اللاعبون الاقتصاديون الجدد وصناعة الجوع
انتقد المقرر الأممي الخاص ببرنامج الحق في الغذاء جان زيغلر بعض السياسات الرأسمالية العالمية واتهمها بفرض الجوع والموافقة على أن يلقى سنويا 5 ملايين طفل حتفهم جوعا بينما ينتج العالم مواد غذائية تكفي لإطعام 12 مليار شخص إلى درجة الشبع.
وأشار زيغلر إلى وجود من وصفهم باللاعبين الجدد المتسببين في انتشار الفقر في العالم، والمتخفين وراء الشركات المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات.
وقال إن المستفيدين من العولمة وتحرير سبل التجارة حرموا مناطق معينة من فرص النمو الاقتصادي لحساب مناطق أخرى، طبقا لما تفرضه عمليات الربح حتى وإن كان ذلك على حساب سرقة حق الغذاء من الفقراء.
ووجه المقرر الأممي انتقاداته إلى الحكومات والأنظمة الداعمة لأفكار الليبراليين الجدد ممن لا يعترفون بحقوق الإنسان الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعون فقط لخدمة مصالحهم السياسية.
وأضاف أن عدد من يتضورون جوعا يوميا في العالم يصل الآن إلى 854 مليون إنسان، وأن طفلا واحدا دون العاشرة يلقى حتفه كل 5 ثوان بسبب الجوع أو أمراض لها علاقة بنقص التغذية رغم أن الحق في الغذاء حق أساسي من حقوق الإنسان وفقا للمعايير الدولية.
كما انتقد اتفاقيات الشراكة الاقتصادية التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع بعض الدول الأفريقية وفي منطقة الكاريبي، لأنها لم تمنح ملايين الفلاحين والمزارعين الفرصة المناسبة لتسويق منتجاتهم، وكانت لفائدة المصالح الاقتصادية الأوروبية بصورة أساسية.
ويبرهن زيغلر على صحة أقواله بالتقارير الدولية التي تؤكد انتعاش الاقتصاد الدولي وارتفاع الأرباح الهائل للشركات والمؤسسات الكبرى.
وعقد زيغلر مؤتمرا صحفيا في جنيف أمس حذر فيه من تهاون الاتحاد الأوروبي وألقى باللوم على الولايات المتحدة لسعيها من خلال تشجيع الوقود المستخرج من بعض المحاصيل للقضاء على مساحات شاسعة من الأراضي المستخدمة في إنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية.
وسيقوم جان زيغلر الأسبوع المقبل بطرح مشروعين على الأمم المتحدة، يقضي الأول بإصدار قرار يحظر لخمس سنوات تحويل أراضي زراعة المحاصيل الغذائية الأساسية إلى المحاصيل المستخدمة في استخراج الوقود الحيوي، والثاني اعتبار الجوع أحد أسباب الحصول على حق اللجوء لدى الدول الغنية.
ويأمل المقرر الأممي أن يحث هذا القرار الدول الأوروبية على التحرك لمحاربة الجوع في العالم.
واعتبر أن الإجراءات التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي إلى اليوم هي بوليسية تعتمد إجراءات تأمين الحدود ورصد قوارب المهاجرين، وهذه لا تعالج جوهر المشكلة بل تزيد تفاقمها حسب وصفه.
لكن النقلة المهمة في مسيرة برنامج الحق في الغذاء ستكون نهاية هذا الشهر حيث سيتوجه المفوض الأممي إلى كوبا، في زيارة وصفها بأنها ربما تكون بداية عهد جديد بين كوبا والأمم المتحدة.
تامر أبو العينين
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد