أيضاً للمستهلك ليس في حماة والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية لأنه لم يستفد شيئاً ولم ينعكس انخفاض سعر الخروف الحي على انخفاض سعر اللحمة التي يشتريها المواطن من القصابين النقطة الأشد إيلاماً أن نرى أن سعر كيلو اللحمة في دمشق وريفها وبعض المدن الأخرى يباع بـ 500 ل.س كحد أدنى وبزيادة قدرها «مئة وخمسون ليرة» عن سعرها في حمص وحماة وربما بمئتي ليرة عن سعرها في المحافظات الشرقية، على الرغم من أن الخراف التي تذبح في دمشق يتم نقلها من البادية ومن المحافظات الشرقية، وقد لاتزيد تكاليف نقل الخروف من أقصى منطقة في سورية الى دمشق أو الساحل عن أكثر من مئتي ليرة حتى لو حجزنا للخروف مقعداً نظامياً في احد البولمانات المكيفة، وعندما نوزع المئتي ليرة عن الخروف تزيد تكلفة الكيلو خمس ليرات، أو عشر على أبعد تقدير، وبالتالي من المفترض ألا تكون الفروقات في أسعار اللحمة بين محافظة وأخرى أكثر من عشر أو عشرين، أو حتى ثلاثين ليرة... أما الآن فنحن أمام أسعار قد تكون مضاعفة..
نعود مرة أخرى الى انخفاض سعر الخروف الحي وبنسبة 20% لنقول إن هذا انخفاض يجب أن ينعكس على انخفاض سعر اللحمة للمستهلك وبذات النسبة أي حوالي مئة ليرة في دمشق، ومن المفترض الا يتجاوز سعرها الـ 400 ل.س للكغ مع التأكيد بأن الأسعار مرتفعة أصلاً... ثم ألا يحق لنا أن نسأل الجهات المسؤولة عن التموين ورقابة الاسعار لماذا يوافقون على رفع السعر للتاجرمباشرة بعد أي ارتفاع في أسعار السلع من المصدر، أو عن أي ارتفاع في صرف الدولار والعملات الأجنبية، فيما يتم التعامل بتراخ شديد عند انخفاضها؟ وبهذا المعنى فإن المستهلك يدفع فوراً ضريبة ارتفاع الأسعار، لكنه غالباً لا يستفيد من ميزات الانخفاض، لقد كتبنا مرات عديدة عن اختلال الاسعار في أسواق اللحوم وعن أن هذا الاختلال لا يوجد ما يسوغه نظرياً ولا عملياً مع تطور وسائط النقل، وانتشار تربية المواشي في الأرياف و البوادي التي تحيط بمعظم المدن بما في ذلك مدينة دمشق، ومدن ريف دمشق، واعتقد ان حسن ادارة وتسويق اللحوم الحمراء قد تغنينا بشكل نهائي عن التفكير في استيراد اللحوم المثلجة، المشكوك أو غير المشكوك بصحة قطعانها، أو أعمارها، أو نوعيتها.. كما يمكن ان تعطي الاسعار المجزية للمربين وبما يسهم في تقليص رغبتهم في تهريب مواشيهم أوالتعامل مع مهربين للمواشي الى الدول المجاورة.
محي الدين محمد
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد