انتحار سجناء في الأردن

08-04-2008

انتحار سجناء في الأردن

الإعلان قبل أسبوعين، عن انتحار شاب بظروف غامضة في سجن معان جنوبي الأردن، يثير تساؤلات حول ملابسات انتحار نزلاء سجون أو وفاتهم خلف القضبان.

قبل ذلك بأسبوع أعلن عن انتحار موقوف في مديرية أن إربد، وفي العام الماضي أعلن عن انتحار ثلاثة نزلاء، بحسب رصد المركز الوطني لحقوق الانسان.

على أن الطب الشرعي يستبعد وجود شبهة جنائية، لكنه يدعو إدارة السجون إلى الغوص في دوافع إقدام شباب في مقتبل العمل على الانتحار.

إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل تؤكد أن كوادرها يجهضون عدة محاولات انتحار شهريا داخل السجون، كما تسعى لإبعاد أي ميول انتحارية لدى النزلاء من خلال تحسين نوعية حياة السجين عبر أنشطة ثقافية ورياضية ومنحه إطلالة على الصحف والمجلات والفضائيات.

وتتعاون الادارة في ذلك أيضا مع الطب النفسي والإرشاد الديني.

الحالة الأخيرة تتعلق بشاب في السادسة والعشرين من عمره كان يقيم في مرفأ العقبة، 350 كيلو مترا جنوبي عمّان. ويفيد سجلّه بأنه مسجون خمس سنوات ونصف السنة في قضية هتك عرض، وله 24 أسبقية بين سرقة وإيذاء بليغ.

وقد اعلنت مديرية الأمن العام عن إقدامه على الانتحار في بيان مقتضب دون أن توضح وسيلة الانتحار أو هوية المنتحر.

واكد البيان، الذي جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الأمن العام الرائد محمد الخطيب، أن إدارة السجون نقلت الشاب إلى المستشفى في اللحظات الأخيرة قبل أن يفارق الحياة، فيما شكّل الأمن العام لجنة للتحقيق في ملابسات الوفاة.

ويقول مدير المركز الوطني للطب الشرعي مؤمن الحديدي إن الانتحار في المهاجع ينفذ عادة "شنقا بربط قطعة ملابس أو شرشف السرير بالسقف".

ويطالب الحديدي بـ"دراسة الظروف التي تدفع شبابا بين 18 و 26 عاما في حالة تغير هرموني، لوضع حد لحياتهم وسط نظرة سوداوية للحياة".

ويؤكد مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل العقيد شريف العمري وجود جهد ورصد استباقي لإجهاض محاولات انتحار بوتيرة شهرية بين النزلاء بالتعاون مع مديرية الصحة النفسية، التابعة لوزارة الصحة.

إلا أن مدير المديرية محمد عصفور يقرّ بوجود نقص في كوادر الصحة النفسية، إذ لا يتجاوز العدد 35 طبيبا في بلد فيها عشرة مراكز إصلاح وتأهيل تؤوي معدل 7500 نزيل.

ويدخل المراكز يوميا بين 180 و210 محكوم أو موقوف، بحسب تقديرات إدارة السجون.

ويجول أطباء الصحّة في المراكز مرّة كل أسبوعين كما يتابعون أي حالة طارئة تبلغّهم بها إدارة السجون، بحسب عصفور.

وتدعو المحامية نسرين زريقات، من المركز الوطني لحقوق الانسان، إدارات السجون إلى ملاحظة التغيرات والميول الانتحارية لدى النزلاء وصولا إلى إجهاضها.

وتتحدث زريقات عن اجراس تنبه كوادر السجون إلى ميول انتحارية لدى النزيل مثل "إصابته بالاكتئاب أو رفض التمتع بفترة "التشمس" اليومية، مع سائر أقرانه".

ويرى مستشار الطب النفسي محمد حباشنة أن حالات الانتحار في الأردن أقل بكثير من المعدلات العالمية، مع أنه يلفت إلى عدم الاعتداد "بالإحصاءات لأن العديد من حالات الانتحار يبلغ عنها كوفاة طبيعية.

ويتراوح معدل الانتحار بين نصف وواحد بالمئة لكل 100 ألف أردني، مقابل 20 لكل 100 ألف في دول متقدمة.

المصدر: BBC


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...