المرأة الريفية عماد الاقتصاد المنزلي والثقافة البيئية
هل تقتصر مهمة المرأة في مجتمعنا على تربية الاطفال فقط وتقديم الغذاء لهم؟ .
الوقائع أثبتت أن المرأة أكثر تميزاً في بيئتنا العربية في المدينة والريف، وهناك اهتمام جدي لاهمية دور المرأة في الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من تدهور البيئة ويعود هذا الاهتمام الى أن المرأة هي المسؤول الأول في استخدام خدمات المياه والصرف الصحي كما ان المرأة هي القدوة للعادات الصحية السليمة أو غير السليمة.
المرأة في المدينة والريف هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن التربية البيئية داخل المنزل، لأن كل فرد في الاسرة يتأثر بها، فهي القادرة على حماية بيئتها المنزلية والبيئية الخارجية مثل عدم المبالغة في التدفئة والتبريد وترشيد استهلاك المياه والمحافظة باستمرار على توصيلات الانابيب وخزانات المياه والابتعاد قدر الامكان عن كل مايلوث هواء المنزل من مستحضرات كيماوية سامة، والتقليل من النفايات
وتقوم المرأة في الريف بالأعمال الزراعية المختلفة من حصاد وزراعة وتقليم وبالاعمال التصنيفية التي تتم على مستوى المزرعة، اضافة الى المشاركة في تسويق السلع الزراعية، والاهم القرارات الزراعية
ويلاحظ أن المرأة تعلم غيرها من النساء الحفاظ على النظافة والصحة، والحد من التلوث البيئي.
ولاشك أن تعليم المرأة وتثقيفها بالحد من الاسراف في الطعام والمياه والطاقة والاستخدام الزائد للمبيدات الحشرية والمواد الكيماويةالخطرة من مطهرات ومعطرات في نطاق منزلها، من العوامل الاساسية لخلق أجيال جديدة تدرك تماما أبعاد هذه القضايا وتأثيرها على تلوث البيئة، فإعطاء المرأة الاهتمام وحثها على المشاركة الفعلية في الحد من التلوث البيئي، وفي كل مجالات التنمية والبيئة سيكون له صدى ايجابي في شخصيتها وهي التي عانت سابقاً الكثير من انكار جهودها ودورها في المجتمع.
وبالرغم من ان مجيء البنت للاسرة البدوية امر غير محبب وربما هذا يعود الى طبيعة الحياة في البادية، ودور الرجل الرئيسي فيها، إلا أن المرأة البدوية تتحمل المشاق منذ نشأتها مثل الرجل وربما اكثر، وتتولى ادارة المنزل ولكن من الملاحظ أن عمل المرأة تغير مؤخراً وهذا مايفسر سماح الاسرة البدوية للمرأة بممارسة العمل المأجور خارج المنزل مع أن النسبة الأكبر ضد عمل المرأة وترى أن دورها الطبيعي ضمن الاسرة والمنزل فقط.
ومع ذلك فإن الدراسات الميدانية اكدت ان للمرأة دوراً مهماً في الحياة الاقتصادية للاسرة فهي تشارك مشاركة فعالة في الانشطة الاقتصادية ولاسيما في الصناعات الغذائية المنزلية، ولكن للاسف النسبة الاعظم من الاسر البدوية... لاتعطي للمرأة نصيبها من الدخل، رغم مساهمتها الفعالة في تأمينه!!
ولاينتهي دور المرأة هنا فهي المسؤولة عن تأمين مياه الشرب للاسرة في المنزل وكذلك لري الحقل وسقاية الدواب، وهذا يستهلك من وقتها عدة ساعات يومياً بسبب بعد مصادر المياه مايعوق تقدمهن في المجتمع اضافة الى المتاعب الصحية بسبب جلب الماء يومياً وبمجهود عضلي، ومع كل المتاعب التي تتعرض لها هناك اجحاف بحقها فالقرارات المتعلقة بالمياه مستبعدة عنها تماماً رغم قيامها بأمور الري في الحقل.
أما في المدينة فيبقى الواقع أفضل بكثير فللمرأة دور أساسي في تحديد مشكلات المياه وابداء رأيها وايجاد الحلول المناسبة.
وفي ظل أزمة المياه التي تمر بها البلاد كان لضعف وعي المرأة الريفية بنوعية المياه من حيث الكم والنوع اثر مهم في تدني مستوى الحياة الريفية وسوء المنتج وهنا يأتي دور الاعلام والتوعية لتوضيح أزمة المياه، للحد من استنزاف الموارد المائية والمخاطر الكبيرة لاستخدام مياه الصرف الصحي في ري المزروعات وآثاره الصحية الخطيرة على صحة الانسان، وكذلك ترشيد استخدام الاسمدة والمبيدات وتوضيح الامراض التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة.
تقع على المرأة على اختلاف ثقافتها مسؤوليات بيئية كبرى باعتبارها اولاً أماً ومسؤولة عن الأسرة وهي التي تدير شؤون اولادها، ومسؤولة عن الحد من استهلاك الطاقة والماء والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وسواء كانت المرأة تعلم أو لاتعلم فهي المشاركة والمساهمة الاولى في الترويج للبيئة وحماية عناصرها، وبالتالي لايقتصر دورها ضمن الاسرة فقط، بل يتعداه الى المجتمع، من خلال نقل تجربتها وزيادة خبرتها، ونقل المعلومات الى المحيطين بها، وهذا يؤكد ضرورة ان تكون المرأة مثقفة بيئياً لتؤثر على محيطها ولكن هل المرأة وحدها معنية بكل مايتعلق بأسرتها وبيئتها ومحيطها دون الرجل بالتأكيد لا.. فالعملية تشاركية، لذلك من الاجدى ايلاء المرأة وتحديداً في الريف الاهتمام اللازم وتوعيتها وتثقيفها بيئياً من خلال الدورات التدريبية والبرامج لرفع سوية الوعي البيئي والتركيز على أهمية دورها خدمة لعائلتها والمجتمع.
سناء يعقوب
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد