"المعارضة" الصومالية تتهم القوات الإثيوبية بالإبادة
هاجم الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من أسمرا مقرا له، في أول تعليق له على المعارك التي شهدتها مقديشو، القوات الاثيوبية التي وصفها بالمعادية واتهمها بارتكاب إبادة بشرية، مشيرا إلى أن المعارك أسفرت عن مصرع 200 شخص وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح ونزوح نحو 28 ألفا من ديارهم، كما اتهمها باختطاف المئات بينهم طلبة مدارس، في وقت دافع رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين عن مشاركة القوات الحكومية في القتال معتبرا انه دفاع عن النفس.
وأوضح الشيخ شريف أن من بين القتلى علماء دين بارزين، منتقدا صمت المجتمع الدولي واكتفاءه بالتفرج على المجازر التي ترتكبها القوات الإثيوبية. وهدد بالانسحاب من جهود المصالحة التي ترعاها الأمم المتحدة، وحث الشعب الصومالي على التوحد في مواجهة العدو، مشيرا إلى أن الاحتلال هو السبب في الأزمات التي تعج بها الساحة الصومالية. وقال إن المعارك التي جرت في مقديشو محاولة من أديس أبابا لعرقلة جهود السلام، مؤكدا أنه لا معنى للحوار مع الحكومة الصومالية إذا استمرت القوات الاثيوبية في إبادتها للشعب الصومالي.
وتتزامن هذه التصريحات مع اتهامات مماثلة وجهها مجلس شيوخ الهوية المعارض للقوات الاثيوبية. وانتقد هؤلاء اعتقال القوات الحكومية عبدي محمد إسماعيل رئيس قسم الأخبار في إذاعة “شبيلي” المحلية واصفين ذلك بأنه جزء من الاعتداءات التي تمارسها الحكومة الصومالية بحق الصحافيين لقمع حرية الصحافة، وطالبوا الحكومة بالإفراج عنه فورا.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الصومالي في مؤتمر صحافي أمس الحرب ضد القوى الرافضة السلام، مشيرا إلى أن حكومته في الوقت الذي تدعو فيه إلى المصالحة لن تفرط في محاربة من يرفضون جهود السلام ويستخدمون العنف للحصول على مكاسب سياسية. كما انتقد رجال الأعمال وحملهم مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وتضخم الأسعار، وأصدر أوامره بمنع تصدير المحاصيل الزراعية الوطنية إلى الخارج في الشهور الثلاثة المقبلة.
وفيما شهدت مقديشو أمس هدوءاً مشوباً بالحذر بعد يومين من المعارك العنيفة، فقد شوهدت في منطقة “سوس” وغيرها من المناطق التي جرى فيها القتال جثث قتلى من المدنيين سقطوا بنيران القوات الإثيوبية التي اقتحمت الأحد مسجد “الهداية” التابع لجماعة التبليغ الدينية في حي “سوق المواشي”، وقتلت عددا من أفراد الجماعة من بينها أمير الجماعة الشيخ سعيد يحيى داخل المسجد. كما اندلعت أمس معارك عنيفة بين ميليشيات قبلية موالية للحكومة ومقاتلين من المحاكم الإسلامية في جزيرة “كدا” في إقليم جوبا السفلى في أقصى جنوب البلاد، وأسفرت المعارك عن مصرع “5” أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح. وأشارت التقارير الواردة إلى أن المحاكم الاسلامية أحكمت سيطرتها على الجزيرة، وأجبرت الميليشيات القبلية على الخروج منها.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد