برعاية قطر العربي يشن هجوما معاكسا على الخطة الروسية وواشنطن ستركز على سلاح العقوبات ضد دمشق
في تصريحات من شأنها تأزيم الأزمة السورية وإذكاء عنفها والدفع بها نحو مزيد من التعقيد وعرقلة أي حل سياسي لها زعم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن «وقت الحديث عن إصلاح سياسي انتهى» وعلى ذات المنحى سارت ميليشيا الجيش الحر وما يسمى المجلس الوطني السوري الذي تشكل في اسطنبول أواخر العام الماضي.
ومن المقرر أن يزور العربي ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم موسكو قريباً في محاولة واضحة من الجامعة ومشيخة قطر لابتزاز روسيا على خلفية مواقفها من الأزمة السورية ودفعها لتغييرها.
وبدأت معالم هذا الابتزاز بالظهور من خلال تصريح العربي الذي قال فيه: «رسالتنا للروس ستكون بكل صراحة ووضوح أن قرار الفيتو الذي اتخذوه (في مجلس الأمن الخميس الماضي ضد مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على سورية) يعتبر ضد المصالح العربية» ما يعني تهديداً مبطناً من قبل العربي وحمد للمصالح الروسية في الوطن العربي.
وتطابقت مواقف ميليشيا الجيش الحر مع هذه التصريحات وقال قائدها رياض الأسعد، أنه «لا حل سياسياً في سورية، بل المسؤولين عن السياسة الخارجية في الصين والذي قال إن بكين تعلق «أهمية كبرى» على هذه الزيارة.
ونمواصلة القتال حتى إسقاط النظام».
وعلى ذات النحو، استبق مجلس اسطنبول أي نتائج يمكن أن تتمخض عن الحوار الوطني الذي يجب أن يشارك فيه كل أطياف المجتمع السوري لحل الأزمة التي تعيشها البلاد.
وأعلن المجلس، موافقة مشروطة على مرحلة انتقالية تقودها شخصية من النظام، وأشار المسؤول الإعلامي فيه جورج صبرة إلى أن هذه الموافقة مشروطة بتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة أولاً، وعلى أن تكون هذه الشخصية متوافقاً عليها شعبياً.
ومن روسيا التي حذرت أمس مواطنيها من السفر إلى سورية، اعتبر رئيس إدارة الاتصالات الدولية في جهاز مجلس الاتحاد الروسي (الشيوخ) أندريه باكلانوف أن تشكيل حكومة انتقالية في سورية «خيار واقعي» في الظروف الحالية ليتوافق موقفه مع ما دعا إليه اجتماع جنيف أواخر الشهر الجاري ووافقت عليه سورية.
وبعد الفيتو الروسي الصيني المزدوج في مجلس الأمن الخميس الماضي الذي أغضب الولايات المتحدة، أجرى مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توماس دونيلون أمس محادثات في بكين مع الرئيس الصيني هو جينتاو وعدد من القادة الصينيين تركزت على استخدام الصين الخميس الماضي حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن.
والتقى دونيلون، أول مستشار أمن قومي أميركي يزور الصين منذ ثماني سنوات، بمستشار الدولة الصيني داي بينغو، أحدقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن داي قوله لدونيلون في بداية الاجتماع «ان زيارتك هذه المرة خاصة جداً ومهمة نظراً إلى توقيتها وإلى الخلفية وإلى المهمة التي تحملها معك».
وبموازاة الجهود الأميركية لجعل الصين تغير موقفها إزاء سورية، قال الناطق باسم البيت الأبيض جي كارني في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة لا تخطط للتدخل في الأزمة السورية عسكرياً، لكنها ستكثف ضغوطها على سورية بواسطة فرض العقوبات عليها وزيادة عزلتها الدولية.
كما أوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن بلادها ستركز، بعد الفيتو الروسي الصيني، على العمل في إطار مجموعة «أصدقاء سورية» بدلاً من مجلس الأمن الدولي من أجل تكثيف الضغوط على سورية ودعم المعارضة السورية داخل البلاد وخارجها على حد سواء.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: إن ثغرات في الاستخبارات الأمنية أعاقت جهود واشنطن في سورية ما اضطر تلك الأجهزة إلى الاكتفاء برصد ومراقبة الاتصالات ومراقبة النزاع من بعد.
وقال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو في تصريح للصحافيين بعد وصوله إلى دمشق ولقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن «هذه الزيارة هي الثانية لتقييم عمل بعثة المراقبين الدوليين، بعد تجديد عمل البعثة وصدور قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد عمل البعثة لمدة 30 يوماً أخيرة في حال استمر مستوى العنف على الأرض».
وأضاف لادسو «هذه الزيارة ستكون فرصة لتقديم رئيس البعثة الجديد بابكر غاي لبعض أفراد فريق عمله، وستكون أيضا مناسبة لعقد اجتماعات في الأيام الثلاثة المقبلة».
من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نريد أن نشدد على أن سوريا انضمت في العام 1968 إلى بروتوكول جنيف للعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو أي غازات أخرى من أي نوع»، مذكرة السلطات السورية بضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية.
وأضافت أن «روسيا استمعت باهتمام إلى تصريحات ممثل عن وزارة الخارجية السورية أثناء مؤتمر صحافي في 23 تموز الحالي في ما يتعلق باحتمال استخدام سلطات البلاد للأسلحة الكيميائية في حال عدوان خارجي». وتابعت إن «الجانب الروسي ينطلق من مبدأ أن السلطات ستواصل التزامها التام بتعهداتها الدولية».
وقال نائب رئيس القوات الإيرانية المشتركة القيادي في الحرس الثوري الجنرال مسعود جزائري إن «الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام». وأضاف إن «أصدقاء سوريا وحركة المقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة لجبهة العدو، وخاصة للعرب المكروهين».
وتابع جزائري، الذي عرف بتصريحاته المتشددة باسم الجيش الإيراني، إن «السوريين غاضبون جدا من حكومات الشر في أميركا وتركيا وقطر والسعودية وغيرها من حلفاء الإرهابيين». واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بقيادة «حملة شاملة ضد سوريا» إلا انه قال إنهما تواجهان «هزيمة كبرى». وقال «الآن لا يستطيع العدو أن يفعل شيئا سوى من خلال الأفعال الإرهابية والتفجيرات والدعاية الإعلامية».
وأجرت السلطات السورية أمس، سلسلة من التعيينات الجديدة على رأس أجهزتها الأمنية. وتولى اللواء علي مملوك إدارة مكتب الأمن القومي، وحلّ مكانه في إدارة جهاز أمن الدولة اللواء ديب زيتون. وعيّن عبد الفتاح قدسية نائبا لمملوك، فيما حلّ محله علي يونس رئيسا للاستخبارات العسكرية، كما عيّن رستم غزالة رئيسا للأمن السياسي مكان زيتون.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد