انتخابات اليونان.. حسابات الربح والخسارة

19-09-2007

انتخابات اليونان.. حسابات الربح والخسارة

مع انتهاء الانتخابات البرلمانية في اليونان وتشكل وضع سياسي جديد، بدأت الأحزاب تحصي خسائرها وأرباحها وتراجع برامجها في البرلمان المقبل. 
 ويبدو أن الخسارة الأكبر أصابت حزب الباسوك الاشتراكي ثم الحزب الحاكم "الديمقراطية الجديدة" الذي خسر بعض مقاعده، ليشكل الحكومة بأغلبية غير مريحة. 
 أما الأحزاب الصغيرة فلم تخف فرحتها بكسر شوكة الحزبين وما سمته قرب إنهاء احتكارهما للسلطة. كما ظهرت للمرة الأولى أحزاب الخضر التي لم تتمكن من دخول البرلمان. 
 فرغم فوز "الديمقراطية الجديدة" بالانتخابات فإنه خسر الكثير من مقاعده، وهذا ينذر بما هو أسوأ في الانتخابات القادمة، خاصة في حال توالي الفضائح والإخفاقات التي اتسمت بها الفترة الماضية.

وأدت الهزيمة التي أصيب بها الاشتراكيون للمرة الثانية إلى أزمة قيادة داخل الباسوك، حيث طالبت قيادات حزبية بانتخاب قيادة جديدة وتحييد جورج باباندريو الذي اعترف بمسؤوليته عن الهزيمة. 
 أما الحزب الشيوعي الذي نال 22 مقعدا فاعتبر النتيجة مرضية، متوعدا باستمرار ضربه للحزبين الرئيسين.
 وقال بانايوتيس ميدراكاس عضو اللجنة القطرية للحزب الشيوعي اليوناني في حديث للجزيرة نت إن الحزب بعث برسالة إلى الأحزاب المعادية للطبقات الفقيرة مفادها أن مصيرها هو الفشل. 
 وحول عدم تعاون الحزب مع اليسار الوسطي (سيريزا) قال ميدراكاس إن حزب الوسط اليساري لا يحمل من اليسار إلا اسمه حيث إنه اختار اللحاق بالطريق الأوروبي، مضيفا أنه لا يختلف في جوهره عن الأحزاب المعادية للطبقات العمالية، مستدلا بفوزه في مناطق غنية من أثينا. 
 وفي لقاء مع الجزيرة نت قال بتروس كوستاندينوس الكاتب في جريدة كاثيميريني اليومية إن الحكومة الحالية هي أضعف حكومة تشكل بعد عهد الإصلاح. 
 واعتبر أن مشكلة هذه الحكومة ستكون في سياستها هي نفسها لا في الأحزاب المعارضة، حيث إنها تطمح لإجراء تغييرات غير مرضي عنها شعبيا مثل تخصيص نظام التأمين الاجتماعي وإقامة جامعات خاصة، وغيرها.
 وعن هزيمة الباسوك اعتبر كوستاندينوس أن الاشتراكيين لم ينجحوا بوصفهم معارضة في استقطاب الناقمين على سياسة الحكومة اليمينية، كما أن جورج باباندريو قاد الحزب بطريقة غير ديمقراطية، إضافة إلى كون الناخبين استاؤوا من وقوف الباسوك مع الحكومة في مسألة إنشاء الجامعات الخاصة. 
 وفرق كوستاندينوس بين الحزب الشيوعي وحزب اليسار الديمقراطي معتبرا أن نجاح الأول أكثر رسوخا لكونه يعتمد على قاعدة أيديولوجية، بينما اقتنص الثاني فوزه من تسرب أصوات الباسوك والحزب الحاكم. 
 واعتبر أن دخول حزب لاوس اليميني المتطرف البرلمان اليوناني لن يؤثر على سياسة الحكومة تجاه الأجانب، وإن كان الحزب سيسعى في هذا الاتجاه. 
 كما اعتبر كوستاندينوس أن أزمة المناخ العالمية وأزمة الحرائق عوامل ساهمت في ظهور الخضر بشكل منظم، معتبرا رغم ذلك أن الحركة لا مستقبل لها في اليونان. وقد استطاعت الأقلية المسلمة في منطقة ثراكي بشمال اليونان إيصال اثنين من أبنائها إلى البرلمان عبر لوائح الباسوك.
 واعتبر الناشط المسلم جمال اختيار أن الأقلية صوتت للباسوك احتجاجا على تصرف بعض قيادات الحزب الحاكم والإدارات المحلية التي يفهم منها عدم تقدير الأقلية المسلمة.  
 وأضاف اختيار للجزيرة نت أن الأقلية استاءت كذلك من عدم تنفيذ وعود الحكومة التي قدمتها وزيرة الخارجية دورا باكوياني أثناء زيارتها الأخيرة للمنطقة، معتبرا أن التصويت الاحتجاجي أتى أكله حيث بدأت الإدارات المحلية بحث أسباب انصراف الناخبين المسلمين عن الحزب الحاكم. 
 ولم ينف اختيار وجود تشجيع من القنصلية التركية على التصويت للباسوك، لكنه اعتبر أنها مجرد إشارة تشجيعية غير ملزمة لأبناء الأقلية.
 من جانبه اعتبر رئيس منتدى المهاجرين معاوية أحمد أن عدم ذكر الأجانب في الحملة الانتخابية للأحزاب استمرار لسياسة التشدد العامة تجاه الأجانب.
 لكنه اعتبر أنهم لم يخسروا كل شيء لأن دخول الأحزاب اليسارية الصديقة للأجانب البرلمان سيدعم موقفهم، كما أن المسألة تعتمد كذلك على رؤيتهم للأحداث في البلد وتفاعلهم معها. 

شادي الأيوبي

المصدر: الجزيرة
 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...