انتحاريون وانغماسيون إلى لبنان بقيادة «الأشـعث»
تلقت المجموعات «الجهادية» الناشطة في الداخل اللبناني ضربات متتالية. عمليات نوعية نفّذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية، بالتنسيق مع أمن حزب الله والاستخبارات الدولية، ولا سيما الألمانية والأميركية، أدّت الى اعتقال أو قتل مطلوبين كبار من «كتائب عبدالله عزام» و«الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة». من بلال كايد ونعيم عباس إلى عمر الأطرش وجمال الدفتردار وأحمد سليم الميقاتي، وقبلهم أمير «كتائب عبدالله عزام» ماجد الماجد، وليس أخيراً أسامة منصور وخالد حُبلص، وغيرهم كُثُر...
خسرت هذه التنظيمات قادة ومحركين أساسيين على الأرض، ما أدى إلى فشل، أو إفشال، معظم عملياتها، وفقدانها هيكليتها الأمنية وقدرتها على الحركة. خسارة هذه الأسماء البارزة أحدثت فراغاً في الجسم الأمني والعسكري لهذه المجموعات، فضلا عن الضرر المعنوي. كل هذا، بحسب مصادر «جهادية»، قرأته التنظيمات الأصولية الثلاثة جيّداً «من دون مكابرة، وأقرّت بضرورة تغيير أسلوب عملها الأمني في الداخل اللبناني، ولا سيما أن القرار بالعمل الأمني في الميدان اللبناني مُتّخذ منذ سنوات». ففي عُرف «الجهاديين» اليوم، «الأصل أن يكون هناك عمل أمني في لبنان من دون الحاجة إلى قرار»، مشيرين إلى أن «اعتبار لبنان أرض نصرة كان أيام الشيخ أسامة بن لادن، لكنه لم يعد كذلك اليوم، بل بات أرض جهاد»، والى أن «كلام الشيخين أبو محمد الجولاني وأبو مالك التلّي بخصوص الاهداف في لبنان قائم متى أمكن ذلك». أما «كثرة الضربات من قتل الأخوة وأسرهم فهذه سنّة الجهاد».
وفي هذا السياق، علمنا أن هذه التنظيمات تهيئ لمرحلة جديدة من العمل الأمني في لبنان عنوانها «هزّ عرش كسرى اللبناني»، على أن يجري تلافي «أخطاء الماضي قدر المستطاع». وتكشف المصادر أن قيادياً من أنصار «جبهة النصرة» وصل إلى لبنان أخيراً في مهمة أمنية. وأوضحت أن القيادي المعروف في أوساط الجهاديين بلقب «الاشعث»، لا يتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر، وهو مكلّف تسلم زمام العمل الامني في أحد التنظيمات الجهادية في لبنان. ولم يُعرف ما إذا كان «الاشعث» سيتولّى مهام القيادة فحسب أم التنسيق أيضاً مع تنظيمات أخرى.
وفي استقراء للمرحلة السابقة، أشارت المصادر الى أن «العمليات السابقة اعتمدت على نوعٍ واحد من الأعمال في كل الأماكن يعتمد سيارة مفخخة واستشهادياً»، مشيرة الى أنّ المرحلة الجديدة ستشهد تغييراً جزئياً في الأسلوب، وإذ أكدت أنه «لن يكون هناك استغناء عن العمليات الاستشهادية، ولكن في المقابل سيجري تعزيز دور المفخخات والعمليات الانغماسية لأن وقعها أكبر». وأشارت الى أن ذلك «سيُحدد تبعاً لطبيعة المكان المستهدف والأمور كلها مباحة». وتؤكد المصادر أن «الحرب ضد كل من يستبيح دماء المسلمين في لبنان ستنطلق مجدداً. والأمر لن يكون محصوراً بحزب الله وحده أو بالجيش، وإنما ستطال مصالح غربية تعمل على قهر المسلمين ما دعت الحاجة إلى ذلك».
في موازاة ذلك، أقرّ قيادي «جهادي» يدور في فلك التنظيمات الناشطة في لبنان بأن «الاستراتيجية السابقة قد ضُربت»، عازياً ذلك إلى «الخروق الإلكترونية والأمنية والعثرات الأمنية على الطرقات». من دون أن يستبعد إمكانية «وجود خرق بشري بين الجهاديين، وهو أمر طبيعي لأن التنظيم عندما يكبر تزداد احتمالات خرقه»، و«المنافقون والمدسوسون كانوا موجودين في زمن خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم كعبدالله بن أُبي ابن سلول وفي أفضل الجيوش فما بالك اليوم». وأضاف أن «الأرضية عندنا لا تسمح للبراعة بأن تكتمل لأنها ضعيفة بسبب القهر الواقع على أهل السنة»، مشيراً الى أن «الخطة الناجحة قد تفشل، ولكن حتى لو فشلت أكثر من مرة، تبقى الخطط تُعدّل وتُرسم من جديد»، كاشفاً أن «البداية مجدداً لن تكون سهلة، بل خطرة، لكنها ستكون شرارة كبيرة إن شاء الله». أما الأهداف المرصودة، فيلفت الى أنها تتضمن «ثكناً وسفارات وأوكاراً سرية»، والأخيرة، بحسب قوله، «مراكز غير عسكرية وسفارات». وعما إذا كان التهديد بمرحلة جديدة سببه يأس «المجموعات الجهادية» في لبنان، يردّ القيادي بالقول: «الضربات المتتالية خلقت نوعاً من اليأس لدى الإخوة، واليأس يسبب طيشاً في بعض الأحيان، ولكن لا يمكن أن توصف المرحلة الجديدة بالطيش. لا أقول إن هذه المرحلة ستبدأ خلال أيام، لكنها قاب قوسين أو أدنى إن قدّر الله ذلك، وسيكون هناك من يُدير المرحلة، وستعرفونه بالأشعث»!
رضوان مرتضى
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد