الرئيس الأسد: سيتم طرد الغازي التركي عاجلاً أم آجلاً
قام الرئيس بشار الأسد صباح أمس بزيارة عدد من تشكيلات قوات الجيش العربي السوري المرابطة على الخطوط الأمامية في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي، وأكد أن «معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سورية»، وأنه سيتم طرد «الغازي التركي عاجلاً أم آجلاً»، واصفاً رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بأنه «لص سرق المعامل والقمح والنفط واليوم يسرق الأرض».
واستمع الرئيس الأسد خلال جولته التي رافقه فيها وزير الدفاع العماد علي عبد الله أيوب إلى عرض من قادة القوات المتمركزة في بلدة الهبيط حول الوضع الميداني في المرحلة الحالية خاصة بعد العمليات القتالية التي نتج عنها دحر الإرهابيين واستعادة السيطرة على عشرات القرى والبلدات الممتدة على مئات الكيلومترات والاستعدادات وجاهزية القوات لتحرير إدلب وغيرها من المناطق التي ما زالت تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية.وقال الرئيس الأسد: إن ما حققته قواتنا المسلحة في المرحلة الأخيرة عند تحرير خان شيخون والقرى المحيطة بها يأتي ضمن سلسلة من الانتصارات التي تشكل السياق الطبيعي للجيش العربي السوري خلال سنوات الحرب على الإرهاب.. وهذا نتيجة جهود جبارة وتضحيات هائلة قدمها أبطال الجيش العربي السوري وهم يجسدون إرادة الشعب في الدفاع عن الوطن وحمايته في وجه ما يتعرض له.
وأضاف الرئيس الأسد: إن ما تعرضت له سورية خلال هذه السنوات التسع يمكن تشبيهه بفصول مسرحية أعدتها وأخرجتها ونفذتها جهة واحدة، ولكن في كل فصل كان هناك بطل مختلف أو ممثل مختلف، وبطل المرحلة الحالية هو أردوغان الذي كان الأنجح في أن يكون أداة بيد السيد الأميركي وبأن يكون لصا سارقاً للقمح والنفط والمعامل، والآن يحاول سرقة الأرض.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه وعلى الرغم من رهان البعض على جهات خارجية عوضاً عن الرهان على الوطن وعدم قبولهم بالتنسيق مع أبناء وطنهم لمنع السارق من إتمام جريمته فإن المهم اليوم هو حشد الجهود لتخفيف آثار الغزو وطرد الغازي وهذا واجب وطني ودستوري.
وقال الرئيس الأسد، حسب فيديو نشرته رئاسة الجمهورية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «نحن كأهل منزل عندما نعرف أن هناك لصاً يتحرك في الشارع لسرقة المنازل، ماذا نفعل؟. طبعاً ننسق بين بعضنا البعض، ولكن مع كل أسف البعض من السوريين لم يفعل ذلك، خاصة في السنوات الأولى كنا نقول لهم راهنوا فقط على الجيش السوري، راهنوا على الشعب السوري، راهنوا فقط على الوطن.. كونوا دائماً في حضن الوطن، ولكن لا حياة لمن تنادي واستمرت الرهانات»، لافتاً إلى أنه يتحدث عن بعض المجموعات الموجودة في الشمالي التي كلنا نعرفها.
وأضاف: «في المرحلة اللاحقة بعد عام 2014 انتقل الرهان إلى الأميركيين وكررنا نفس الكلام: لا تراهنوا على الأميركي لأنه سيبيعكم في يوم من الأيام وقلنا هذا الكلام سراً وعلناً وفي الخطابات وفي الجلسات المغلقة معهم ولكن لا حياة لمن تنادي».وتابع «حصل ما حصل، وبعد كل العنتريات التي سمعناها على مدى سنوات من البعض بأنهم سيقاتلون.
التركي احتل معظم المنطقة المخططة له من قبل الأميركي».
ولفت الرئيس الأسد إلى أنه «الآن نحن لسنا في موقع إلقاء اللوم على الآخرين. فنحن الآن في قلب معركة والعمل الصحيح هو فقط حشد الجهود من أجل تخفيف أضرار الغزو وطرد الغازي عاجلاً أم آجلاً».
وتابع: لذلك أول عمل قمنا به عند بدء العدوان في الشمال هو إصدار نوع من العفو ليكون الكل جاهزاً لمواجهة العدوان وعلى اعتبار أن الجزء الأكبر من الأشخاص المنغمسين مع الإرهابيين والمجموعات الانفصالية هم أشخاص مغلوبون على أمرهم، لافتاً إلى أنه تم أيضاً التواصل مع مختلف القوى السياسية والعسكرية على الأرض، وقلنا نحن مستعدون لدعم أي مجموعة تقاوم العدوان التركي، وطبعاً هذا ليس قراراً سياسياً بل واجب دستوري ووطني، وإن لم نقم بذلك لا نكن نستحق الوطن.
وأكد الرئيس الأسد، حسب «سانا» أن جبهة إدلب مهمة جداً وخاصة أنها كانت مخفراً متقدماً بالنسبة لهم بينما المعركة كانت في الشرق وذلك بهدف تشتيت الجيش، لذلك كنا نؤكد دائماً أن حسم معركة إدلب هو الأساس لإنهاء الفوضى والإرهاب في كل سورية.كما تفقد الرئيس الأسد وحدتين عسكريتين تتمركزان في ريفي إدلب وحماة.
وقال الرئيس الأسد خلال لقائه المقاتلين والضباط: إنه كما الجندي الذي لا يكون لديه القدرة على قراءة الخريطة العسكرية للميدان يمكن أن يخسر المعركة فإن السياسي الذي لا يمكنه قراءة الخريطة السياسية يتسبب بضرر كبير لبلده ويضعه في مواقف خطرة، وهو ما حصل مع عدد من السياسيين العرب الذين تسببت مواقفهم بوصول الوضع العربي إلى ما هو عليه اليوم، ومن يرد قراءة الوضع الحالي في سورية فعليه أن ينزل إلى الميدان لأن الذي يرسم هذه الخريطة هو الجندي السوري وبأسه وشجاعته في مواجهة قوى عاتية مدعومة من عشرات الدول وبكل أنواع الدعم.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن المعارك التي خاضها أبطال الجيش والقوات المسلحة صعبة وكثيرة وربما أصعب ما يمكن أن يعيشه الإنسان هو الحرب ولكن الحرب ليست أصعب من خسارة الوطن، وخسارة ثقة المواطنين السوريين الذين ما زالوا على بعد كيلومترات قليلة من هنا تحت ظلم الإرهابيين وجرائمهم وينتظرون قدوم الجيش العربي السوري لتخليصهم منهم، وليس أصعب من عدم القدرة على إجابة أم أو أب أو زوجة أو أخت أو أخ لديهم مخطوف لدى الإرهابيين وينتظرون الجيش لمعرفة مصيره، وقد كان مقاتلو الجيش خلال كل هذه السنوات على قدر المهمة وصمدوا وأنجزوا ما عجز الغرب عن تصديقه.
وطلب الرئيس الأسد من الجنود والضباط الذين التقاهم نقل تحياته لأهاليهم الذين كانوا العامل الأهم في تنشئة أبطال قادرين على حماية الوطن والدفاع عنه والتضحية في سبيله وسبيل أبنائه.
الوطن
إضافة تعليق جديد