الصين تتخلص من بقايا الشيوعية

17-03-2007

الصين تتخلص من بقايا الشيوعية

خلعت الصين أمس أحد آخر مخلفات الايديولوجية الشيوعية، عندما صادق مؤتمر الشعب الوطني على قانون يكرس حقوق الملكية الخاصة في ما عدا الأراضي التي تبقى حكرا على الدولة، في خطوة تاريخية حسمت جدلاً استمر سنوات في شأن مبدأ طالما اعتبر عنواناً للرأسمالية. بينما صرح رئيس الوزراء الصيني ون جياباو بأن العالم يجب ألا يخاف من الصعود العسكري للصين، متعهداً تحسين العلاقات مع اليابان، مع تكرار انتقاده زعماء تايوان والزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما.
ويهدف قانون الملكية الخاصة الذي يتضمن 247 مادة ويفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من تشرين الأول المقبل، الى حماية الملكية الجماعية والعامة والملكية الخاصة كذلك على رغم أن الدولة، كما أوردت وسائل الإعلام الرسمية، لا تزال تضع الملكية العامة في صلب النظام الاقتصادي الصيني. وينص القانون خصوصاً على أن "ملكية الدولة أكانت جماعية أم فردية (...) يحميها القانون ولا يمكن أحداً أن ينتهكها".
وكان مشروع القانون عرض للمرة الأولى على اللجنة الدائمة لمؤتمر الشعب الوطني المؤلف من 2890 مندوباً، عام 2002 بعد سنوات من التحضير، وخضع لسبع قراءات قبل أن يعتبر جاهزاً للتصويت.
وبعد 11 يوماً من الاجتماعات والمناقشات في قاعة الشعب الكبرى، أقر قانون الملكية الخاصة بغالبية 2299 صوتاً في مقابل 52. كما أقر المندوبون بغالبية ساحقة مشروع قانون في شأن الضرائب على الشركات، فضلاً عن تقرير لرئيس الوزراء الذي قال إن "سرعة الأسطول لا تحدده السفينة الأسرع بل السفينة الأبطأ". وأضاف أنه "إذا حسنّا ظروف معيشة الذين يعانون صعوبات سنحسن رفاهية كل المجتمع". وأكد أن "الديموقراطية الاشتراكية لا تتناقض وحكم القانون. وأعني بذلك أن الديموقراطية والمؤسسات والحرية وحقوق الإنسان والمساواة ليست حكراً على الرأسمالية".
وفي مؤتمر صحافي في ختام دورة مؤتمر الشعب، أكد ون أن بلاده تعارض عسكرة الفضاء الخارجي على رغم تجربة أجرتها أخيراً على سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية وأثارت انتقادات دولية، موضحاً أن التجربة لم تكن ضد أي دولة أخرى ولا تنتهك أي معاهدات دولية. وشدد على أن "موقف الصين من الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي لم يتغير".
وأفاد أيضاً أن الموازنة العسكرية للصين، التي رفعت بنسبة 17,8 في المئة لهذه السنة، أصغر مما هي لدى الدول المتقدمة الأخرى إن لجهة الدخل الفردي أم لجهة الدخل الإجمالي. وأشار الى أن رحلته المقررة الى اليابان الشهر المقبل ستكون رحلة "تذويب جليد" عقب "رحلة كسر الجليد" التي قام بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الى الصين في تشرين الأول الماضي.
وجدد هجومه على الزعماء التايوانيين، قائلاً: "لن نسمح لأي كان بتغيير التاريخ. إن الوضع القانوني الواقعي والمعترف به عالمياً لتايوان، هو أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ الأزمنة القديمة".
وانفصلت تايوان عن الصين خلال حرب أهلية عام 1949. وهددت بيجينغ بشن حرب إذا جعلت تايوان استقلالها الفعلي أمراً دائماً.
بيد أن ون أكد أن الصين مستعدة لإجراء حوار مع الدالاي لاما إذا تخلى عن جهوده لاستقلال التيبت، التي تقول بيجينغ إنها حكمتها طوال عقود، مع أن التيبيتيين يقولون إنهم كانوا ينعمون بدولة مستقلة في أكثر ذلك الوقت. واحتل الشيوعيون التيبت عام 1951 ولا تزال السلطات الصينية تحكم المنطقة بقبضة من حديد. وقال أن باب المحادثات مع الدالاي لاما مفتوح دائماً ما دام يعترف بأن التيبت جزء لا يتجزأ من الصين، وإذذاك "لن نهتم فقط بما يقوله، بل سنهتم أيضاً بصورة أكبر بما يفعله". وأمل أن "يقوم الدالاي لاما بأشياء أكثر فائدة لوحدة الوطن الأم وتنمية التيبت".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...