انشقاق قيادي واشتباكات عنيفة بين فصائل تركيا في منطقة الباب شمال شرق حلب
اندلعت اشتباكات عنيفة صباح أمس الخميس بين مسلحي فصائل الاحتلال التركي، على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينة “الباب” وقرية “سوسيان” في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات بدأت إثر محاولة مسلحين من “حركة أحرار الشرقية” السطو على شاحنة محملة بالأغنام تعود ملكيتها لأحد قياديي “أحرار الشام”، الأمر الذي قابله سائق الشاحنة وحراسها بطعن اثنين من مسلحي “الشرقية” المنفّذين لعملية السطو، قبل أن تدور اشتباكات بالسلاح الأبيض بين الطرفين.
وبعد وقت قصير من تبادل الطعنات بالسكاكين، توجهت مجموعات من “الشرقية” و”أحرار الشام” إلى موقع الحادثة، على طريق الراعي بين “الباب” و”سوسيان”، وسارعوا إلى إطلاق الرصاص بشكل مكثف، لترتفع وتيرة الاشتباكات بين الجانبين وتتطور إلى استخدام الأسلحة المتوسطة من كليهما.
وتخلل الاشتباكات حسب ما نقلته المصادر، سقوط عدد كبير من المصابين مسلحي الفصيلين، حيث أشارت المصادر إلى أن عدداً من المسلحين تلقّوا إصابات خطيرة نقلوا على إثرها بشكل فوري إلى مشفى “السلام” في مدينة الباب لتلقي العلاج.
ورغم تدخل قياديين مما يسمى بـ “الشرطة العسكرية” التابعة لفصائل الاحتلال التركي وعدد من الجنود الأتراك لحل الخلاف، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل في ظل إصرار كلا الطرفين على الأخذ بثأر مسلحيهما من بعضهما، لتستمر الاشتباكات العنيفة إلى حلول ظهر الخميس.
وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن مدينة “الباب” تشهد منذ نحو يومين حالة استنفار أمني كبير تتزامن مع تكثيف لعدد الدوريات والحواجز العسكرية في مختلف الطرقات الرئيسية والفرعية الواصلة بين المدينة وقراها، وذلك إثر “انشقاق” مدير سجن مايسمى بـ “الشرطة العسكرية” التابع لفصائل الاحتلال التركي في مدينة الباب وقيامه بتهريب عدد من السجناء الخطرين.
وأوضحت المصادر بأن مدير السجن المدعو “مصلح ثلجي الضاهر”، أقدم يوم أمس الأول الثلاثاء على تهريب عدد من السجناء بعضهم من عناصر تنظيم “داعش” الذين تم اعتقالهم في وقت سابق، قبل أن يلوذ هو الآخر بالفرار قبل اكتشاف هروب السجناء من قبل باقي المسلحين المكلفين بحراسة السجن.
ووفق المعطيات والمعلومات الواردة التي سرّبتها المصادر عن قياديين من “الشرطة العسكرية”، فإن عملية تهريب السجناء تمت بعد وعود تلقاها مدير السجن من السجناء الفارين بمنحه مبالغ مالية كبيرة مقابل تهريبهم من السجن الذي يعد من أهم السجون التابعة لفصائل الاحتلال التركي في شمال حلب وأكثرها حراسة وتشديداً أمنياً.
واستنفرت “الشرطة العسكرية” التي تعد من أخطر الفصائل المدعومة تركياً وأكثرها تدريباً، أعداداً كبيرة من مسلحيها للبحث عن “الضاهر” والسجناء الفارّين، مركزين عمليات التفتيش والتدقيق الأمني باتجاه القرى القريبة من الحدود التركية، فيما نشرت الشرطة التركية بدورها عدداً كبيراً من الدوريات قرب الحدود لإلقاء القبض على الفارين إن حاولوا الدخول إلى الأراضي التركية.
يذكر أن مناطق سيطرة الفصائل التابعة للاحتلال التركي في شمال حلب على وجه الخصوص، ما تزال تشهد تردياً أمنياً كبيراً وصراعات مستمرة فيما بين مسلحي تلك الفصائل لأسباب غالباً ما تتعلق بعمليات السرقة والنهب سواء منها التي تستهدف ممتلكات وأموال المدنيين، أو الأخرى التي تتعلق بسرقة الأموال والمواشي فيما بينهم.
زاهر طحان
إضافة تعليق جديد