القطيف: توتر وشعارات معارضة وانتشار أمني ومفتي المملكة ينكر انتماء المتظاهرين إلى الوطن
عززت قوات الامن السعودية انتشارها في منطقة القطيف الشرقية في ظل أجواء التوتر التي أججها مقتل اربعة من الشبان المتظاهرين خلال الاسبوع فيما يستعد اهالي المنطقة لاحياء ذكرى عاشوراء.
وفيما انتشرت كتابات على الجدران تندد بعائلة آل سعود الحاكمة، سيرت قوات الأمن دوريات ونشرت حواجز على جميع الطرق والاتجاهات. وقتل أربعة شبان في القطيف شرق السعودية بين الأحد والأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ بدء التظاهرات الربيع الماضي في حين سقط عدد من الجرحى في السابق.
وظهرت على الجدران كتابات بينها «آل سعود يتحملون دماء الشهداء»، و«يسقط آل سعود»، بالإضافة إلى أخرى تندد بحاكم المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد وولي العهد الأمير نايف، لكن لم يتم تسجيل أي حادث خلال الزيارة التي نظمتها السلطات.
وهناك أيضا كتابات مناهضة تدعو إلى إسقاط حكومة البحرين، في حين كانت الحركة شبه معدومة في الشوارع وطريق الملك عبد العزيز في الشويكة حيث بدت آثار الرصاص واضحة قرب نقطة تفتيش قتل قربها احد الشبان الأحد الماضي.
وقالت الناشطة الحقوقية نسيمة السادة «ما يحدث في القطيف غير مقبول حتى وان كانت مطالب الشباب بإطلاق سراح السجناء» في إشارة إلى عشرات الموقوفين منذ تظاهرات الربيع الماضي.
وأضافت السادة، رئيسة القسم النسائي في لجنة التواصل، «نحن نحاول إفهام الشباب ماهية لغة الحوار وما حدث في الأسبوع الأخير غير مقبول».
بدورهم، اصدر خمسة من ابرز علماء الدين الشيعة في القطيف بيانا يؤكد ضرورة «سلمية التحرك ورفض العنف»، ودعوا في الوقت ذاته إلى «انضباط الأجهزة الأمنية لمنع تكرار الحوادث».
وحث العلامة حسن الصفار، خلال صلاة الجمعة، الحكومة على القيام «بمبادرة طيبة لتنفيس الاحتقان، وتفويت الفرصة على المغرضين، من خلال رفع التمييز عن الشيعة الذين لا يطلبون شيئا عسيرا على الدولة، ولا يريدون الا التمتع بحقوق المواطنة المشروعة». وأضاف إن «كلمة حانية من قيادة البلاد، ومعالجة سريعة لبعض المشكلات يكون له اكبر الأثر في النفوس، ويساعد العقلاء والمصلحين على النجاح في دعوتهم للهدوء».
ورأى الصفار أن «ترك العنان للتعبئة الطائفية، والاقتصار على المعالجة الأمنية، هو ما يريده أعداء الوطن»، مشددا على «ضرورة انضباط أجهزة الأمن في المنطقة، ومن المهم جدا التحقيق في الحوادث الدامية ومحاسبة المسؤولين». وحذر «الشبان من مظاهر العنف، وعدم استدراجهم إليه ورفض وجود مندسين يمكن أن يشوهوا الحراك السلمي».
من جهته، قال رجل الدين حسن النمر إن «حفظ البلاد والعباد خط احمر»، داعيا المسؤولين إلى «قطع دابر التشكيك في ولاء الشيعة لوطنهم. نشعر أن مواطنتنا منقوصة لانتمائنا إلى مذهب آخر يخالف مذهب الدولة».
وتجري الاستعدادات لإحياء ذكرى عاشوراء مع تشييد منصة وسط الشويكة خصيصا للمناسبة ورفع صور الإمام الحسين. وأبدى بعض الشبان غضبهم أمام الصحافيين لان صوتهم «لا يصل»، متهمين وسائل الإعلام بأنها «انتقائية في تغطيتها» للأحداث الأخيرة في المنطقة.
إلى ذلك، وصف مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من يقفون وراء الهجمات التي وقعت في منطقة القطيف «بالمفسدين وقتلة الأبرياء». وحذر من مخططات خارجية تستهدف زعزعة أمن البلاد واستقرارها ونشر الفوضى. وقال إن «هؤلاء المارقين مثيري الشغب ليسوا منا، وإنما فئة ضالة تتبع الخارج ويأتمرون بأوامر خارجية، وليس لهم علاقة بوطننا ولا بلادنا».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، في بيان، إعدام سعودي في الرياض اثر إدانته بقتل رجل امن. وقالت إن «فهد بن سيف بن محمد القحطاني أقدم على قتل الجندي حسن بن سالم بن علي مجرشي عمدا وعدوانا بإطلاق النار من سلاحه الرشاش». وأضافت إن القحطاني أقدم كذلك «على حيازة القات المحظور ونقله وترويجه، وكذلك حيازة وتعاطي الحبوب المحظورة وشرب المسكر، وحمله عدة أسلحة»، مشيرة إلى أن عملية القتل حصلت لدى محاولة القبض عليه.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد