الخوف من ثورة مصر يدفع النفط فوق 100 دولار
تجاوز سعر برميل النفط في لندن، أمس، عتبة 100 دولار للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين، تحت ضغط المخاوف المرتبطة بالوضع في مصر ومخاطر انتقال الاضطرابات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط.
وفي بورصة النفط الدولية في لندن ارتفعت عقود خام برنت للتسليم في آذار إلى حوالى 101 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى يسجله منذ الأول من تشرين الأول العام 2008. كما قفزت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي فوق مستوى 92 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها في 27 شهرا.
واذا كانت مصر تُعتبر من منتجي النفط المتوسطي المستوى، إلا أنها تضم معبرين أساسيين لنقل النفط هما قناة السويس وخط أنابيب السويس - المتوسط (سوميد)، ما يفسر تخوف السوق. ويمر يوميا حوالى 1،2 مليون برميل من النفط الخام و400 ألف برميل من المنتجات النفطية المكررة من البحر الأحمر إلى المتوسط من خلال قناة السويس، فيما بلغ معدل كميات النفط التي عبرت خط أنابيب «سوميد» 1،1 مليون برميل في اليوم في العام 2009. وتمثل كمية النفط الإجمالية التي تعبر قناة السويس والخط 4،5 في المئة من الإنتاج العالمي للنفط الخام، ما يجعل منهما معبرين أساسيين لنقل النفط من الخليج إلى أوروبا.
وكان الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عبد الله البدري حذر، على هامش مؤتمر للخبراء في لندن، من «خطر حصول شح حقيقي» في سوق النفط العالمية في حال إغلاق هذين المعبرين الاستراتيجيين، لكنه سعى إلى الطمأنة قائلا «إذا شهدنا أزمة حقيقة، فسيتحتم علينا التصرف» من خلال زيادة إنتاج دول «أوبك».
وأضاف «المخزونات عالية جدا، كما أن طاقتنا الإنتاجية الفائضة ستة ملايين برميل. لا أعرف لماذا السعر مرتفع على هذا النحو». وتابع «السوق تتلقى إمدادات جيدة لكن إذا رأينا نقصا حقيقيا فسنتدخل».
وأشار المحلل في دار للسمسرة في لندن ميرتو سوكو إلى أن المستثمرين يخشون أيضا «أن تغذي حركة التمرد تلك زعزعة الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي في الشرق الأوسط»،
وسبق أن أغلقت قناة السويس لبضعة أشهر في العام 1956 ثم بين 1967 و1975 بعد حرب حزيران، ما أرغم ناقلات النفط على سلوك طريق طويلة ومكلفة تلتف حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح للوصول إلى أوروبا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد