الليرة تستفيد من تراجع اليورو وتوقعات بزيادة الطلب عليها
تظهر المؤشرات المالية الحالية ولاسيما مع وجود تأكيد حكومي على ذلك، وجود أسباب عدة ساعدت على تعزيز قوة الليرة السورية وزيادة حجم الإيداع منها حتى في ظل ما يشهده العالم من أزمة مالية كبرى بقيت سورية بمعزل عن تأثيراتها «اللهم» إلا خلال الفترة الحالية وذلك يعود لمبررات سبق ذكرها.
وبحسب مدير عام بنك بيبلوس- سورية وليد عبد النور أن إيداعات مصرفه من الليرة السورية تجاوزت 50% من إجمالي الإيداعات وهذا يرجع لانخفاض نسبة الفائدة على الدولار، استقرار سعر الصرف، ما جعل الكثيرين من المودعين يتوجهون للإيداع بالليرة السورية مادامت نسبة الفائدة عليها أكبر وبالتالي تحولت كتلة نقدية كبيرة لدى المصارف إلى إيداعات بالليرة السورية. ويعتقد عبد النور أن هذا الأمر سار على كل المصارف وذلك يشجع على الزيادة في الإقراض ودخول المصارف في مشروعات استثمارية بالليرة السورية وتقديمها لقروض استهلاكية توظف فيها السيولة التي تنتظر إيجاد أدوات لتوظيف سيولة الليرة السورية كسندات الخزينة المتوقع إصدارها قبل نهاية العام الحالي والتي تأمل البنوك جميعها بتوفير مثل هذه المتطلبات القادرة على امتصاص السيولة في سوق أتخم بحجم كبير من الإيداعات.
إلا أن مدير عام بنك سورية والمهجر جورج الصايغ لم يجد في إيداعات مصرفه مؤخراً ما يلفت لوجود قيم كبيرة لودائع بالليرة السورية ويقول في هذا السياق: «لا يمكننا الإشارة بشكل خاص إلى ما يدل على زيادة ملحوظة في حجم الودائع بالليرة وأعتقد أن مثل هذا الأمر يمكن ملاحظته بطريقة أوضح لدى المصارف العامة لكون المصارف الخاصة لا تدفع حتى الآن نسب فوائد على الودائع كما يجب وأدنى مما تمنحه المصارف العامة والسبب في ذلك عائد لعدم إصدار سندات الخزينة.
ويشير الصايغ إلى أن حجم الودائع الإجمالي سواء بالقطع الأجنبي أم الليرة السورية لا يزال متساوياً ولا ينفي الصايغ حصول تغيير في هذه المعادلة بين نسبة الإيداعات من القطع الأجنبي والليرة السورية ولكن على المدى الطويل فمن المبكر تلمس تغيير كهذا حالياً ولو أخذنا بعين الاعتبار ما يحصل حولنا من أزمة عالمية.
وتشير بعض الأوساط في المصارف العامة إلى أنه يتوقع وجود زيادة في حجم الإيداعات بالليرة السورية والسبب في ذلك هو حالة نفسية لدى الموزعين حيث يثق البعض منهم بالمصارف العامة أكثر من غيرها نظراً لأن المصارف العامة تابعة للحكومة وبالتالي هي بعيدة عن الإفلاس كما يتوقع وصول تحويلات لأموال خارجية تحول إلى السوق المصرفي السوري وبشكل خاص إلى المصارف الحكومية ويعزى هذا الأمر لعامل الاستقرار النسبي الذي تشهده سورية إضافة لاستفادة الليرة السورية من تراجع قيمة العملات الرئيسية وخصوصاً اليورو، والعامل الآخر هو استقرار سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي وإن كان سعر الدولار قد ارتفع بشكل ضعيف وكل ذلك يعطي إشارات ضمان للمودعين.
روله السلاخ
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد