الصحافة الأمريكية اليوم
رحبت معظم الصحف الأميركية اليوم السبت بتصويت الكونغرس المناهض لإستراتيجة بوش بشأن زيادة القوات في العراق، واعتبرته خطوة طال انتظارها، وتحدثت عن انقلاب القبائل السُنية على القاعدة.
خصصت نيويورك تايمز افتتاحيتها للحديث عن قرار الكونغرس بشأن العراق وإيران، وقالت إن الرئيس جورج بوش فقد إحساسه منذ أمد طويل بالواقع السياسي في العراق ناهيك عن أحساسه بالسخط الأميركي بسبب سوء إدارته للحرب.
لذلك رحبت الصحيفة بالقرار الذي اعتبرته محاولة من الكونغرس، طال انتظارها، لإحداث تغيير على إحساس بوش.
ومضت تقول إن الخطوات الضرورية اللاحقة تتطلب، تفكيرا، وخيارات أكثر صعوبة تتمثل في القيام بكل ما كان يرفضه بوش مثل ربط تمويل الحرب بأداء الحكومة العراقية كي تقوم بجهود جادة لإنقاذ البلاد من حرب أهلية.
ويتعين على الكونغرس، بحسب نيويورك تايمز، فرض معايير واضحة ومواعيد زمنية صارمة تلتزم الحكومة العراقية بموجبها بالتوقف عن المراوغة والبدء بنزع أسلحة المليشيات وتبني معادلة تقسيم الثروات النفطية بالإنصاف وإنهاء التمييز ضد السُنة في التوظيف، مضيفة أنه على الكونغرس أن يقطع التمويل إذا رفض العراقيون الوفاء بالمتطلبات.
واختتمت الصحيفة بدعوتها الكونغرس إلى إيجاد أفضل السبل لإخراج القوات الأميركية من العراق من حرب لا يمكن الانتصار فيها، بينما تحاول احتواء المعاناة وتخفيف الدمار الذي أصاب المصالح الأميركية في المنطقة.
ومن جانبها قالت بوسطن غلوب في افتتاحيتها إن القرار عندما لا يكون ملزما قلما يحل شيئا، ولكن صوت الكونغرس الأخير حول العراق يعد البداية على طريق جهوده الجادة التي ستحدث تغييرا في سياسة الحرب الكارثية التي تبنتها إدارة بوش.
وأردفت قائلة إن ثمة مفارقة بهذا التصويت تتجاوز القضية العراقية نفسها، وهي أن بوش لأكثر من 6 سنوات وهو ممسك بزمام الكونغرس والمحاكم ومن يدَعون القدرة التنفيذية، ولكنه الآن بغزوه العراق ودعايته المغلوطة للاحتلال إضافة إلى إصراره العنيد على رفض المشورة بما فيها لجنة بيكر هاملتون، دفع بالكونغرس إلى تحدي امتيازين رئاسيين: سلطة شن الحروب وتحديد السياسة الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكونغرس بقيادة الديمقراطية الجديدة متردد فيما يفعله، ولكنه يملك الإحساس بالاتجاه الصحيح.
وفي هذا الإطار أيضا اعتبرت واشنطن بوست، في افتتاحيتها، أن هذا التصويت يحمل أهمية كبيرة لأنه قد يؤمن ضغطا على بوش والحكومة العراقية للإيفاء بالالتزامات السياسية إلى جانب الخطوات العسكرية والاقتصادية.
ورأت الصحيفة أنه من الحكمة بمكان أن يقوم نواب مجلس الشيوخ بإجراء مناقشات أخرى وجلسات استماع تهدف إلى تحميل إدارة بوش مسؤوليتها عن مدى تطبيقها للوعد الذي قطعته على نفسها، وهو ربط نشر الجنود الأميركيين بأداء الحكومة العراقية.
ذكرت واشنطن تايمز أن قادة القبائل السُنية بمنطقة الأنبار المضطربة في العراق بدؤوا يعملون إلى جانب القوات الأميركية والعراقية عبر المساهمة بـ2400 موظف بدائرة الشرطة و1600 ضمن قوة أمنية قبلية جديدة.
ونسبت الصحيفة إلى سلطات محلية وأميركية لم تحددها، قولها إن الجنود الأميركيين يقومون بتدريب وتجهيز قوات قبلية جديدة تدعى "وحدات الرد الطارئة" تتحمل مسؤولية الدفاع عن المناطق التي يقطنون فيها.
وحسب الإحصاءات الأميركية، فإن 12 من ضمن 21 قبيلة بالرمادي تبدي تعاونها مع الجهود الأمنية، في حين اعتُبرت 6 منها محايدة وثلاث معادية، وهو ما يظهر تراجعا كبيرا في مواقف القبائل حيث كان هناك في يونيو/حزيران ثلاث قبائل متعاونة مقابل 12 معادية.
وأشارت واشنطن تايمز إلى أن القبائل التي تحيط بالرمادي تمكنت من النجاة خلال السنوات الأربع الماضية عبر لعبها دورا مزوجا، فهي في نفس الوقت تعمل مع القوات الأميركية عندما يروق لها، وتساعد الجماعات "المتمردة" السُنية والقاعدة بالعراق.
ولكن ذلك تغير في أغسطس/آب، بحسب ما يقوله العقيد سين ماكفارلاند قائد فريق الكتبية المقاتلة الأولى المسؤولة عن العمليات الأمنية في الرمادي منذ يونيو/حزيران، عندما تحولت القاعدة إلى ترويع قادة القبائل بالخطف والقتل، ولعب دور أكبر في حياة تلك القبائل، مما دفع بإعلان بعض الشيوخ لتعهد مؤلف من 11 نقطة تقضي بمحاربة القاعدة وإعلان التضامن مع قوات التحالف والحكومة العراقية، وهي حركة اعتبرها قادة القبائل بأنها "الصحوة".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد