الديمقراطيون يحذرون بوش من مهاجمة إيران
حذر القادة الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي، الرئيس جورج بوش الجمعة، من شن هجوم ضد إيران دون إجازة من الكونغرس.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ريد: "ليس للرئيس سلطة شن هجوم عسكري ضد إيران دون الحصول على مصادقة الكونغرس"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ويتزامن التحذير مع اتهام الإدارة الأمريكية لإيران بالتدخل في شؤون العراق، وتقديم مساعدات تقنية ولوجيستية للمليشيات الشيعية، لاستخدامها ضد القوات الأمريكية والعراقية، فضلاً عن اتهام طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية عبر برنامجها النووي المثير للجدل.
ونفت إيران مراراً الاتهامات الأمريكية بالتأكيد أن أغراض برنامجها النووي تنحصر في استخدامات مدنية ولتوليد الطاقة.
وهدد الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي، بأن بلاده "ستحدد وتدمر" تلك الشبكات التي توفر الدعم للعناصر المسلحة في العراق.
ونفى كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وجود خطط لشن هجوم على إيران، إلا أنهم لم يستبعدوا الخيار العسكري.
وتأتي التحذيرات وسط بناء واشنطن لحشد عسكري في منطقة الخليج، وإرسال الإدارة الأمريكية لحاملة طائرات أخرى إلى منطقة الخليج العربي، بجانب نشر بطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ.
وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتيس إن بناء القوة العسكرية في المنطقة، إشارة إلى إيران، بأن حرب العراق القائمة منذ قرابة أربعة أعوام لم تستنزف القدرة العسكرية الأمريكية.
ووجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جوزف بيدن، في خطاب الأسبوع الماضي، تساؤلات إلى الرئيس الأمريكي بشأن سلطاته في التحرك بهذا الاتجاه.
وطالب بيدن في خطابه بوش تقديم إيضاحات حول إمكانية شن إدارته لهجوم على إيران أو سوريا "دون إجازة من الكونغرس."
وعلى الصعيد العسكري، نقلت رويترز عن مسؤول استخباراتي أمريكي سابق أن خطة الضربة الوقائية التي يعدها الجيش الأمريكي ضد إيران تتعدى ضربات محدودة وقد تفضي إلى حرب.
وقال وين وايت، المحلل السابق بشعبة الشرق الأوسط بمكتب الأبحاث والاستخبارات في وزارة الخارجية: "رأيت بعض من هذه الخطط.. نحن لا نتحدث عن ضربة جراحية.. بل عن حرب ضد إيران، يُرجح أن تزعزع استقرار الشرق الأوسط لسنوات."
ويشار إلى أن مصدراً عسكرياً أمريكياً رفيعاً كشف لـCNN في سبتمبر/ أيلول الماضي، أن سلاح البحرية يعكف منذ فترة على وضع خطط للدور المرتقب الذي ستلعبه القوة حال اتخاذ قرار بشن عمل عسكري ضد إيران.
وذكر المصدر أن قائد العمليات البحرية، الأدميرال مايكل مولين، عقد سلسلة من اللقاءات الداخلية مع قياداته، للنظر في خطط سلاح البحرية.
وأكد المصدر أن أحد السيناريوهات الموضوعة التي يدرسها مولين، هو تحديد نوعية القوات البحرية التي سيحتاجها الجيش الأمريكي لسد منشآت النفط الإيرانية في الخليج، وضمان عدم إرباك خطوط الملاحة في ذات الوقت.
وسيعد الحفاظ على انتظام سير الملاحة في الخليج، من أهم أولويات مهام سلاح البحرية الأمريكية خلال شن عمل عسكري على إيران.
وتتمثل مهام سلاح البحرية الأمريكي، وبموجب القانون الحالي، في توفير إمدادات مثل السفن البحرية والقوات المدربة إلى القيادات في الميادين، لتنفيذ خطة الحرب حال صدور الأوامر بشنها.
وفي حال شن حرب على إيران، سيزود سلاح البحرية قواتاً إلى القيادة المركزية الوسطى بقيادة الجنرال جون أبي زيد.
وشدد المصدر العسكري المسؤول على أن خطط مولين تهدف لتهيئة سلاح البحرية على خلفية القلق الأمريكي بشأن إيران، وأنها ليست مؤشر على أن للجهاز أي قرار حاسم فيما يتعلق بشن عمل عسكري ضد إيران.
ويشير مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاغون" إلى أن جميع الخطط لشن عمل عسكري ضد إيران يقع في إطار الحذر والخطط الطارئة الروتينية، وأن أي احتمالات غزو بري، بالتحديد، تظل مستبعدة نظراً للتواجد العسكري الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان.
ويشار إلى أن الجنرال أبي زيد رفض خلال حديث الاثنين مع مقدم برنامج Situation Room" وولف بليتزر على الشبكة، مناقشة خطط الحرب على إيران، قائلاً: "وولف.. لن أؤكد أو أنفي أي تخطيط نقوم به للإعداد لخطط حرب.. أنت تعلم أنه ليس في مقدوري أن أكشف هذا لأي كان."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد