الصومال: حرب النقاب بين "أهل السنة" و"الشباب المجاهدين"
فيما تتواصل الحرب الأهلية في الصومال بين الحكومة المؤقتة، المعترف بها دولياً، وحركة الشباب المجاهدين، والتي تحصد الأخضر واليابس، وتودي بحياة أفراد الشعب الصومالي، ظهرت حرب جديدة بين فريقين صوماليين إسلاميين، الأول يدعو لفرض النقاب والآخر يحظره.
فمؤخراً، أصدرت جمعية "أهل السنة والجماعة" الصومالية، في محافظة جالجدود بوسط الصومال، قراراً يقضي بحظر لبس النساء النقاب بدعوى أنه يضر بالأمن العام.
جاء الإعلان عن حظر لبس النقاب في محاضرة ألقاها علماء دين ومسؤولون من التنظيم المسلح "أهل السنة والجماعة الصوفية" في مدينة جوري عيل، وهو التنظيم الذي تحالف مؤخراً مع الحكومة المؤقتة برئاسية شيخ شريف أحمد.
وذكر مسوولو "أهل السنة" أن هذه الخطوة الجديدة هي جزء من إجراءات أمنية سيتم تنفيذها في جميع المناطق التي تسيطر عليها الحركة، وفقاً لتقرير نشره موقع "الصومال اليوم."
وأعلنت إدارة مدينة جوري عيل في محافظة جالجدود الجمعة أنه وخلال 24 ساعة لن يسمح لأي امرأة أن تلبس النقاب في المدينة، وأن أية امرأة تخرق القرار سوف تتخذ ضدها إجراء دون تحديد نوعه، لكن رجال الدين في "أهل السنة والجماعة" أعلنوا السبت أنه لن يتم اللجوء للقوة لتنفيذ الحظر الذي فرضته على ارتداء النقاب، وفقاً لإذاعة شبيللي الصومالية.
ووفقاً للإذاعة، فقد قال الزعيم المحلي للتنظيم، محمد شيدني ديريه، إنه لن يتم إكراه النساء على خلع النقاب بالقوة، غير أنه دعا نساء المدينة إلى ترك النقاب، بحجة أن لبسه مخل بالأمن.
وشدد شيدني على أن النقاب ليس فرضاً، وأن من فرضه هم أولئك الأشخاص الذين يقومون بأنشطة مخلة بالأمن، مثل التفجير الانتحاري الأخير في مقديشو.
وقال: "إن وجه المرأة ليس عورة وهذا الشيء، ويقصد النقاب، ليس واجباً شرعاً، وإذا كان يؤدي لبسه إلى أضرار فإن ارتداؤه يكون محرماً."
وأضاف قائلاً: "بل لقد أصبح (النقاب) علامة بارزة لمرتكبي الاغتيالات"، مستشهداً بحادث تفجير فندق شامو بالعاصمة الصومالية، الذي أودى بحياة وزراء حكوميين وأطباء وطلبة وصحافيين في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وقال شيدني: "إن المنفذ تنكر بزي امرأة ولبس النقاب"، كما نقلت الصومال اليوم.
"الشباب" و"الحزب" يتشددان حول النقاب.. في مناطقهما
من جهة أخرى أصدرت حركة "الشباب المجاهدين"، التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب الصومال، أوامر مشددة تتعلق بلبس النساء الحجاب (ومن ضمنه النقاب) في مدينة "طوبلي" الواقعة على الحدود الصومالية الكينية والتي استولى عليها الشباب في أواخر الشهر الماضي.
أعلن ذلك أمام حشد من سكان المدينة حضروا لاستماع تعليمات "مهمة" لسكان المدينة وطالب مسؤولو الشباب الجمهور، حسب ما نقل موقع "مرآة الصومال"، الرجال بتعمير المساجد أثناء الصلاة كما دعا النساء في المدينة ونواحيها إلى ارتداء الحجاب.
يشار إلى أن حركتي "الشباب المجاهدين" و"الحزب الإسلامي" لا تسمحان للمرأة في المناطق التي تسيطران عليها أن تمشي مكشوفة الوجه، فقد يعرضها ذلك، وفي حال مخالفة هذه الأوامر، للتعزير حسبما تراه الإدارة، وقد يصل أحياناً حد الضرب أو السجن.
وقال مراسل في بلدوين لإذاعة "إس.بي.سي" المحلية في بوصاصو إن الحزب الإسلامي ساق حوالي 50 امرأة إلى السجن لأنهن خالفن أوامر الحزب في فرض الحجاب في مدينة بلدوين الواقعة وسط الصومال.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد