امتـداد المواجهات بين الشرطـة التونسية والعاطلين عن العمل إلى مدن حدودية مع ليبيا
تجددت المواجهات بين الشرطة التونسية وشبان عاطلين عن العمل، وتركزت خصوصاً في مدينة مدنين الحدودية مع ليبيا.
وقالت إذاعات محلية: إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين هاجموا مركزا للشرطة وسط المدينة ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة واحتجزوا لوقت وجيز محافظ مدنين الذي طلب التفاوض معهم.
وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن محتجين قدموا من مختلف مناطق محافظة مدنين قطعوا بالعجلات المطاطية المشتعلة الطرقات الرئيسية للمدينة التي تمثل معبراً أساسياً لشاحنات نقل البضائع نحو ليبيا المجاورة.
وأوضحت إذاعة (شمس إف إم) التونسية الخاصة أن المحتجين احتجزوا لفترة وجيزة محافظ مدنين حمادي ميارة ثم أخلوا سبيله.
إلى ذلك دعا المحافظ عبر التلفزيون الرسمي التونسي عقلاء مدنين إلى التدخل من أجل تهدئة الأجواء المحتقنة في المدينة.
وتشهد عدة مناطق داخل تونس احتجاجات للمطالبة بوظائف وبحصتها من التنمية. ويوجد في تونس بحسب إحصائيات رسمية نحو 750 ألف عاطل عن العمل بينهم 250 ألفا من خريجي الجامعات.
وكانت الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي، أمين عام حركة النهضة الإسلامية وعدت بتوفير 75 ألف وظيفة منها 25 ألفا في القطاع العام سنة 2012.
وارتفعت نسب البطالة في تونس من 14 بالمئة سنة 2010 إلى 19 بالمئة سنة 2011 بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية جراء تداعيات الثورة.
في الأثناء انتقدت وزارة الخارجية التونسية تصريحات غوردن غراي السفير الأميركي بتونس بشأن محاكمة نبيل القروي مدير تلفزيون «نسمة» التونسي الخاص إثر عرض فيلم اعتبره الإسلاميون والسلفيون «تجسيداً للذات الإلهية».
وقالت الوزارة في بيان نشرته وسائل إعلام محلية أمس: إن الحكومة التونسية تلقت ببالغ الاستغراب تصريح السفير الأميركي الذي قال فيه: إن المحاكمة سببت له خيبة أمل.
وعبرت الوزارة عما سمته حرص الحكومة على الالتزام بمسؤولياتها التنفيذية وعدم التدخل في مجريات القضاء وفق التقاليد والأعراف الديمقراطية المتعارف عليها عالمياً.
وأضافت الوزارة: بقدر حرص الحكومة التونسية على تمتين علاقات الصداقة والتعاون والشراكة بين تونس والولايات المتحدة الأميركية فإنها تحرص على أن تكون هذه العلاقات مبنية على التفاهم والتشاور والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة واحترام سيادة البلدين.
وفي الثالث من أيار 2012 أدانت محكمة تونس الابتدائية نبيل القروي بتهمة عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة وقضت بتغريمه 4200 دينار (1200 يورو).
وقضت المحكمة بتغريم هادي بوغنيم المسؤول عن البرمجة في تلفزيون نسمة، ونادية جمال رئيسة جمعية صوت وصورة المرأة التي دبلجت الفيلم إلى اللهجة التونسية 1200 دينار (600 يورو) لكل واحد منهما واعتبرتهما شريكين للقروي في الجريمة.
وكان أصدر السفير الأميركي بتونس بيانا يوم 3 أيار الجاري بيانا قال فيه: أشعر بقلق بالغ وخيبة أمل عقب إدانة بث قناة نسمة لفيلم صور متحركة سبق الموافقة على توزيعه من قبل الحكومة التونسية.
واعتبر أن إدانة القروي تطرح مخاوف جدية حول التسامح و حرية التعبير في تونس الجديدة.
من جانبها طالبت جماعات سلفية متشددة بإغلاق تلفزيون نسمة وبإعدام نبيل القروي بسبب استهزائه بالمقدسات الإسلامية حسب تعبيرها ونددت منظمات حقوقية دولية بالتضييقات التي يمارسها الإسلاميون في تونس على حرية التعبير منذ وصول حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد