القناة السورية الأولى تتذكر شبابها وتطلق 24 برنامج جديد
لا يمكن الجزم بقدرة البرامج الأربعة والعشرين الجديدة التي تنطلق اليوم على شاشة القناة الأولى في التلفزيون السوري، على إعادة التواصل بين الشاشة المحلية وجمهورها. فقد مرت سنوات على جفاء العلاقة بينهما، وساهم في تعميق قطيعتهما ما أتاحته أزرار «الريموت كنترول» من فضائيات باشكال وألوان متعددة على نحو لا يمكن لتلفزيون محلي أن ينافسها ضمن إمكانياته التقنية وخطوطه الحمر، ورسائله المفترضة وطلته «الجدية» المفترضة كتلفزيون رسمي.
إلا أن مديرة القناة الأولى المخرجة سهير سرميني رأت في حديثها الى «السفير»: «ان من شأن المشاهد السوري أن يعود إلى شاشته المحلية بقدر ما تكون مرآة له، تعبر عنه وتحمل همومه وتلبي متطلباته. وهو الأمر الذي حرصت القناة على معرفته من خلال استطلاع آراء الشارع السوري حول رأيه بالشكل والمضمون القديمين للقناة الأولى، وما يأمل أن تكون عليه في انطلاقتها الجديدة، لذلك كانت البرامج الأربعة والعشرون الجديدة صدى لهذه الآراء».
تضم الباقة الجديدة مجموعة من البرامج الثقافية والفنية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والمنوعة، أبرزها البرنامج اليومي الصباحي «نهار جديد». وهو يتضمن عددا من «الفقرات النوعية التي تهتم بشؤون مجتمعية على نحو عام، بما فيها شؤون الأسرة، بالإضافة إلى عدد من التحقيقات الخدمية التي تمس حال الناس وقضاياهم»، كما قالت سرميني. واضافت «انها «ستستهدف كافة شرائح المجتمع، وتؤسس لعلاقة نوعية بين الشاشة والمشاهدين من خلال اختلاف طريقة التعاطي مع القضايا التي تهمهم». وهذا هو بيت القصيد: طريقة التناول الإعلامي الرسمي لقضايا المواطن، أو بيت قصيد حكاية الجفاء بينهما. ولعل في تبني إدارة القناة لتغيير هذه الطريقة جزءا من شعورها بالمشكلة، إلا أن سرميني ترجع التوجه الجديد إلى انه «فهم جديد لمهمة الإعلام ولطبيعة المشاهد». وبغض النظر تبقى قدرة القناة على تحقيق ذلك رهناً بما يتم إنجازه ضمن مربع الشاشة الصغيرة. فمشروع تغيير برامج المنظمات الشعبية، مثلاً، أو ما يعرف بـ«البرامج المزمنة» في التلفزيون السوري التي لا يتابعها أحد، لم يثمر في الدورة الجديدة على النحو الذي كانت تأمله إدارة القناة، وكانت قد أعلنت عنه في تصريح سابق لـ«السفير»، فلم تنجح الإدارة في دورتها الجديدة بتغيير سوى برنامجين اثنين، في وقت عدلت جزئياً وعلى نحو بسيط في برنامج ثالث وبقي أكثر من ثلثي البرامج القديمة متمسكا بشكله ومضامينه وحتى... بأسمائه.
بكل الأحوال لا نريد أن نبخس جديد الدورة البرامجيه الجديدة حقه، ولا سيما انها حملت في مضامينها عدداً من البرامج التي تبدو مبدئياً مبشرة بالخير، إلى أن يثبت عرضها العكس.
بالتفصيل.. ضمت الدورة الجديدة ثمانية برامج اجتماعية أبرزها برنامج «شراكة إنسانية» الذي سيقدمه الفنان دريد لحام ويتناول فيه «حالات إنسانية بحاجة لمد يد العون»، وتقدم الإذاعية الشهيرة فيوليت بشور، تلفزيونياً هذه المرة، برنامجها «وجوه خلف القضبان» الذي ستدخله كاميرته السجون لتقديم نماذج انتقائية حية (رجال ـ نساء) تقضي خلف القضبان أحكاما قضائية مختلفة، بقصد سبر عوالمهم الداخلية النفسية وما آلت إليه ظروفهم الحياتية قبل السجن وبعده. أربعة برامج اقتصادية جديدة أبرزها «فرصة العمل» الذي سيلاحق قضايا البطالة ومكافحتها، في حين يرتفع عدد البرامج الفنية المنوعة الى ستة، أبرزها «ضي القناديل» الذي سيكشف جوانب شخصية من حياة الفنانين السوريين، إضافة إلى برنامجين للمسابقات، وآخر طبي، وآخر لعالم السيارات. في حين بدا لافتاً قلة البرامج السياسية الجديدة، حيث اقتصرت على برنامج سياسي ـ إخباري سيطغى عليه «الطابع المحلي». وفي سؤال لإدارة القناة عما إذا كانت هناك رغبة بهذا الحضور المحدود للبرامج السياسية، نفت سرميني وجود أي تدخل أو منع من تصنيع برامج سياسية في الدورة، مؤكدة أن «ثمة برامج سياسية أخرى يعد لها الآن وستدرج في الدورة الجديدة متى ما أنجزت».
ويترافق مع الدورة البرامجية الجديدة إطلاق أغنية تسويقية «بروموشن» أنجز لها المخرج سامر برقاوي رؤية بصرية (كليب) ستستعيد ذكريات القناة الأولى على مدى عقود عملها، اضافة الى فواصل بصرية جديدة.
الكم البرامجي الجديد هو الامتحان العملي الأول للإدارة الجديدة التي تولت مهامها منذ نحو ستة أشهر، وسيبقى الحكم النهائي على نتائجه رهناً بالمستوى الفني الذي ستظهر فيه البرامج الجديدة.
يذكر أن اطلاق الدورة البرامجية الجديدة كان قد تأخر عن موعده المفترض، لانشغال القناة بتغطية مباشرة للاستحقاقات الانتخابية النيابية والرئاسية في سوريا، وما رافقها من فعاليات واحتفالات.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد