الصحافة الأمريكية اليوم
تحدثت الصحف الأميركية عن المستفيد الأول من قرار بلير سحب القوات البريطانية من العراق, مؤكدة أن هذا القرار هو في الواقع نهاية التحالف الذي تقوده واشنطن في العراق, وتساءلت إحداها عما إذا كان العراق بدأ يتحول إلى يوغسلافيا جديدة.نسبت صحيفة يو أس إيه توداي لمحللين قولهم إن خطة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بسحب قوات بلاده من الجنوب العراقي قد تمنح إيران مزيدا من النفوذ وتؤدي إلى حمام دم بين الفرق الشيعية المتصارعة في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن القتل الطائفي نادر نسبيا في المناطق المحاذية للبصرة, عازية ذلك في الأساس إلى كون الشيعة هم الطائفة المهيمنة في المنطقة.
لكن حسب تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فإن انسحاب القوات البريطانية من العراق سيصحبه تزايد في العنف بين الفرقاء الشيعة, في ظل بدئهم المعركة, التي طالما أجلت, للهيمنة على المنطقة.
وذكر التقرير أن سلطة الحكومة العراقية المركزية مقوضة في تلك المنطقة بسبب نشاطات الجماعات المسلحة المرتبطة بشكل وثيق بمؤسسات الجريمة المنظمة.
وأضاف أن شوارع هذه المنطقة تشهد معارك منتظمة بين هذه المليشيات المسلحة على خلفية التهريب المربح للنفط.
كما نقلت الصحيفة عن كنيث كاتزمان الخبير في الشؤون العراقية قوله إن انسحاب البريطانيين سيترك فراغا ستسارع المليشيات المدعومة من إيران إلى ملئه.
تحت عنوان «نهاية التحالف» كتب بارتل بريس بول تعليقا في صحيفة نيويورك تايمز قال فيه إن قرار بلير تقليص قوات بلاده بالثلث تقريبا في الأشهر الستة القادمة, وسحبها المحتمل بشكل كامل في العام 2008 وما تبعه من أخبار عن أن المفرزة الهولندية ستنسحب كذلك يمثل ناقوس خطر نهاية "تحالف الراغبين" ما سيمثل صفعة مدوية للآمال الأميركية.
وأضاف أن الحقيقة هي أن البريطانيين تخلوا منذ زمن عن آمال تحقيق النصر في العراق, وربما ينظر إليهم على أنهم حققوا الكثير في هذه المنطقة مقارنة مع ما أنجزه الأميركيون في المناطق الأخرى.
بل يؤكد الكاتب أن البريطانيين لم تكن لهم نية منذ البداية في تحقيق النصر في هذه المنطقة, إذ إنهم بدؤوا سحب قواتهم من العراق مباشرة بعد مشاركتهم في عملية غزوه, فلم يبقوا في السنة الأولى من الاحتلال سوى أقل من 10 آلاف جندي من أصل 46 ألفا.
وتحدث الكاتب عن الفروق بين الوضع في بغداد والأنبار من جهة والوضع في المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها بريطانيا من جهة أخرى, فاستنتج أن بغداد والأنبار لا تزال تحتاج لوجود عسكري يضمن عدم انتشار الفوضى فيهما، بينما يجب إعطاء فرصة للعراقيين للعمل بأنفسهم على تسيير الشؤون الأمنية والدفاعية في الجنوب لينجحوا أو يفشلوا دون تدخل الغير.
تحت عنوان "هل يتحول العراق إلى يوغسلافيا؟" كتب ماكس بوت تعليقا في صحيفة لوس أنجلوس تايمز قال فيه إن النقاش بشأن العراق بدأ يتحول إلى ما يماثل النقاش الذي شهدته أوائل تسعينيات القرن الماضي حول يوغسلافيا.
وأكد بوت أن الدروس التي تعلمتها أميركا من تجربة البلقان تدعوها لإرسال مزيد من القوات إلى العراق وليس إلى الانسحاب.
وأضاف أن الذين عارضوا التدخل الأميركي في البلقان يدركون الآن مدى الخطأ الذي ارتكبوه.
وقارن بوت بين يوغسلافيا والعراق فقال إنه في كلا البلدين اصطدمت المجموعات الإثنية على مدى التاريخ, لكنها شهدت فترات هدوء وتعايش سلمي, ليس تحت حكم صدام وتيتو فحسب بل في فترات تاريخية أخرى.
وقال إن الزيجات المختلطة كانت شائعة في يوغسلافيا تماما كما كانت في العراق, ولم يكن هناك أي تذمر يدعو للحرب الأهلية في كلا البلدين.
ورغم ذلك يؤكد بوت أن تحريض المتطرفين في كلا البلدين الطوائف بعضها على بعض أدى إلى حرب أهلية شاملة في يوغسلافيا وإلى نوع لا يزال أقل من الحرب الأهلية في العراق.
وأكد أن التدخل الأميركي كان حاسما في وقف تدهور الأوضاع في يوغسلافيا, مشيرا إلى أن الوجود الأميركي في العراق هو الذي لا يزال يحمي العراق من التفكك كما وقع في يوغسلافيا.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد