بالأرقام حصاد عامين من المشاركة الروسية في دكّ أعشاش الإرهابيين في سوريا
حلّت اليوم الذكرى السنوية الثانية لانطلاق عمليات القوات الروسية في سوريا، التي كانت مهددة بتفكك وشيك، وفوضى، لتصل بعد عامين إلى مشارف النصر على الإرهاب والخروج من نفق الحرب المظلم.
والحرب التي دارت رحاها في سوريا طوال أكثر من 5 أعوام، هي أشرس حرب في القرن الحادي والعشرين، والأكثر دموية ومأساوية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويمكن فعلياً تسميتها بحرب كونية، لأنه لم يبق تقريباً بلد في العالم لم يشارك فيها بشكل أو بآخر، خصوصاً بعدماً مزقتها الجماعات الإرهابية الآتية من جميع المشارب، والأزمة الإنسانية والاقتصادية التي لم يحرك الغرب ساكناً تجاهها، بل تولى إصدار الإنذارات المطالبة باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد، دون أن يبذل أي محاولة لبناء حوار بناء بين فرقاء الصراع، ينقذ البلاد والعباد من الهلاك.
لكن، وبدعم من موسكو، تمكنت دمشق من عكس الوضع من خلال شن هجوم مضاد ضد الإرهابيين في المناطق الرئيسية من البلاد. إذ تم تطهير محافظات رئيسية من الإرهابيين على رأسها طبعاً مدينة تدمر العابقة بتاريخ الحضارة، والتي اضطرت القوات لتطهيرها مرتين على التوالي من الإرهابيين، ثم عملية استعادة السيطرة على مدينة حلب ومحيطها، في معارك دارت من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع، وكذلك مدينة حمص وجوارها. وهنا قدمت روسيا مساعدة فعالة للقيادة السورية. وبفضل مشاركتها النشطة، فإن البلد، الذي عانى كثيراً من مواجهات عسكرية طويلة ودامية، بدأ يعود أخيراً إلى الحياة السلمية بخطى ثابتة وإن كانت بطيئة.
اليوم، تم تحرير نحو 85 في المائة من الأراضي السورية من مسلحي “داعش”. وأعلن رئيس أركان القوات المسلحة الروسية في سوريا، الجنرال ألكسندر لابين، قبل عدة أيام، أن “القوات المسلحة السورية قامت خلال الأيام القليلة الماضية، بتطهير أربعين كيلومتراً مربعاً من الأراضي من الإرهابيين، حيث تم طرد المسلحين من 59 بلدة، وحتى التطهير الكامل لأراضي سوريا من هذا التنظيم، يبقى حوالي 27800 كيلومتر مربع من أراضي الجمهورية. وأتاحت الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الروسي لضمان وجود نظام لوقف إطلاق النار الحفاظ على حالة مستقرة في المناطق الرئيسية من البلد”.
إن أهم إنجاز في الأيام الأخيرة يعتبر العملية التي أجريت بنجاح في منطقة دير الزور، التي كانت لفترة طويلة تحت حصار الإرهابيين. وقال الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات الرئيسة في الأركان العامة للقوات المسلحة، “إن هذا الانتصار يتجاوز كل الانتصارات التي كان ينتظرها الشعب السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات”.
خلال عملية تحرير دير الزور وفك الحصار عنها، شن الطيران الروسي غارات على مدار الساعة ضد مواقع الإرهابيين، حيث كانت كل طائرة تنفذ 3-4 طلعات جوية في اليوم الواحد، من أجل حرمان الإرهابيين من التقاط أنفاسهم وإعادة تجميع قواتهم.
من 30 أيلول عام 2015 وحتى 20 أيلول 2017، قام الطيران الروسي بـ30650 طلعة جوية في أنحاء متفرقة من الأراضي السورية. منها 5165 طلعة في العام 2015 و13848 طلعة في العام 2016، نفذ خلالها 92006 غارات على مواقع الإرهابيين، منها 13470 غارة في العام 2015 و50545 غارة في العام 2016 تمكن خلالها من تدمير 96828 هدفاً وموقعاً للإرهابيين.
ويبين الجدول التالي، بالتواريخ السنوية عدد الغارات والطلعات الجوية الروسية، وطبيعة الأهداف التي استهدفتها:
وعلاوة على غارات الطيران الروسي، شاركت قوات الأسطول الروسي، بفعالية في دكّ مواقع الإرهابيين بصواريخ كروز من طراز كاليبر.
وأكدت وحدات قوات العمليات الخاصة فعاليتها القتالية. وكذلك الأطباء والجهاز الطبي الذي قدم ضحيتين من الممرضات في حلب، والشرطة العسكرية التي تسهر حالياً على تطبيق خطط خفض التصعيد، وتراقب مدى التزام الأطراف بوقف النار، كل هذه التشكيلات أسهمت وما زالت تسهم في تحقيق النصر على الإرهاب في سوريا، وفي تشكيل الأساس الصلب لإعادة بناء المستقبل في البلاد.
والمساهمة الروسية في سوريا لم تقتصر على العمليات القتالية للقوات المسلحة التي شاركت بفعالية في تصفية الجماعات الإرهابية فحسب، بل تعدتها إلى تقديم المساعدة في بناء حوار سلمي، عن طريق مركز المصالحة، الذي أنشأته القوات الروسية في مطار حميميم، وكذلك فرق تقديم المساعدات الإنسانية من أجل استعادة الحياة في المناطق المحررة من البلاد.
إن المشاركة العسكرية الروسية في مكافحة الإرهاب في سوريا، سمحت باستقرار الوضع في البلاد، ووجهت ضربة قاسمة وقوية للإرهابيين الدوليين.
إضافة إلى ذلك، يقول خبراء إن العملية الروسية، أظهرت الإمكانيات العالية للجيش والبحرية الروسية، بما في ذلك قدرتها على القيام بعمليات حتى في مسرح العمليات النائية جغرافياً. ويشير الخبراء إلى أن روسيا أظهرت قدرات متفوقة وأسلحة جديدة: الطائرات والطائرات من دون طيار وصواريخ كروز والحرب الإلكترونية ووسائل الاعتراض”، وكذلك نظام الإدارة، والموظفون، والقوات، والدعم اللوجستي، والخدمات اللوجستية، حيث عملت جميع الخدمات بشكل جيد للغاية.
وبطبيعة الحال، فإن الطيارين الروس، ولأول مرة في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، تمكنوا من المشاركة في المعارك في الشرق الأوسط، وذلك باستخدام أحدث الأسلحة عالية الدقة والقنابل الجوية الموجهة بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وقد سمحت المشاركة العسكرية في سوريا، لوزارة الدفاع الروسية بالتحقق من الاستعداد القتالي لجميع الطيارين العسكريين تقريباً.. وذكرت وزارة الدفاع، أن ما يقرب من 90 في المئة من أفراد القوات الجوية تلقوا خبرة قتالية. وقد نفذ الحملة الروسية ثلاثة أرباع طواقم الطيران البعيد المدى، وحوالي 80 في المائة من الطائرات التكتيكية التشغيلية و88 في المائة من طائرات النقل العسكري، وحوالي 90 في المائة من الطيارين في مجال الطيران. ولاحظت الأركان العامة أن نتائج الطلعات القتالية كشفت عن الجوانب الإيجابية والسلبية للتدريب على الطيران، وكانت الاستنتاجات التي تم التوصل إليها أساساً لتغيير عملية التعلم والتدريب.
وخلال اجتماعه هذا الأسبوع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خلق الظروف الفعلية لإنهاء الحرب في سوريا. وفي الوقت نفسه، أكد بوتين، أن النصر على الإرهاب في هذا البلد مهم ليس للمنطقة فحسب بل للعالم أجمع. وقال “إننا نخلق الظروف لعودة اللاجئين وإعادتهم إلى ديارهم، وهو أمر هام للغاية، لتعزيز البحث عن تسوية سياسية طويلة الأجل في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة”.
المصدر: وكالات روسية
إضافة تعليق جديد