الصين تنجح في ابتكار ورق الكتروني
أصبح حلم إنتاج الورق الإلكتروني الذى راود العلماء لنحو عقدين من الزمان حقيقة ملموسة، وبالرغم من أن هذا الحلم كان هدفاً صعب المنال، إلا أن العلماء ظلوا يعملون بجد حتى بات الحلم حقيقة، وتم تحويل الورق إلى منتج إلكترونى من خلال طباعة الدوائر الإلكترونية عليه، لذلك لم يعد غريباً أن يأتى اليوم الذى يختفى فيه الورق التقليدى العادى.
وأحدث ما توصل إليه العلماء فى هذا الشأن ما ابتكرته الصين من نوع جديد من الورق الإلكتروني الذي يجمع بين ميزات الورق والبلورات السائلة.
وقال الخبراء أن هذا النوع من الورق يمتاز بعلو التمييز واللمعان وزاوية النظر مضيفين أن هذه التقنيات قد تم تعميمها في الدول المتطورة غير أنها في فترة التجربة في الصين.
وأشار الخبراء المشاركون في منتدى لتصنيع تقنيات إنتاج الورق الإلكتروني عقد في بكين الأسبوع الماضي إلى أن استخدام وتعميم هذا النوع من الورق في عموم البلاد سيلعب دوراً هاماً وإيجابياً في توفير الطاقة وحماية البيئة وتقليل استخدام الورق التقليدي وانخفاض قطع الأشجار على وجه الخصوص.
وتعد التقنية الصينية الجديدة مكملاً لما قامت به شركة إبسون من تطوير ما يسمى بالورقة الرقمية، وهي عبارة عن شاشة مرنة يمكن أن تطوي بمنتهى السهولة ولتصبح البديل الطبيعي للورق.
وأشارت الشركة إلى أن درجة وضوح تلك الشاشة أو "resolution" الخاص بها سيصل "1536 x 2048" وهو أعلى درجة وضوح خاصة بتلك الفئة من الشاشات ذات المقاس A6 ، وكان هذا التطوير قد تم الإعلان عنه في التاسع من شهر يونيو الحالي في اجتماع دولي لمنظمة SID تم في مدينة سان فرانسيسكو.
جدير بالذكر أن الشركة استخدمت في الورقة الرقمية الجديدة العديد من أجهزة الترانزستور الرقيقة والمنخفضة الحرارة والمصنوعة من Polysilicon والمعروفة باسم LTPS-TFT وقامت الشركة بتغطية تلك الأجهزة الدقيقة بمادة بلاستيكية بواسطة تكنولوجيا خاصة بالشركة تسمى "SUFTLA".
وأكدت الشركة أن تصميم الدوائر الكهربية في الورقة الرقمية في منتهي السهولة ولذلك هي لا تحتاج للعديد من الوسائط البينية الخارجية ، حيث تكون بدون جوانب وحواشي ، أما بالنسبة لاستهلاك الكهرباء فلا يتعدى 6 وات وبالنسبة لوظيفة الذاكرة فهي لتأمين أن الورقة قادرة على عرض البيانات والمعلومات بدون توافر أي طاقة بها.
ولم تكن إبسون هى الوحيدة فى هذا المجال ولكن سبقتها الشركات الألمانية فى تنفيذ هذا المشروع من أهمها شركة الكيماويات الألمانية ديجوسا التى تعمل بالتعاون مع مركز أبحاث كارلسروه من أجل الوصول إلى تقنيات طباعية جديدة في هذا المجال.
وتعمل شركة ديجوسا حالياً على تطوير جيل جديد من الرقائق الإلكترونية التي تصنع من المعادن أو المواد الصلبة، وتسعى الشركة الألمانية إلى إيجاد مادة يمكن تحويلها إلى رقيقة إلكترونية بمجرد طباعتها على أي شيء آخر بالطريقة التي تتم بها طباعة الحبر على أوراق الصحف.
وفى نفس السياق أيضاً تعمل شركة ميرك ليمتد بارتنرشيب أيضاً بالتعاون مع جامعة دارمشتاد الفنية من أجل تطوير مواد غير عضوية لتصنيع كتل قابلة للطباعة عليها من أجل استخدامها في صناعة الإلكترونيات فائقة الأداء، والهدف التالي هو تطوير رقائق للراديو يمكن الطباعة عليها حيث تسمح بانتقال فائق السرعة للبيانات عبر أجهزة الراديو.
وكل المؤشرات تقود إلى أن الإلكترونيات المطبوعة التي تسعى الشركات الألمانية إلى تطويرها سوف تساعد على ظهور جيل جديد من الأجهزة للاستخدام اليومي توفر الجهد البشري بنسبة كبيرة، وعلى سبيل المثال سيصبح التسوق أسهل باستخدام رقائق تحديد هوية تردد الراديو "R.F.I.D".
وهذه الرقائق المسطحة ستوضع على العبوات بحيث تسمح لجهاز ماسح ضوئي بالتقاط كافة المعلومات الخاصة بالسلعة مثل السعر وتاريخ الصلاحية وبلد المنشأ وغير ذلك من البيانات التي يحتاج العميل إلى معرفتها قبل اتخاذ قرار الشراء، ولكن المشكلة تكمن في ارتفاع أسعار الرقائق، حيث ما دام يتم إنتاجها بتكنولوجيا السليكون التقليدية فإنها ستكون باهظة التكلفة.
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد