النميمة: الصيت للنساء والفعل الخبيث للرجال
أجواء العمل دائماً مليئة بالنميمة سواء بين الرجال أو النساء ، فالكل يتمتع بالثرثرة والكلام الجانبي من خلال االكلام على الزملاء أو نقد رؤساء العمل ، ولكن أي شئ يزيد عن حده قد ينقلب إلى ضده.
- يعتقد كثير من الموظفين الرجال أنهم بريئين من تهمة الثرثرة النميمة ولكن دراسة بريطانية أثبتت عدم صحة ذلك بالمرة ، إذ أكدت أن الرجال أكثر نميمة من النساء ، وأكثر خبثاً ومكراً في نميمتهم .
وأجريت الدراسة في لندن وشملت ألف رجل وامرأة ، وأتضح من خلالها أن الرجل يمضي ثلاث ساعات يوميا وهو يتحدث ، وأنه يستمتع بعشر جلسات نميمة على الأقل في اليوم الواحد ، كما يستمتع الرجل بإطلاق الشائعات وتفجير الفضائح ، كما تبين أن الرجال يمارسون هذه الهواية أثناء ساعات العمل .
بينما تمضي النساء ساعتين فقط في اليوم وهن يتحدثن مع صديقاتهن وزميلاتهن ، ويكن أقل ميلاً إلى تبادل أحاديث القيل و القال والشائعات , بل تكون أحاديثهن في الغالب حول حياتهن الخاصة.
- ولم تجد سكرتيرة ماليزية بداً من أن تقوم برفع دعوي أمام المحكمة بعد فصلها من عملها بسبب البريد الإلكترونى الذي كان يحتوي على رسائل تنتقد فيها مديرها ، واصفة بعض المديرين بأنهم "غامضون".
وحكمت المحكمة الصناعية فى النهاية بتأييد السكرتيرة ، التى تم تم فصلها ظلماً ، وقضت بحق العمال في استخدام البريد الإلكتروني بمكاتبهم في أحاديث النميمة حول رؤسائهم وباستخدام لغة تنتقص من قدر هؤلاء الرؤساء دون خوف بشأن الفصل من العمل ، وفي النهاية أمرت المحكمة بتعويض السكرتيرة بمبلغ 18900 دولار.
وقال رئيس المحكمة سيد أحمد راجي سيد عمر " رأي المحكمة هو أن حديث القيل والقال الذي يردده العاملون حول مسؤوليهم الكبار أمر مألوف تماما وطبيعي ويمكن أن يحدث في أي مكان وفي أي وقت لاسيما حين يكون هناك حشد من العاملين مجتمعين لتناول القهوة أو الشاي أو وجبة ، وفي هذه الحالة في رسائل بالبريد الإلكتروني بين أصدقاء".
- ومن الطبيعي أن تكثر بأجواء العمل القيل والقال مع قليل من النميمة وخاصة إذا كانت في الهيئات الحكومية من الكلام والثرثرة والرغي ، والتي اعتبرها العلماء ظاهرة صحية ، وهذا بالفعل ما أشار إليه باحثون من مدينتي بوسطن وشيكاجو الأمريكيتين إن النميمة في المكاتب تساعد على تعزيز أواصر الصداقة بين الموظفين وقد تزيد من إنتاجيتهم في الأعمال الموكلة إليهم.
وقال جاك ليفين الذي يدرس مادة "النميمة" في جامعة نورث إيسترن في بوسطن بولاية ماساشوستس إن الأحاديث الجانبية ليست دائماً عبارة عن معلومات مضرة .
وأضاف: إن الموظفات اللآتى يتحدثن عن الترقيات في العمل وعن حالات الحمل وغيرها من المواضيع الإيجابية بقدر ما يتحدثن عن الأخطاء التي يرتكبها زملاؤهن في العمل تساعد على المضي قدماً في العمل.
أما البروفيسور رون بورت من جامعة شيكاغو فقال إن النميمة أو الأحاديث الجانبية، تشجّع أيضاً المتهربين من واجباتهم في العمل على الانضمام إلى وتيرة زملائهم.
- وقامت أحد الصحف السويدية بعمل بحث للكشف عن ما يدور بين العاملات من أحاديث أثناء ساعات العمل وأهمها بالنسبة إليهن وعلاقته بموضوع العمل خاصة وأن النميمة والغيبة من الأمور التي تعد من قبيل اللهو والتسلية في الدول الإسكندنافية.
وأظهرت نتائج الإستطلاع أن التكلم عن الزملاء الذين لا يعملون بشكل جيد حصل على نسبة 57% من الأحاديث.
وقد توصل الباحثون إلى أن المرأة تحاول بالدرجة الأولى التفاني في عملها لأنها تحاول بجهد إثبات وجودها على حساب زملائها الذين تتهمهم بالتقصير.
مشيرين إلى أن الصراع بين المرأة والرجل في العمل أصبح ظاهرة غير صحية في المجتمع السويدي الذي تعود على التضامن بين الجنسين في كثير من المجالات .
أسماء أبو شال
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد