السويداء في اليوم التالي من «المجزرة»: الأسد يتابع عن كثب والمحافظة تتمسّك بخيار الدولة
وكأن دم الأبرياء في السويداء، أعاد إنعاش المعارضة السورية ورموزها، بعد سلسلة الهزائم التي تعرّضت لها وسقوط مشروعها بالضربة القاضية في الجنوب السوري. سرعان ما تلقّف المعارضون وإعلامهم جريمة السويداء، ومعهم بعض الإعلام الغربي وحلفائهم في لبنان والخليج، وبدأوا حملة تحريضية منذ صباح أول من أمس، هدفها تأليب الرأي العام في السويداء ضد الدولة السورية ودفع الأهالي إلى التمرّد على الدولة والمطالبة بحكم ذاتي، بذريعة أن الدولة هي من وجّهت إرهابيي «داعش» لضرب المحافظة. طوال السنوات الماضية، تعرّضت السويداء إلى اعتداءات المجموعات الإرهابية من شرقها حيث سيطر «داعش» لفترة والعصابات المحسوبة على الأميركيين مثل «جيش الثورة» و«أحرار الشرقية»، ومن غربها حيث كانت تسيطر عصابات «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» و«فرقة شباب السّنة» وغيرها. وكان المعارضون إياهم، يبرّرون جرائم هؤلاء بذريعة أن السويداء تناصر الدولة السورية.
بالأمس، شيعت السويداء عدداً كبيراً من الشهداء في القرى الشرقية وفي المدينة، ولفّت الجثامين بالعلم السوري وأطلق الأهالي مواقف داعمة للجيش والرئيس بشّار الأسد، غير آبهين بكلّ التزوير والتحريض الإعلامي. وفي متابعة تحقيقات الجريمة،
أكّدت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن ما حصل في السويداء، يحظى باهتمام ومتابعة الرئيس الأسد شخصيّاً، وما تكليفه الضابط الثاني في شعبة الاستخبارات العسكرية لتسلّم رئاسة اللجنة الأمنية في السويداء ودرعا، سوى دليل على مدى اهتمام الدولة بالحادث الخطير، أوّلاً بهدف تضميد جراح الأهالي ولملمة ذيول الحدث، وثانياً للتحضير بشكل سريع لتحصين المحافظة والاقتصاص من القتلة.
وبات واضحاً لدى أرفع المراجع الأمنية في الدولة السورية، أن إرهابيي «داعش» عبروا نحو السويداء تحت أعين قوات الاحتلال الأميركي في قاعدة التنف في البادية السورية، وغضّ الأميركيون وعصاباتهم النظر عنهم على رغم رصدهم للحشود. وهذا يثبت ما حذّرت منه وزارة الدفاع الروسية مراراً، من أن الأميركيين يحمون الإرهابيين في قاعدة التنف بغية شنّ عمليات إرهابية ضدّ الجيش والمدنيين السوريين. كما بات معلوماً بالاسم والموقع، مخطّط ومدير الهجوم الإرهابي، ومنسّق العمليّات بين مجموعات الإرهابيين
وثبت بالرصد الفني والتقني وجود تواصل متكرر للأخير مع مشغّليه الخارجيين، الذين ترجّح المصادر أن يكونوا من الاستخبارات الإسرائيلية. وثبت بالصوت أن المشغّل طلب من منسّق الهجوم إيقاع أكبر عددٍ من الضحايا لإحداث صدمة في المحافظة لا يمكن للدولة السورية استيعابها وتحدث ردود فعل بين الأهالي. بدورها، أكّدت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» أن قطعات الجيش السوري نشرت تعزيزات على كامل المحور الشرقي وخطّ القرى التي تعرّضت للهجوم، مستعينةً بالدبابات والآليات المدرّعة. وقالت المصادر إن الجيش سرعان ما يستكمل سيطرته على قرى حوض اليرموك منهياً تواجد تنظيم «داعش» في هذه البقعة، سيبدأ بتنفيذ عمليّة بآلاف الجنود والمدرّعات لاجتثاث بقايا داعش من البادية الشرقية.
أمّا في لبنان، فذهب «الحزب التقدمي الاشتراكي» والنائب السابق وليد جنبلاط بعيداً في عملية تحريض أهالي السويداء ضدّ الدولة، كجزء من الحملة الخارجية على المحافظة، في حين صمت هؤلاء طوال السنوات الماضية على كلّ الذي سال من أهالي السويداء وحضر وأهالي جبل السّماق. ودعا جنبلاط إلى «لقاء تضامني» في مقام الشيخ أحمد أمان الدين في عبيه اليوم، فيما ردّ عليه النائب طلال أرسلان بالتأكيد أن «داعش» وداعميها يقفون خلف العمليات الإرهابية، داعياً إلى تقبّل التعازي يوم الأحد في منزله في خلدة. بدوره، شارك الوزير السابق وئام وهّاب بتشييع الشهداء. وينعكس تضارب المواقف، توتّراً في القرى الدرزية في لبنان وينتج انقساماً حاداً أمام سيل الإشاعات التي يروّج لها الاشتراكيون ويردّ عليها أنصار حلفاء سوريا في طائفة الموحدين الدروز.
فراس الشوفي - الأخبار
إضافة تعليق جديد